رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

بـ"هاشتاج وعمرة وقصيدة".. النساء يتصدرن المطالبين بالقصاص في قضية "شهيد الكرامة"

كتب: غادة شعبان -

03:05 م | الإثنين 21 أكتوبر 2019

محمود البنا

قضية بدأت بالدفاع عن فتاة، راح ضحيتها الشاب محمود البنا "شهيد الكرامة"، وهو الأمر الذي آثار تفاعل الفتيات والسيدات عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، مطالبين بالقصاص من القاتل محمد راجح، واللاتي قمن بدورهن في الدفاع باستماته عن البطل، من خلال تدشين الهاشتاجات التي كانت محورا أساسيا في تحول جريمة القتل لقضية رأي عام، ولم يكتفين بهذا وحسب بل قام البعض بأداء عمرة وإهدائها لروحه، وبادرت المعلمات بإلقاء القصائد التي تعلنّ من خلالها تضامنهن مع القضية.

هاشتاجات تطالب بحق "البنا" والقصاص من "راجح"

تصدر هاشتاج "راجح قاتل" قائمة تريندات موقع التواصل الاجتماعي، والذي دشنه العديد من الفتيات والسيدات، عبر المجموعات المغلقة وعبر صفحاتهن الشخصية على توتير وفيس بوك، وخلال الأيام الماضية تصدر اسم محمود البنا، ليحتل المركز الأكثر تداولا في مصر، "اعدام راجح" و "حق محمود البنا فين"، حتى تُوقع العقوبة الرادعة على راجح، ليكون عبره لغيره.

وقالت نهى منصور، إحدى الفتيات المتضامنات مع البنا، لـ"الوطن": "محمود شهم، لأنه دافع عن فتاة وضحي بحياته عشان يحميها، موقفه ده يجبرنا إننا نقف كلنا كفتيات لنصرته والقصاص من القاتل، بعقاب رادع".

العديد من الفتيات طالبن بإعدام راجح من خارج مدينة تلا وداخلها، إلى جانب ثقتهن في قضاء مصر، مطالبات بالحكم العادل، وقالت نورهان فاروق: "لما يتعدم هيبقى عبره لغيره وأي حد قبل ما يفكر يقتل أو يعاكس يفكر مليون مرة".

ولم يقتصر الأمر على الهاشتاج وحسب، بل أصبحت الفتيات بمختلف أعمارهن يغيرن صورهن الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي بصورة "شهيد الشهامة"، وبخاصةِ فتيات وسيدات مدينة تلا بمحافظة المنوفية، حيث دفعهم غضبهن لإنشاء مجموعة مغلقة يعدون من خلالها لكيفية دعم قضية الشاب القتيل، مدونين: "أنتو وقفتوا ليه اعتبروا محمود أخوكم ولا حطو نفسكم مكان أمه وارجعوا تاني وسيبكو من كل اللي بيحصل ده هما بيشتتونا بس حق محمود لازم يرجع فعلو الهاشتاج تاني، مينفعش نقف بعد ما كنا قربنا"، آخذات على عاتقهن أن يظل هاشتاج "إعدام راجح" و "حق محمود البنا فين" يتصدرا مواقع التواصل الاجتماعي حتى تُوقع العقوبة الرادعة كي لا يقدم أحد على مثل تلك النوعية من الجريمة.

على روحك السلام.. سيدة تؤدي العمرة عن "شهيد الكرامة"

اجتمعت الحشود النسائية على حُب "البنا"، الضحية التي لم يرونها من قبل، واستطاع بفضل شهامته أن يحتل مكانة وسط قلوبهن، وهو ما جعل سيدة مصرية تهديه عمرة على روحه.

الصورة التي نشرتها السيدة تناقلتها عبر المجموعات على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، من أمام الحرم المكي والكعبة المشرفة، معلقةً عليها: "عمرة مهداه إلى روح شهيد الأخلاق محمود البنا، على روحك الطاهرة مني السلام".

مُعلمة تلقي قصيدة عن محمود البنا داخل حضانة في تلا

 "متخافيش يا أم الشهيد ومتزعليش، حق ابنك راجع راجع متقلقيش، مات عشان يحمي شرفنا، جينا عشانه هتفنا، والقصاص ده حكم عادل أكيد أكيد، كلنا فداك يا شهيد".. كلمات بسيطة رددها صغار في مرحلة رياض الأطفال، دون معرفة معناها، وراء معلمتهم ناهد محمد الزعيري، 32 عامًا، داخل إحدى حضانات مدينة تلا.

حاولت المعلمة تبسيط قصة "شهيد الشهامة"، محمود البنا، ابن مدينة تلا بمحافظة المنوفية، وذكرت المعلمة لـ"الوطن": "قصة محمود شاغلة الرأي العام، وده أقل واجب أقدمه ليه، الكلمات جاءت بالصدفة خاصةً بعد انشغال الأطفال بالقضية، نظرًا لرؤيتهم المظاهرات والمسيرات التي تجوب شوارع المدينة، وهو ما لفت انتباههم وكثرت أسئلتهم عما يحدث".

جاءت فكرة القصيدة التي ألقتها المعلمة على مسمع الأطفال داخل الحضانة، من نجلها البالغ من العمر 5 سنوات، حينما راقب ما يحدث في الشوارع والأحياء: "سألني ماما هو مين ده، الناس عاملين الدوشة دي ليه وماشين في الشارع بيعملوا كدة ليه"، لتحاول بطريقتها تبسيط الأمر، "بهدوء وبساطة فهمته إن في واحد عمل حاجة غلط، ولازم يتعاقب، وده بيكون في المحكمة، اللي أخطأ في حق حد لازم يتعاقب، وإن الشهيد مات كان بيدافع عن واحدة بنت، ده كده عمل بطولي، وحاجة كويسة".

قضية مقتل محمود البنا

كانت مدينة تلا بمحافظة المنوفية، شهدت جريمة قتل بشعة عندما اعتدى فيها طالب على زميله، لمعاتبة الأخير له على معاكسة فتاة، فاستل المتهم سلاحا أبيض "مطواة" وطعنه وسط الشارع بمساعدة اثنين من أصدقائه، وسط صدمة المارة، قبل أن تتمكن القوات من ضبطهم.

وأكد المتهمون، خلال مناقشتهم أمام رجال المباحث، أنه حدث خلاف بينهم وبين المتهم تحول إلى مشادة كلامية، طعنوا على إثرها محمود محمد البنا، 18 عاما، طالب، بمطواة بالفخذ الأيسر وتركوه وفروا هاربين.

وحضر الآلاف من أهالي مدينة تلا وأصدقاء المجني عليه، تشييع جثمان محمود البنا إلى مثواه الأخير.

لحظة مشاجرة راجح والبنا 

وأظهر فيديو تداوله أصدقاء وأقارب الطالب محمود البنا، الذي قتل في مدينة تلا بمحافظة المنوفية، وجود مشاجرة بين محمد أشرف راجح وإحدى الفتيات، وأظهر الفيديو مشاجرة راجح برفقة أحد أصدقائه مع إحدى الفتيات وهي تحاول الهرب منه، وهي الواقعة التي أدت إلى مقتل محمود البنا.

وأكد مصطفى الليثي، أحد أصدقاء القتيل محمود البنا، لـ"الوطن"، أن الفيديو يعود إلى يوم 7 أكتوبر، موضحا أن الشخص الموجود بمقطع الفيديو هو راجح، والمكان الذي ظهر بالفيديو هو شارع الشهيد جودة، بمدينة تلا بمحافظة المنوفية.

وقررت محكمة جنايات الطفل، أمس، تأجيل أولى جلسات محاكمة المتهم محمد راجح و3 آخرين بتهمة قتل المجني عليه محمود البنا المعروف باسم "شهيد الشهامة"، لجلسة 27 أكتوبر الجاري.

وعقدت أولى جلسات محاكمة المتهم محمد أشرف عبد الغني راجح و3 آخرين، في قضية قتل محمود البنا، عمدًا مع سبق الإصرار والترصد يوم 9 أكتوبر الجاري، وسط تشديدات أمنية مكثفة، حيث أغلق الأمن طريقين مؤديان للمحكمة، بوضع حواجز حديدية، فضلًا عن أوناش تابعة لإدارة المرور بالمنوفية، ولم يُسمح إلا بمرور الأشخاص المترجلين بعد فحص هوياتهم، فيما تُمنع السيارات والدراجات النارية من المرور.