رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

صحة

تجارب فتيات مع "الجاثوم": التعود موت الخوف جوانا.. وطبيب نفسي: مرض حميد لا يُعالج بالتدين

كتب: ندى سمير -

10:55 م | الأحد 21 يوليو 2019

الجاثوم

تشعر وكأن جسدك أصابه الشلل، لسانك لا يتحرك، تسمع وترى كل شيء حولك لكن لا تستطيع أن تعطي أي استجابة، شلل النوم أو (الجاثوم) حالة غريبة يمر بها الإنسان، تصيبه أحيانا بالهلع، الذي يجعله يتخيل أن كائنات غريبة الشكل تتواجد معه في الغرفة، شياطينا أو ربما أشياءً أخرى.

فتيات مررن بتجربة الجاثوم

"صحيت من النوم حسيت كأن في حد جنبي وبيخنقني بس ماكنتش عارفة أتحرك، ولما ركزت شوفت راجل بإيد قطة"، هذا ما وصفته إيمان مختار، السيدة الأربعينية، التي عاشت تجربة شلل النوم، مرت "إيمان" بهذه التجربة مرة واحدة فقط، استغرقت بضع ثواني، لكنها كانت واحدة من أصعب التجارب التي تعرضت لها، حاولت كثيرًا خلال هذه الثواني أن تصرخ لتستنجد بأحد ما لكنها لم تستطع، حاولت أن تتحرك لتبعد عنها ما كان يخنقها، لكنها لم تقدر كأن تعويذة ما أصابت جسدها لتفقده حركته.

أما سلسبيل أحمد، البالغة من العمر 18 عاما، التي تعرضت لهذه التجربة أكثر من 5 مرات، تفيق من نومها تحاول أن تتحرك ولكنها لا تستطيع، تحاول التكلم لكن لسانها لا يسعفها، ترى وتسمع كل شئ يحدث حولها ولكنها فاقده التحكم في جسدها، يستمر الأمر لمدة دقيقه غالبا، تحاول أن تغض في النوم مرة أخرى وتنام بالفعل لكنها تفيق على نفس الشئ، ثم بعد مرور دقيقة أو أقل على إفاقتها تعود الأمور لمجراها الطبيعي، كأن شيئا لم يكن: "الموضوع خلاص بقى مألوف بالنسبالي وما بيخضنيش ببقى عارفه أنه هياخد وقته وهيروح عادي".

ريم هشام، ذات الـ20 عام، التي تعرضت لهذه التجربة أكثر من 6 مرات، وفي أحد تلك المرات رأت امرأه مخيفة الوجه ترتدي عبائه فضفاضة بيضاء اللون، تقف بجانبها، تقيد حركتها، بينما هي مستلقية على سريرها لا تستطيع تحريك ساكنا، وفي مرة أخرى شعرت وكأن شيئا ما يستقر فوقها يمنعها من التنفس والحركة، وفي كل مرة كانت تصاب بالهلع، "الموضوع بيبقى صعب جدا وبطلع منه عن طريق إني بغمض عيني وأرجع أنام تاني".

طبيب نفسي: مرض لا يُصاب به إلا المفكرون والمبدعون

فسر حالة شلل النوم استشاري الطب النفسي، محمد دسوقي، بأنه شيء يحدث للإنسان في وقت ما بين النوم واليقظة، في حالة بين الوعي واللاوعي، أي أن عقله ما زال يحلم لكن جسده قد استفاق، وما هو إلا حالة من الهلوسة، كما أنه يعد مرض غير خطير بالمرة، ولا يؤثر على الإنسان بالسلب في أي حالة من الحالات، هو فقط يشعره ببعض الخوف اللحظي لا أكثر ولا أقل.

وأضاف دسوقي، في حديثه لـ "الوطن"، أن هذا المرض لا يصاب به إلا المفكرين والمبدعين، نظرا لأن الإبداع في المطلق يأتي عن طريق الخيال، والمصابين بهذا المرض ينغمسون في خيالاتهم انغماسا حتى يصلون لمرحلة من التشوش ومن شدة وقوة خيالاتهم يهيأ لهم أنها تعتبر جزء من الواقع.

وأوضح أن هناك سبب وراء رؤية المرضى لأشياء مرعبة، وهو أن المريض يكون في حالة من الهلع، ونتيجة لهذا أي شئ سيراه سيكون مرعب حتى وإن كان شيئا عاديا للغاية كملابس معلقة على باب الغرفة أو ستاره تتحرك بسبب نسمة هواء.

أسباب شلل النوم

قدم "دسوقي" بعض الأسباب التي قد تجعلك عرضه لهذا المرض، ومنها:

وضعية النوم الخاطئة، إذ أوضح أن وضعية النوم الأفضل على الإطلاق هي الاستلقاء على الجانب الأيمن من الجسم، لأن هذا يساعد على وصول الدم للمخ.

التدخين وتعاطي المخدرات، المهدئات، أو المنومات.

الاضطرابات و الصراعات النفسية وخاصة الاكتئاب.

علاج شلل النوم

تهدئة المريض وتوعيته بهذا الاضطراب.

التنويم المغنطيسي، والذي يعد أحد أهم طرق علاج هذا المرض، كما يستكمل بالعلاج السلوكي المعرفي، وهذا العلاج يتم عن طريق تغيير سلوك المريض وإبعاده عن العادات السيئة التي يتبعها وتنظيم مواعيد نومه وأكله وغيره من الأمور التي قد تؤثر عليه سلبا.

كما ذكر "دسوقي" أن شلل النوم يعد اضطرابا نفسيا لا علاقة له بالتدين، "المتدينين وغير المتدينين عرضة للإصابة بالمرض النفسي، فالمرض النفسي لا يتلاشى بالتدين فمثله كمثل المرض العضوي لا يختلف عنه في شيء غير أن المرض العضوي يكون ظاهرا أما المرض النفسي يأتي متخفيا إلى حد ما".