رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

"هالة": "بنتي بتجيبلي الطبق أشد البودرة.. ورحت القسم يحبسوني ومرة خرجت الشارع بدون ملابس"

كتب: سحر عزازي -

08:28 ص | السبت 20 أبريل 2019

هالة:

يتأمل "آدم"، طفل في الرابعة من عمره، وجوه غريبة عنه، يتتبع نظراتهن وضحكاتهن ودخان سجائرهن، تظهر على ملامحه البريئة القلق والخوف، تكاد تبكيه المشاهد من فرط أحداثها، حتى وقعت عينه على "هالة"، سيدة تُبعد عنه بخطوات تحتضن طفلتها بيديها اليسرى بينما تمسك سيجارتها باليد الأخرى، تحكي أنها سلكت طريق الإدمان منذ 14 عاما على يد زوجها الذي لم يترك نوعًا من المخدرات إلا وجربه، بداية من الحشيش والبانجو والبرشام والبودرة، وسلكت نفس طريقه حتى تساقطت أسنانها واخترق السرطان رئتها وهدد صحتها، ظلت تفرط في التعاطي خاصة بعد رحيل شقيقها الوحيد الذي كان يحنو عليها: "موته كان صدمة كبيرة خلتني أدوس جامد وبفتري".

ورغم كل هذه الخسائر لم تفكر في ترك هذه السموم القاتلة، حتى بدأت صرخات طفليها تتعالى بالرجاء للإقلاع عن هذا الطريق، إضافة إلى إصابة والدتها بجلطة أقعدتها دون حركة حزنًا عليها، لم تسمع إلا صوت المخدرات ولم تر إلا سرنجة الجرعة: "فيه أكتر من إني كنت بخلي بنتي تجبلي الطبق عشان أشد".

صاحبة الـ38 عامًا، كانت تتعاطى 4 شرائط يوميًا من "الترامادول" ونوع آخر أقل سعرًا إضافة إلى الحشيش والبانجو، استفاق زوجها مؤخرًا وبدأ يقنعها بالذهاب للعلاج، محاولات متكررة لم تنجح إلا الأخيرة منها: "قالي كذا مرة وكنت بقوله لأ لحد ما دكتور هنا أقنعني".

تتحدث بصعوبة شديدة بسبب ما أصاب أحبالها الصوتية، تخجل من فتح فمها باستمرار حتى لا تكشف عن أسنانها التي تدمرت، ولم يتبقى منها إلا أشلاء بسيطة نتيجة المخدرات، تتذكر اليوم الأول لها داخل العيادة محاولة أن تظهر انتصاراتها الصغيرة.

"روحت رميت كل البرشام من عندي وابتديت في العلاج"، توقف زوجها عن العمل بعد أن كان "سمسار تذاكر سياحية"، بسبب تلقي العلاج، وتكفلت والدتها بالإنفاق عليهم جميعًا حتى لا تعود مرة أخرى للتعاطي، تأتي للعيادة كل أسبوعين من بشتيل بإمبابة تخفي عن الأهل والجيران مشوارها الدائم: "بنتي في 3 ابتدائي وابني في أولى إعدادي نفسيتهم تعبت بسببي".

عصبية مفرطة أصابت الصغار بسبب الحياة التي افتقدت الحنان والاهتمام والرعاية، وتغيبت الأم والأب ولم يبقى أمامهما سوى البكاء.

"حاسة بالذنب ناحيتهم عشان ضعيتهم بإيدي"، على مدار عامين تتلقى فيهما العلاج انتكست مرة واحدة وعادت لاستكماله من أجل صغارها، تتذكر بعض المشاهد القاسية التي تعرضت لها وهي مغيبة في دوامة المخدرات، إذ قررت في يوم أن تذهب إلى القسم لتطالب بحبسها، و"بعد إصرارها كشف ضابط عن بطاقتها ووجد عليها شيك، وأمر بحبسها لمدة شهر، مرة تانية خرجت ملط الشارع والجيران لحقوني".