رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

"أنجي" تودع المخدرات بسبب "حب أحمد": "عوضني غياب الأهل.. وخدني يعالجني"

كتب: سحر عزازي -

05:11 ص | السبت 20 أبريل 2019

أنجي تودع المخدرات بقصة حب أحمد:

حكاية مغلفة بالألم والأمل، بطلاها "أنجي وأحمد" فتاة عرفت طريق الإدمان وتوغلت فيه، وشاب جاء ليلعب دور المنقذ بعدما قرر خطبتها ومساندتها في محنتها وإقناعها بالعلاج، لبدء صفحة جديدة بعد التعافي، يجلسان على حافة مقعد خشبي في انتظار الدخول، تحكي "انجي" ذو الـ19 عاما، أنها ظلت لمدة عامين متواصلين تتعاطي "بودرة" وتتعرض لمواقف بشعة وتجازف بحياتها في وحل الخطر من أجل الحصول على الجرعة: "دماغي كانت بتشتغل في حاجات كتير مش كويسة عشان عايزة الحاجة دى".

صديقة سوء "جرت رجليها" في هذه السكة المظلمة حتى فقدت القدرة على العودة في ظل غياب الأهل، اقنعتها بأن تأخذ نصف قرص من "الترامادول" في ليلة العيد حتى يسهرن للصباح وتعودت عليها حتى فقدت السيطرة على نفسها، وبدأت تبحث عنها وتتعرف على "الديلر"، وتضحى بأشياء في مقابل الحصول على جرام بدرة: "كانت بتديني في الأول بدون مقابل بعد كده طلبت مني فلوس"، كانت تنفق 200 جنيه يوميًا للحصول على جرام واحد، اضطرت لسرقة والدتها وآخرين حتى توفر المبلغ يوميًا: "ولازم اضربه بالليل عشان أفضل طول النهار نايمة"، ذهبت لـ"وكر" مخدرات في منطقة السحر الجمال على طريق "الإسماعيلية - القاهرة الصحراوي" بنفسها حتى تحصل على أي كمية: "لما لقيت نفسي بضيع بدأت أفكر في العلاج".

تتذكر يومًا قبل شهرين تعرضت فيه لوعكة صحية شديدة جعلتها تفقد الحركة، فذهب للمستشفى لطلب العلاج، بدأت تأخذ جرعات الدواء بجانب جرعات "البودرة"، حذرها الجميع حتى لا تصاب بالجنون: "قالولي لو فضلتي تتعالجي وتضربي هتتجني فبطلت العلاج".

ظهر في حياتها "أحمد"، جارها القديم الذي أعجب بها فحاول التقرب منها والسؤال عنها فاعترفت له بسرها الغائب عن أعين الجميع، تقبلها وقرر الوقوف بجانبها حتى تتعافى: "أنا كنت مجرب وتعافيت من سنتين فحاسس بيها"، يقولها بعد أن أصر على خطبتها ودعمها في رحلة علاجها، يذهب معها للعيادة ويتابع تعليمات الطبيب وينفذها ويتحدث إليها باستمرار، مؤكدًا أنها ستشفى ولحظات الضعف والانكسار ستتبدل بقوة: "عشت نفس الحالة دي وعمري ما هتخلى عنها".

لأول مرة تعيش الفتاة العشرينية بدون مخدرات لمدة 10 أيام متواصلة بفضل الحب الذي غمرها وبدل حياتها وعوضها عن غياب الأهل: "مسحت كل الأرقام وقطعت علاقتها بالناس اللي بتشرب"، وفقا لأحمد، الذي يشعر بالسعادة لمساعدة أي شخص على التعافي تمامًا باصطحابه لمستشفى العباسية الذي تعالج فيه وعمل به فترة: "ودي كمان خطيبتي يعني سعادتي زيادة، وده مرض مش بإيدينا وله علاج".

كان "أحمد" يتعاطى المخدرات من عمر 12 عاما وأقلع عن هذا الطريق منذ عامين وشهرين، متمنيًا الشفاء لكل شاب دخل هذا الطريق: "سبت تعليمي بسبب المخدرات وبحاول دلوقتي أعوض اللي فاتني".