تجمعات كثيفة شهدتها ساحة مسجد السيدة زينب في الليلة الختامية من مولدها، زوار يأتون من كل حدب وصوب لزيارة مقام "أم العواجز" أو "صاحبة الشورى" أو "عقيلة بني هاشم"، وفي ركن السيدات تلتقي نساء من مختلف الأقاليم، لا تكف أفواههن عن ذكر الله والتوسل إليه، يتلمسن مقامها وترتفع أياديهن بالدعاء طلبًا للمدد، كلُ تناجي ربها بما يختلج صدرها من ضيق، يهمسن بما يطلبن، وتعلو أصواتهن كلما اشتدت الكُربات.

تزاحم كبير من النساء داخل مقام السيدة زينب، لم يسلم من وجود بعض ضعاف الأنفس اللاتي لم تشغلهن الروحانيات المصاحبة لذكرى ميلاد حفيدة النبي محمد وتوافد الآلاف عليه، لكنهن انصرفن للتحديق في متعلقات الزائرات، ربما يستطعن سرقة بعضها وسط الزحام دون دراية من المحيطين، وهو ما شكت منه سيدتان، ظهر اليوم.

من فيصل إلى السيدة زينب، مسافة قطعتها سيدة أربعينية فضلَّت عدم ذكر اسمها، لزيارة مقام السيدة زينب في ذكرى مولدها، ارتدت حقيبة سوداء صغيرة معكوسة "كروس"، وانهمكت في الوصول إلى الضريح لملامسته والتبرك به، لكنها تفاجأت عند خروجها إلى ساحة المسجد بفتح حقيبتها وسرقة محفظة نقودها الشخصية، لتحاول البحث عمن سرقتها من بين النساء لكنها لم تدرِ أيهن السارقة.

حالة من الحيرة والغضب انتابت تلك السيدة، فهي لا تعرف كيف ستصل منزلها دون أموال ومصير أوراقها الشخصية الموجودة داخل محفظتها الشخصية، لتقول لـ"الوطن": "اتسرقت ومش عارفة أعمل إيه، مين اللي يجيلها قلب تعمل كده في بيت ربنا من غير خوف"، لتنصرف لاحقًا من المسجد دون إبلاغ المسؤولين.

وبعد دقائق من سرقة الأولى، أفصحت سيدة أخرى عن فقدانها مبلغ ألف جنيه من حقيبتها أيضًا، ودعت السيدات للانتباه إلى متعلقاتهن الشخصية نظرًا "لوجود سارقات بينهن داخل المسجد"، لتردد: "حسبي الله ونعم الوكيل في اللي تقبل على نفسها مال حرام".

من جانبه، أوضح المهندس وليد عادل مدير إداري بمسجد السيدة زينب، أن المسجد يشهد حضور كثيفا من الزوار، اليوم، لذا فإنه من الصعب السيطرة على كل ما يحدث بالداخل رغم وجود كاميرات مراقبة وإجراءات أمنية عالية المستوى.

وأكد "عادل"، في تصريح لـ"الوطن"، أنه في حال إبلاغ أي من الزوار عن فقدان متعلقات شخصية، يُحرر محضر على الفور، وتجري مراجعة كاميرات المراقبة، مشيرًا إلى وجود تأمينات مكثفة تشمل تواجد أفراد من الشرطة والقوات المسلحة بساحة المسجد، ما يُصعب من انتشار تلك الحالات.