رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

فتاوى المرأة

تعدد الزوجات قد يظلم المرأة.. ضوابط الإفتاء والأوقاف لم تتعارض مع حديث "الطيب"

كتب: آية أشرف -

07:03 ص | الأحد 03 مارس 2019

تعدد الزوجات قد يظلم المرأة.. ضوابط الإفتاء والأوقاف لم تتعارض مع حديث

"وأبادِرُ بالقولِ بأنَّني لا أدعو إلى تشريعاتٍ تُلغي حقَّ التعدُّدِ، بل أرفُضُ أيَّ تشريعٍ يَصدِمُ أو يَهدِمُ تشريعاتِ القرآنِ الكريمِ أو السُّنَّةِ المُطهَّرةِ، أو يَمسُّهمَا من قريبٍ أو بعيدٍ؛ وذلك كي أقطعَ الطريقَ على المُزايِدِينَ والمُتصيِّدين كلمةً هنا أو هناك، يَقطَعونها عن سِياقِها؛ ليتربَّحوا بها ويتكسَّبوا من ورائها"... هكذا تحدث الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، عن تعدد الزوجات وأصله، وشروطه، خلال كلمته أمام مؤتمر الإفتاء العالمي، في 17/10/2016.

ولأن أمور فقه المرأة، دائمًا ما تُسبب الجدل حولها، أثار "الطيب" جدلًا واسعًا أمس، عقب حديثه من جديد، عن تعدد الزوجات، خلال برنامجه الأسبوعي على القناة الفضائية المصرية، موضحًا إن مسألة تعدد الزوجات تشهد ظلما للمرأة وللأولاد في كثير من الأحيان، وهي من الأمور التي شهدت تشويها للفهم الصحيح للقرآن الكريم والسنة النبوية.

 قائلًا: "علينا أن نقرأ الآية التي وردت فيها مسألة تعدد الزوجات بشكل كامل، فالبعض يقرأ (مثنى وثلاث ورباع)، وهذا جزء من الآية، وليس الآية كاملة، فهناك ما قبلها وما بعدها".

الأمر الذي أثار الجدل بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، ما بين مؤيدي الأمر، وبين منتقديه.

ومن جانبه، رد المركز الإعلامي للأزهر الشريف على ما أُثير عبر مواقع التواصل الاجتماعي، على خلفية حديث شيخ الأزهر، موضحًا، أن الطيب، تحدث على فوضى التعدد وتفسير الآية الكريمة المتعلقة بالموضوع، وكيف أنها تقيد هذا التعدد بالعدل بين الزوجات، كما رد على الذين يعتبرون أن تعدد الزوجات هو الأصل

وكان "الطيب" استفاض بالأمر، خلال حلقة أمس، متسائلًا: "هل المسلم فعلا حر في أن يتزوج ثانية وثالثة ورابعة على زوجته الأولى؟ أم أن هذه الحرية مقيدة بقيود وشروط؟ بمعنى أن التعدد (حق مقيد) أو نستطيع أن نقول إنه رخصة، والرخصة تحتاج إلى سبب، فمثلا الذي يقصر الصلاة رخصته مشروطة بالسفر، وإذا انتفى السبب بطلت الرخصة، فالتعدد مشروط بالعدل، وإذا لم يوجد العدل يحرم التعدد، والعدل ليس متروكا للتجربة، بمعنى أن الشخص يتزوج بثانية فإذا عدل يستمر وإذا لم يعدل فيطلق، وإنما بمجرد الخوف من عدم العدل أو الظلم أو الضرر يحرم التعدد، فالقرآن يقول: (فَإِنْ خِفْتُمْ أَلا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً)".

وشدد شيخ الأزهر على أن أولى قضايا التراث التي تحتاج إلى تجديد هي قضايا المرأة، لأن المرأة هي نصف المجتمع، وعدم الاهتمام بها يجعلنا كما لو كنا نمشي على ساق واحدة، مؤكدا أنه لا يوجد تشريع أو نظام توقف واهتم بقضية ظلم المرأة مثلما توقف القرآن ومثلما توقفت الشريعة الإسلامية.

وأضاف: "من يقولون إن الأصل في الزواج هو التعدد مخطئون، وعلى مسؤوليتي الكاملة، فإن الأصل في القرآن الكريم هو: (فَإِنْ خِفْتُمْ أَلا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً)".

وقبل حديث "الطيب" ترصد "هُن" اراء فقهية نحو التعد لم تتعارض مع شيخ الأزهر:

التعدد شائع من قبل الإسلام:

أكدت "دار الإفتاء" من قبل، عبر موقعها الرسمي الإليكتروني، بإن تعدُّد الزوجات كان شائعًا بين العرب قبل الإسلام، وكذلك بين اليهود والفرس، ولا يزال اليهود يبيحونه إلى يومنا هذا، وكان هذا التعدد غير محدود بعدد، والظلم فيه شائعًا، حتى جاء الإسلام بالحدِّ منه، ولم يأتِ بالتعدد ابتداءً كما يظن بعض الناس.

وتابعت خلال فتواها التي حملت رقم،" 2621"، أن غيلان بن سلمة الثقفي رضي الله عنه أسلم وتحته عشر نسوة، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «اخْتَرْ مِنْهُنَّ أَرْبَعًا» أخرجه أحمد. فتعدد الزوجات في الشريعة الإسلامية ليس مقصودًا لذاته وليس هو الأصل، وإنما هو مباح بشروطه المسطورة في كتب الفقه.

الأصل في الإسلام الاكتفاء بزوجة واحدة:

أكد الدكتور شوقي عبد اللطيف نائب وزير الأوقاف الأسبق، أن الأصل في الإسلام الاكتفاء بزوجة واحدة، ولكن يُباح تعدد الزوجات وفق شروط معينة حددتها الشريعة الإسلامية.

وأوضح عبد اللطيف، في تصريح سابق لـ "هن"، شروط تعدد الزوجات في الإسلام، وتشمل مرض الزوجة بشكل يؤثر على أدائها لواجباتها الزوجية من الناحيتين الاجتماعية والجنسية، أو عدم قدرتها على الإنجاب بشهادة الأطباء، أو إذا كانت الزوجة "ناشزًا" أو مترفعة على زوجها وتجلب له الإزعاج.