رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

"صاحب السعادة".. القس يوسف يروي حكاية "كيس الفرحة": "الخير مش هيقف"

كتب: يسرا محمود -

10:30 م | الأربعاء 22 أغسطس 2018

قس يوسف سيدهم

بجلبابه الأسود المزين بصليب معدني، يتوسط القس يوسف سيدهم، حشدا من أطفال، متجملين بطواق بيضاء وأزياء فاتحة اللون، ليفاجئهم بتوزيع أكياس معبئة بالألعاب والحلوى، محاولًا مضاعفة فرحتهم بعيد الأضحى، بعد تحسسهم بهجة اليوم من سماع التكبيرات وأداء الصلاة بساحة مسجد الروضة في مدينة العبور.

"مش أول مرة احتفل مع المسلمين بعيدهم".. عبارة مُفرحة عبرت عن حرص "سيدهم" على مشاركة جيرانه فعاليتهم الدينية، روايًا لـ"الوطن"، أنه لعب مع الأطفال، مقدمًا لهم الحلوى في عيد الفطر السابق، مثلما فعل هذه الأيام، مطلقًا سُنة حَسَنة بتبادل التهاني بين "أبناء الكنيسة" و"المصلين بالمسجد".

"كيس سعادة"، يهديه القس للأطفال بالعيد، يحتوي على لعبة وقالب شوكولاتة صغير وعبوة بسكوت، مع كلمات مباركة بحلول أيام مباركة، بمساعدة 15 شابا من خدام الكنيسة، مستفيدًا من رئاسته لقسم خدمة الشباب بكنيسة القديس بونس الرسول المجاور لـ"الروضة"، في تنفيذ أنشطة تطوعية باستمرار، دون النظر إلى دين أو جنس.

الدهشة الممزوجة بالفرحة، لم تبرح بال رجل الدين المسيحي، عقب طلب شباب وكبار في السن للألعاب، واقتراب مسلمين بسيارتهم منه لشكره والحصول على هدية، "اليوم كان مليان ضحك وفرحة لكل الناس".

تعليقات إيجابية طربت أذني القس الثلاثيني من المارة، على مدار ساعة كاملة من توزيعه الهدايا، أجملها: "الدنيا لسه بخير"، و"انتم ناس محترمة وبتواجهوا الإرهاب بمحبة ورُقي"، مؤكدًا أنه نجح بمواجهته السليمة في نشر قيم التعايش ومواجهة التطرف الفكري، المنافي للشرائع السماوية، والدافع لإثارة الفتن والإزمات.

مشايخ ومرتلون توجهوا بالشكر لـ"يوسف" على مبادرته في إدخال السرور على قلوب المسلمين، مهنئينه بعيد العذراء، المتزامن مع احتفالات شهر ذي الحجة، لتكتمل الصورة المفرحة لعنصري الوطن في يوم فرحتهم المزدوجة، مؤكدًا، أنه فعل متكرر من رجال الدين الإسلامي، المترددين على الكنيسة لإظهار الود والمحبة للقساوة والرهبان في أعيادهم، منذ خدمته عام 2005.

عقب الانتهاء من مهمة إسعاد المسلمين، توجه القس إلى الكنيسة لأداء القداس، ومكالمة معارفه لتهنئتهم بالعيد، مؤكدًا: "أخدت شحنة طاقة إيجابية، خلتني مُقبل على الحياة والإنجاز لسنة قدام"، مختتمًا حديثه بأنه يخطط لمزيد من الأعمال الخيرية على مدار الأيام المقبلة، من زيارة مستشفيات ودُور أيتام.