بإمكانيات بسيطة ومدربين متطوعين، أسس كل من سامح ثابت وهناء كمال، مبادرة تحمل اسم "التعايش السلمي"، سعيا لمحاربة الطائفية في بعض المحافظات بصعيد مصر، تحديدا بين الأطفال، لتضييق الفجوة بين الصبيان والفتيات في الصعيد وتوعيتهم بكونهم كيان واحد وهو"إنسان" مختلفيين بيولوجيًا، لكنهم في النهاية يمثلوا الإنسان.

هناء كمال هي واحدة من مؤسسي مبادرة "التعايش السلمي" من أسرة بسيطة بقرية حجازة قبلي بمركز قوص، بمحافظة قنا، تخرجت من معهد الخدمة الاجتماعية عام 2007، وقامت بالعمل التطوعي في كثير من المجالات ومع جميع الفئات "أطفال- شباب- أولياء أمور"، وحاليا هي مدرب معتمد من معهد "جوتة" عن الجندر والنوع الاجتماعي.

وعملت كمدرسة تابعة للهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار، وفي مشروع الرفق بالحيوان التابع لمستشفى بروك بالأقصر، ومتطوعة بجمعية تنمية المجتمع بحجازة قبلي.

قالت لـ"هن" بعبارات من التحدي والإصرار قائلة: "كان حلم عمري إني أشتغل معلمة علشان أقدر أعلم الأطفال قيم ومبادئ الحب والتسامح، لكن للأسف مكتب التنسيق حال بيني وبين حلمي، بحب أشتغل مع الأطفال، وبنسى نفسي معاهم، عالم نقي مليان براءة، حلمي كان بيدور حول كيفية المحافظة على هذه البراءة".

وتابعت: "اشتغلت في العمل التطوعي مع الأطفال، بقيت أديهم معظم وقتي وبما إني أخصائية اجتماعية فالطابع المهني كان يغلب عليا دايما، ومن هنا بدأت ملاحظة بعد التصرفات بين الأطفال بينهم وبين بعض خصوصاً لاختلاف الديانات بينهم".

ومن هنا جاءت فكرة المبادرة بعد أن وجدت بعض المواقف السلبية التي تحدث بين الأطفال بعضهم البعض، من خلال عملها التطوعي معهم، وقامت بالتعاون مع زميل لها يدعى سامح ثابت من محافظة الأقصر، لمواجهة الصراعات الطائفية التي تحدث في مصر ولكن بطريقة عملية والتي بدأت نشاطها في أكتوبر الماضي، لخلق مجتمع سوي خالِ من الافكار المتطرفة، وتنشئة جيل جديد يتقبل الآخر بقيم المحبة والسلام المجتمعي.

وإلى جانب النشاطات التي تركز عليها المبادرة، هناك نشاط آخر لمحاولة المساواة بين الأولاد والفتيات حيث يجري تكوين أول فريق كرة قدم للفتيات في المحافظة.

وذكرت "هناء" أن فريق كرة القدم للبنات بالنسبة لهم هو تحدي يحاولون من خلاله إثبات عدم وجود فرق بين الولد والبنت إذا حصل كلا الطرفين على نفس التشجيع والدعم، مشيرة أنه لهذا السبب قرروا تكوين الفريق إلى جانب وجود أحد الشباب المتطوعين لتدريب البنات.

وتقوم هذه المبادرة بنوع آخر من خلال التوعية عن طريق عقد لقاءات مع اﻷطفال بشكل دوري في ساحة كنيسة ماري جرجس بالقرية، تحت رعايه الأب فرانسيس راعي الكنيسة.

تتخلل هذه اللقاءات أنشطة عن التربية المدنية من تقبل اﻷخر، الاحترام، التعاون، ومبادرات مجتمعيه مصغرة مثل: النظافة والكشافة وعرض فيديوهات تنموية ومحفزة للسلوكيات الإيجابيو والأنشطة الرياضية، كذلك تشمل النشاطات الفنية مثل: مسرح العرائس والتمثيل والرسم  بالصلصال والغناء وغيرها.

وأوضحت أن المبادرة تعتمد على الجهود الذاتية، قائلة: "كل الأنشطة تمول من المؤسسين مما يسبب أحيانا في تأجيل بعض الأنشطة لحين توفر الماديات اللازمة لها".

وقالت "هناء": "بنحاول من خلال مبادرتنا أن يكون هناك تعايش للأيام، وبنعيد مع بعض في أنشطة كتيره بنعملها كلنا زي مبادرة عملناها العيد اللي فات من خلال اصطحاب الأطفال في جولة نيلية".