رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

هي

"الحيطة أحن من الرجالة".. معاناة المطلقات في "الزواج": "بيشوفونا درجة تانية"

كتب: آية المليجى -

04:59 م | الجمعة 17 أغسطس 2018

زوجة

تصاعدت بينهما حدة الخلافات الزوجية فالحياة بينهما أصبحت مستحيلة حتى قرر الزوجان اتخاذ الطلاق حلاً مناسبًا لهما، فعادت المرأة لمنزل أسرتها من جديد حاملة لقب "مطلقة"، أمر أباح للبعض ممن يريد الارتباط بها بالتقليل من حقوقها المادية، فاعتقاد راسخ في أذهانهم بأنها زوجة "درجة ثانية" لا تستحق أن تعامل مثل المرأة البكر. 

ثلاث سيدات يروين لـ"هن" عن تجربتهن في الزواج الثاني، فواحدة أظهر مطامعه في ليلة الزفاف، وأخرى عرض عليها الارتباط دون زواج، أما الثالثة تقدم إليها رجل مليونير مدعيًا الفقر.  

- منيرة: اتجوزت مرة تانية ومن أول يوم قالي عاوز يفتح جيم.. ولما رفضت عملي محضر تعدي.

مع بداية عام 2011 أنهت منيرة حياتها الزوجية بعدما سافر الزوج إلى دولة الإمارات انقطعت أخباره ولم يرسل أموال للإنفاق على بناته الثلاث لسنوات طويلة، حتى علمت الزوجة بنبأ الزواج الثاني، الأمر الذي جعلها تصر على الطلاق.

طوت المرأة الأربعينية صفحة زواجها الأول حينما عادت إلى منزل والدتها من جديد في محافظة أسيوط حاملة بناتها الثلاث، لكن شعور الوحدة أصبح يطاردها يوم بعد يوم خاصة بعدما تزايدت المسئولية على عاتقها، حتى قررت التفكير في تكرار تجربة الزواج مرة ثانية، بعدما تعرفت على مدرس بناتها في مادة التربية الرياضية.  

ظروف متشابه جمعت بين منيرة ومدرس أولادها جعلها تراه بالزوج المناسب "هو كمان كان متجوز قبلي وأكدلي أنه طلقها"، تزوجت منه وما هي إلا ساعات قليلة من بعد انتهاء مراسم الزفاف حتى ظهر بوجه الحقيقي حينما أعلن عن رغبته في افتتاح أكبر صالة للألعاب الرياضية في أسيوط "طلب مني أني أشاركه بالفلوس لكن مكنش معايا أني أقدر أساعده".

5 أيام كاملة كانت مدة الزواج الثاني "شفت فيهم المرار" هكذا وصفت منيرة تجربتها الثانية، التي اكتشفت خلالها بأن الزوج مازال على صلة بطليقته التي اتفق معها على تحرير محضر تعدي ضدها حتى تتنازل عن قائمة المنقولات الخاصة بها "اضطريت أني اتنازل عشان كان بيتكلم عني وحش وهددني أنه يأذي ولادي".

- أسماء: واحد عرض عليا نعيش من غير جواز.. والتاني كان شايف أني مش هكلفه كتير.

مع إتمام عامها الـ19 عقدت أسماء سعيد، مراسم زواجها، حياة هادئة عاشتها مع زوج أنجبت منه فتاة وولد، وبعد 9 أعوام تبدلت الأحوال حينما أنهى القدر حياة زوجها الشاب، أغلقت المرأة العشرينية باب منزلها مكتفية بتربية أطفالها.

"الزن على الودان أمر من السحر" ربما كان حديث من حولها عن صغر سنها الذي يمنحها فرصة الزواج المناسب مرة ثانية، جعلها تفكر في الأمر ومقابلة من يريد خطبتها "كانوا شايفين أني عشان اتجوزت قبل كدا يبقى مش هطلب لا شبكة ولا فرح وحسيت أني بتعامل كأني درجة تانية".

تذكرت المرأة العشرينية عن مقابلتها لشاب أراد الارتباط بامرأة تزوجت قبل ذلك "عشان كان شايف أن الجوازة هتبقى تكاليفها أقل"، لم تسلم أسماء من هذه المضايقات حيث تعرفت على شاب آخر "دا بقى كان عاوزني نعيش مع بعض من غير جواز".

"الحيطة أحن وأضمن من ضل الراجل" هكذا رأت المرأة العشرينية أن الحياة مع أولادها أفضل من العيش مع رجل لا يستحقها.

- عزة: اتقدملي واحد عمل نفسه فقير وهو مليونير.. والتاني قالي هديكي 500 جنيه

شبكة بسيطة لا تزيد عن دبلة وخاتم وشقة إيجار كانت الشروط التي وضعها رجل تقدم للزواج بعزة رمضان، لم تختلف معاناة المرأة المطلقة عن سابقتيها فحينما علم الرجل بأنها امرأة منفصلة قلل من حقوقها حيث اشترط عليها دفع إيجار المنزل الذي يسكنان فيه مع إعطائها مبلغ شهري لا يزيد عن 500 جنيه لتدبير أحوال المعيشة بهم.

سألت عزة المقربين منه لمعرفة صفاته بشكل أوضح حتى علمت بأنه رجل بخيل، سببًا كان كافيًا لرفض طلبه بالزواج، موقف آخر تعرضت إليه المرأة الأربعينية حينما تقدم إليها رجل مدعيًا الفقر وعرض عليها أن يعيش معها في منزلها القديم مع تجديد بعض الأثاث المنزلي "اكتشفت أنه مليونير وعنده عمارة سكنية كاملة ونهيت الموضوع".

رأت عزة أن النظرة السائدة حول أن المرأة المطلقة لا تستطيع العيش دون رجل جعلها مطمع للكثيرين الذين يقللون من حقوقها "دايمًا بيشوفوا أن المطلقة مينفعش أنها تتمن بالغالي"، وذكرت السيدة الأربعينية أنه بعد انفصالها والعيش بمفردها مع بناتها كانت تشعر بالخوف من الفشل في تدبير بعض الأمور المنزلية "دلوقتي أنا اتأقلمت وبقيت بعرف أسلك البلعة وأعمل كل مشاويري". 

- استشاري العلاقات الأسرية: النظرة السائدة عن المرأة المطلقة خاطئة.

رأى الدكتور علاء رجب، استشاري الصحة النفسية والعلاقات الأسرية، أن المجتمع لديه نظرة خاطئة عن المرأة المطلقة، بداية من تحميلها فشل علاقتها الزوجية فهناك الكثير من الزوجات يحاولن الاستمرار في العلاقة الزوجية لكن دون جدوى. 

وأوضح رجب في حديثه لـ"هن"، أن الثقافة السائدة خاطئة حيث ينظر للمرأة المطلقة ليس لها الحق في المطالبة بحقوقها المادية، وأنها سهلة التكاليف. 

وحذر استشاري العلاقات الأسرية من هذه النظرة مؤكدًا على ضرورة تقديم الرعاية النفسية للمرأة المطلقة واحترام تجاربها السابقة ولا يمكن حرمانها من حقوقها وواجباتها.

 

- وكيل وزير الأوقاف الأسبق: "حقوق المطلقة مثل البكر.. ولها أن تطلب ما تشاء".

 

أكد الشيخ شوقي عبد اللطيف، وكيل أول نائب وزير الأوقاف الأسبق ورئيس قطاع الشئون الدينية الأسبق، أن حقوق المرأة المطلقة مثل المرأة البكر ولها أن تحصل على المهر أو ما يعادله من قيمة خالصة لها، وإذا تنازلت عن ذلك يكون بإرادتها.

وأوضح شوقي في حديثه لـ"هن"، أن النظرة السائدة عن الزوجة المطلقة ما هي إلا ثقافة مجتمعية يجب ألا تسود وأنها ليست من ثقافة الإسلام، فالطلاق لم يعيب المرأة في شئ أو معيار لانتقاص حقوقها، مستهدًا بقول رسول الله -عليه الصلاة والسلام- " أن المرأة تنكح لأربعة لمالها وجمالها وحسبها ودينها.