رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

لهذا "حيا السيسي روحها".. أفضال الأميرة فاطمة إسماعيل على جامعة القاهرة

كتب: آية أشرف -

11:57 م | الأحد 29 يوليو 2018

الأميرة فاطمة إسماعيل

رُبما لم يطرق اسمها أُذن الكثير منا، فرغم عِرقها الملكي، ودورها الهام لنهضة التعليم، وفعلها للعمل الخيري، إلا أنها باتت بعيدة عن الأضواء والأحاديث، فلم تنظر لمكانتها بين سيدات البلاد حينها، ولم يكُن شُغلها الشاغل إطلالاتها وزواجها وعائلتها فقط، بل كانت خدمة المُجتمع هي وجهتها الأولى، كرست لأجله مالها وأملاكها، من أجل نهضته ونهضة تعليمه فُلقبت بـ"أم التعليم في مصر" إنها الأميرة فاطمة كريمة الخديوي إسماعيل باشا.

امرأة جعلت من مساندة بني جنسها طريقًا مُمهدًا سارت فيه، وحفرت اسمها به، فساندت قضايا المرأة وخاصة أزمة التعليم، حتى أنها باعت مجوهراتها لوضع حجر الأساس لبناء جامعة القاهرة.

واليوم وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال الجلسة الختامية للمؤتمر الوطني السادس للشباب، التحية والتقدير لروح الأميرة فاطمة إسماعيل، لفضلها في إنشاء جامعة القاهرة.

وإليكم سطور في حياة "أم التعليم في مصر":

في عام 1871 تزوجت كريمة الخديوي إسماعيل من الأمير طوسون بن محمد سعيد باشا، وعُرفت بين سيدات البلد بحبها للعمل التطوعي ومُشاركتها بالعمل الخيري، ورعاية العلم والثقافة، حتى إنها أورثت ثقافتها الأمير عمر طوسون الذى كان أكثر الأمراء إقبالاً على العمل الخيري والتطوعي.

كانت الأميرة فاطمة أول من وضع حجر الأساس لبناء الجامعة الأهلية، جامعة القاهرة حاليا، بعدما علمت من طبيبها الخاص الصعوبات التي تمُر بها الجامعة، فقررت وقف مساحة من أراضيها وتبرعت بـ6 أفدنة لإقامة مبنى للجامعة، كما أعلنت تكفُلها الكامل بالبناء، والذي قُدر حينها بـ26 ألف جُنيه، فضلا عن تخصيص ميزانية للجامعة تُقدر بحوالي 4000 جنيه سنويا.

تخليها عن مجوهراتها من أجل الجامعة:

قررت الأميرة فاطمة عرض حُليها ومجوهراتها للبيع، من أجل استكمال بناء الجامعة، وكلفت إدارة الجامعة بتولي الأمر، إلا أنهم لم يوفقوا فيه، فقرروا إسناد المُهمة للدكتور محمد علوى باشا، طبيب الأميرة فاطمة، وتمكن من بيعها بسعر 70000 جنيه مصري.

واشتملت المجوهرات على ما يلي:

  • عقد من الزمرد، يشتمل على قطع، حول كل قطعة أحجار.
  • سوار من الماس البرلنت، وزنه تقريبا 20 قيراطا، حوله 10 قطع كبيرة، مستديرة الشكل.
  • سلسلة تلتف حول المعصم مصنوعة من 18 قطعة كبيرة، و56 قطعة أصغر منها حجما، وكلها مربعة الشكل.
  • ريشة من الماس البرلنت على شكل قلب يخترقه سهم، مركب عليها حجارة مختلفة الحجم.
  • عقد يشتمل على سلسلة ذهبية، تتدلى منها ثلاثة أحجار من الماس.
  • خاتم مركب عليه فص هرمي من الماس.

الحاضر الغائب خلال افتتاح الجامعة:

لم تتمكن الأميرة فاطمة حضور حفل افتتاح الجامعة في يوم الاثنين الموافق 31 مارس 1914، بسبب تقاليد المجتمع التي كانت تمنع مشاركة المرأة في الفعاليات العامة، وحضر نجلها نيابة عنها، والخديوي عباس حلمي الثاني.

ونشرت إدارة الجامعة بيانا رسمي حمل عنوان "نفقات الاحتفال بوضع حجر الأساس لدار الجامعة" تضمن الآتي:

"أبت مكارم ربة الإحسان، صاحبة العصمة، ودولة الأميرة الجليلة فاطمة هانم افندم، كريمة المغفور له إسماعيل باشا الخديوي الأسبق، إلا أن تضيف أية جديدة من آيات فضلها، فأمرت بأن تكون جميع نفقات الحفلة، التي ستقام لوضع حجر الأساس لدار الجامعة، في إرسال تذاكر الدعوة، ونظرا لتنازل الجناب العالي بوعد سموه بتشريف هذه الحفلة قد أوصت دولتها بمزيد العناية بترتيب الزينة، مما يليق بمقام سمو الأمير عزيز مصر، ومجلس إدارة الجامعة، لا يسعه تلقاء هذه المآثر العديدة إلا تقديم عبارات الشكر الجزيل، بلسان الأمة، على النعم الكثيرة، التي أغدقتها صاحبة هذه الأيادي البيض في سبيل العلم، ويسأل الله أن يطيل حياتها، ويتولى مكافآتها عليها بالإحسان".

وفاتها:

توفيت الأميرة فاطمة إسماعيل، عام 1920، بعدما ساهمت في إنشاء صرح تعليمي كبير لمصر والوطن العربي.