"الكلام عن الجنس عيب!.. عيب يا بنت.. اختشي يا ولد" هي عبارات ينشأ عليها كل شاب وفتاة في مصر تقريباً، فقليلاً ما تتيح الأسر المصرية لأبنائها وبناتها الفرصة للسؤال عن أي أمر يتعلق بأجسادهم/ن والرغبة الجنسية الطبيعية لديهم والعلاقة الحميمية مع شريك/ة الحياة.

وقد تجدي عزيزي/تي القارئ/ة أنه أمر طبيعي في الطفولة والمراهقة امتثالاً للعادات والتقاليد الاجتماعية المتوارثة لأجيال- رغم أنه ليس طبيعي في حقيقة الأمر- ولكن لعل الكثيرون قد يتفقون حول أن الأمر الأكثر غرابة هو أن يمتد ذلك إلى ليلة الزفاف ليكون العروسين فريسة لخرافات لا أساس لها من الصحة ولكنها راسخة في أذهان الكثيرين حول "ليلة الدخلة"، ومن أبرزها:

خرافة #1: ينبغي إتمام عملية الجماع بالكامل في الليلة الأولى، وإلا أصبح الأمر أكثر صعوبة فيما بعد، كما أنه أمر ضروري لإثبات الرجولة!

الحقيقة: ليلة الدخلة هي الليلة الأولى في مشوار طويل سوف يجمعكما سوياً، وليست "ليلة الحسم" لمعركة إثبات الرجولة.

وعلى العكس من الاعتقاد السائد، قد يؤدي التعجل في إتمام الجماع دون أن يكون الطرفين أو أحدهما مستعد لذلك، إلى أن تتحول لتجربة سيئة تعكر صفو الزواج في بدايته وقد يستمر أثرها طويلاً إن تمت بالقوة.

الأفضل دائماً هو أن يختار العروسين الوقت الملائم لهما حيث يكونا على أتم استعداد لممارسة الحب ولديهم الرغبة في ذلك.

خرافة# ممارسة الجنس تكون مؤلمة، خاصة في المرات الأولى.

الحقيقة: عملية ممارسة الجنس ممتعة وليست مؤلمة، وهي أحد أكبر متع الحياة.

عملية الإيلاج قد تكون مؤلمة فقط إن كانت العروس غير مستعدة لها بعد.

قبل الإيلاج، ينبغي أن يستمتع الشريكين بقدر كافِ من المداعبات الجنسية، حتى تتحقق الاستثارة الجنسية لكل منهما، بحيث يكون القضيب شديد الانتصاب، ويتمتع المهبل بدرجة كافية من الرطوبة للسماح بإتمام الجماع بدون ألم.

خرافة #3: من المفيد الاستماع لتجارب الأصدقاء والصديقات للاستفادة منها

الحقيقة: لا ينصح بذلك على الإطلاق، فكل شريكين هما حالة متفردة بذاتها، ولكل إنسان خلفياته وتفضيلاته الجنسية التي تميزه عن الآخر.

كذلك، فالكثير من المعلومات التي قد يقدمها الأصدقاء والصديقات هي بناءً على تجارب شخصية، ولا أساس علمي لها، كما يميل بعض الأشخاص إلى المبالغة ورواية أمور غير حقيقة للمباهاة بقدرتهم الجنسية أو- على العكس- صرف الأنظار عن علاقتهم الشخصية بشريك/ة حياتهم/ن.

خرافة# 4: من الأفضل تناول بعض المنشطات الجنسية لضمان "أداء مشرف" في ليلة الدخلة.

الحقيقة: لا يوجد داعي لتناول أي منشطات جنسية استعداداً للقاء الجنسي الأول، كما لا ينبغي القيام بذلك بوجه عام دون استشارة طبيب.

ما دمت لا تعاني من أي مشكلات عضوية يمكن أن تسبب خلل في أدائك الجنسي، حاول فقط التخلص من التوتر والقلق الزائد تجاه الأداء الجنسي، فهذا هو ما يمكن أن يؤثر سلباً على قوة الانتصاب لديك.

وتذكر، لا داعي للتعجل! أمامكما العمر كله، انتظر حتى تتخلصا من توتركما وتكونا على أتم استعداد لممارسة الحب.

خرافة #5: الرجل الذي يواجه مشكلة تتعلق بأداءه الجنسي في ليلة الزفاف، يعاني من الضعف الجنسي بالضرورة.

الحقيقة: يعاني العديد من الرجال من ضعف الانتصاب في ليلة الدخلة بسبب التوتر والقلق إزاء الأداء الجنسي أحياناً أو الإرهاق النفسي والجسدي الناتج عن الاستعداد للزفاف والزواج، في أحيان أخرى.

لا يشير ذلك في معظم الأحيان إلى وجود خلل جنسي مستمر لديهم، وإنما يكون حدث عارض يمكن أن يمر بسلام، إذا لم يسارع العروسين لمشاركته مع ذويهم وأصدقائهم.

إذا تعرضتما لذلك، تعاملا مع الموقف بهدوء وحاولا مرات أخرى في الأيام التالية. إذا استمرت المشكلة، قوما باستشارة طبيب أمراض ذكورة لفحص الشريك وتحديد السبب والعلاج الملائم له.

بوجه عام، لا تشاركا تفاصيل حياتكما الشخصية وعلاقتكما الحميمية مع أي شخص كان بخلاف طبيبكما/ طبيبتكما الخاص/ة، إن لزم الأمر.

تمنياتنا لكما بحياة سعيدة وعيد سعيد بعيداً عن الخرافات!