ازدادت حالات مقاومة الأنسولين عند الأطفال في السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ، ما دفع العديد من الخبراء إلى دق ناقوس الخطر، فمع تغير نمط الحياة وزيادة معدلات السمنة بين الأطفال، أصبحت أجسامهم أقل استجابة لهرمون الأنسولين، ما يهدد صحتهم في سن مبكرة.

يُشكل الأنسولين دورًا محوريًا في تنظيم مستويات السكر في الدم، حيث يفرزه البنكرياس استجابة لزيادة الجلوكوز بعد تناول الطعام، ووفقًا لموقع «ويب طب»، يفتح هرمون الأنسولين الخلايا أمام الجلوكوز لإنتاج الطاقة، ويخزن الفائض في الكبد والعضلات، وهذا الهرمون مسؤول أيضًا عن:

• دعم نمو الأنسجة والعضلات.
• تنظيم امتصاص الأحماض الأمينية والبروتينات.
• الحفاظ على توازن السوائل والأملاح في الجسم.

أسباب مقاومة الأنسولين عند الأطفال

بحسب تصريحات الدكتور عادل حميدة، استشاري أمراض الباطنة والسكر لـ«الوطن»، فإن العوامل الوراثية والسمنة تلعب الدور الأكبر في الإصابة، ومن أبرز الأسباب:

• الوراثة من الأب أو الأم أو الأشقاء.
• السمنة الناتجة عن الإفراط في الأكل وقلة الحركة.
• ضعف النشاط البدني.
• النظام الغذائي الغني بالسكريات والكربوهيدرات البسيطة.
• اكتساب مناعة ضد حقن الأنسولين لدى مرضى السكري.

أعراض مقاومة الأنسولين عند الأطفال

من المهم للأهل ملاحظة أي أعراض غير معتادة لدى الطفل، وفقًا لما ذكرته الدكتورة شيماء خفاجي، أخصائي تغذية علاجية، لـ«الوطن»، وتشمل أبرز العلامات:

• ظهور خطوط داكنة حول العنق والإبطين.
• ارتفاع نسبة السكر بالدم في أثناء الصيام.
• الإرهاق الدائم والجوع المفرط.
• تراكم الدهون بمنطقة البطن.
• صعوبة التركيز وكثرة التبول.
• مشكلات التنفس في أثناء النوم.

الفحوصات الطبية اللازمة للتشخيص

عند الشك بالإصابة، يجب مراجعة طبيب أطفال مختص، وإجراء الفحوصات التالية:

• قياس مؤشر كتلة الجسم ومحيط الخصر.
• فحص السكر الصائم والهيموجلوبين السكري (HbA1C).
• قياس مستويات الأنسولين والدهون في الدم.
• تحليل وظائف الكبد والكوليسترول.

مضاعفات مقاومة الأنسولين عند الأطفال

تجاهل مقاومة الأنسولين قد يؤدي إلى:

• الإصابة بالسكري من النوع الثاني.
• مشاكل في القلب والأوعية الدموية.
• ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول.
• مرض الكبد الدهني.
• تكيس المبايض لدى الفتيات.

الوقاية من مقاومة الأنسولين عند الأطفال

توصي أخصائي التغذية العلاجية، بأن تغيير نمط الحياة هو المفتاح للوقاية والحماية من تفاقم الحالة:

• تقليل استهلاك السكريات والمشروبات الغازية.
• الاعتماد على الكربوهيدرات المعقدة مثل الحبوب الكاملة.
• ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
• استبدال الوجبات السريعة بالأطعمة الطازجة.

النظام الغذائي المناسب للأطفال

لضمان توازن السكر والحد من مقاومة الأنسولين، يجب أن يتضمن غذاء الطفل:

• الخضراوات الورقية مثل السبانخ والبروكلي.
• الفواكه الغنية بالألياف مثل التفاح والتوت.
• الألبان قليلة الدسم.
• البروتينات الخالية من الدهون.
• الدهون الصحية كالمكسرات والأسماك مثل السالمون.

وأوضحت أن مقاومة الأنسولين لم تعد مقتصرة على البالغين فقط، بل أصبحت تهدد الأطفال أيضًا، والتشخيص المبكر والمتابعة الطبية أمران حاسمان للوقاية من مضاعفات خطيرة في المستقبل، مع اتباع النصائح التالية:

• راقب نمط النوم والنشاط البدني لطفلك.
• اجعل الرياضة جزءًا من الروتين اليومي.
• استشر طبيب تغذية متخصص لتصميم خطة غذائية ملائمة.
• ابتعد عن العقاب المرتبط بالطعام أو المكافآت السكرية.
• شارك الطفل وجباته لتكون قدوة له.