زاد ارتفاع سعر الإنسولين المحلي من أعباء أهالي الأطفال المصابين بالسكر، والذين كانوا يعتمدون عليه لانخفاض سعره الذي كان يبلغ 38 جنيها ثم ارتفع ليصل لـ48 جنيها، وتعتبر هذه هي الزيادة الثانية له خلال عام ونصف.

علمت السيدة مديحة أحمد، 35 عامًا، موظفة في أحد المصالح الحكومية، يعاني طفلها 10 سنوات من الإصابة بالسكر، زيادة سعر الإنسولين من المواقع الإخبارية، وتمنت أن يكون الخبر الكاذب، حيث أصيب طفلها بالسكر من عامين، ولم تكن تعلم: "مكنتش أعرف إن عنده سكر لحد ما دخل في غيبوبة، وأكد الأطباء إنها غيبوبة سكر".

بنبرة حزينة تروي الأم التي تعيل طفلها وشقيقته في الصف الثاني الثانوي، بعد وفاة والدهم، رحلتها مع طفلها منذ إصابته بالمرض، حيث يعاني من حالة غير مستقرة ويدخل في غيبوبة بين الحين والآخر، وانخفض وزنه بشكل متزايد كما ذكرت.

ومع ارتفاع أسعار أدوية السكري ومستلزمات العلاج ورغم ضيق اليد لم يضق ذراعها لتأمين متطلبات علاجه، قائلة أثناء حديثها لـ"هُن": "سعر الأنسولين المحلي زاد في فترة قصيرة ووصل سعره إلى 38 جنيه والزيادة دلوقتي 48 وهجيبه بردو لأن مفيش حل تاني، لأن ابني بياخد 3 جرعات في اليوم، بس هجيب منين وأنا مرتبي 700 جنيه بيخلص قبل نص الشهر".

وأبدت الأم اندهاشها من الزيادة وخاصة أنه لم تمر فترة قصيرة منذ زيادة سعره في المرة الأولى، مشيرة إلى أنه لم يكن موجود بالصيدليات: "إزاي الأدوية الحيوية اللي ممكن الطفل يموت لو مخدهاش تتأثر بزيادة الأسعار ومتكنش موجودة كمان وخاصة أنا مملكش غير مرتبي".

وفي السياق ذاته، قال الدكتور علي عوف، رئيس شعبة الأدوية بالغرفة التجارية، إن الإنسولين الذي زاد سعره محلي الصنع وأنه مع تعويم الجنية اضطرت الشركة إلى الزيادة.

وأضاف خلال حديثه لـ "هُن"، أن زيادة تكلفة المادة الخام للأنسولين ونتيجة خسارة الشركة اضطرت لزيادة سعره، مشيرًا إلى أنه أحيانًا لا يغطي الإنتاج احتياجات السوق لذلك كانت الزيادة لا بد منها لتوفير الإنسولين بالأسواق.

وكانت الإدارة المركزية لشؤون الصيدلة بوزارة الصحة، قد أقرت زيادة على أحد أنواع الإنسولين محلي الصنع، حيث وصلت الزيادة 10 جنيهات للعبوة الواحدة.

وأصدرت الإدارة المركزية للصيدلة، قرارًا بزيادة سعر عقار إنسولينا إجيبت 30/70 حقن 10 مللي، والذي تنتجه شركة "المهن الطبية"، من 38 إلى 48 جنيها.