البيض من أبرز الأطعمة التي يعتمد عليها الإنسان منذ القِدم، لما له من فوائد جمّة للجسم والعقل على حد سواء، فبعيدًا عن كونه طعامًا متاحًا وسهل التحضير، يعتبر البيض مصدرًا متكاملًا للعناصر الغذائية الأساسية التي لا غنى عنها في أي نظام غذائي صحي.

القيمة الغذائية للبيض 

ويتزايد اهتمام العلماء وخبراء التغذية بهذا العنصر الغذائي، بعدما أظهرت دراسات حديثة تأثيرات إيجابية لتناوله بانتظام، سواء على صحة القلب والكبد، أو الدماغ والعينين، وغيرها من وظائف الجسم الحيوية، كما يحتوي البيض على مجموعة واسعة من الفيتامينات والمعادن، منها فيتامينات A وD وE، وفيتامينات مجموعة B، إلى جانب الكولين والزنك والحديد والسيلينيوم والفوسفور.

وتحتوي البيضة الواحدة على نحو 78 سعرة حرارية، وستة جرامات من البروتين الكامل، وخمسة جرامات من الدهون الصحية، ويتميّز البروتين الموجود في البيض بسهولة امتصاصه واحتوائه على جميع الأحماض الأمينية الأساسية التي يحتاجها الجسم، وفقًا لموقع «هيلث لاين».

علاقة البيض بصحة القلب

وخلافًا للاعتقاد السائد بأن البيض يرفع مستوى الكوليسترول الضار، أظهرت الدراسات أن تناوله يُسهم في رفع الكوليسترول الجيد (HDL)، وفي بعض الحالات لا يؤثر على الكوليسترول الضار (LDL)، أو يرفع منه النوع A غير الضار، فيما يُعد النوع B هو المرتبط بالمشكلات القلبية.

وأكد تحليل شامل نُشر عام 2021، وشمل 23 دراسة، أن تناول بيضتين يوميًا لا يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، بل يدعم صحة الشرايين ويُقلل من خطر السكتات الدماغية.

البيض وتأثيره على صحة الدماغ

ويعد البيض من أفضل مصادر مادة الكولين، التي تُشكل دورًا حاسمًا في تكوين خلايا المخ، وتحسين الاتصال العصبي، وتُسهم هذه المادة في تعزيز الذاكرة والتركيز، وهي من العناصر التي يعاني الكثير من الأشخاص من نقصها في أنظمتهم الغذائية.

البيض وعلاقته بحماية العين

ويحتوي البيض على مضادات أكسدة قوية مثل اللوتين والزياكسانثين، اللتين تُساهمان بشكل كبير في حماية العين من الأمراض التنكسية، كـ«الضمور البقعي» المرتبط بالتقدُّم في العمر، و«إعتام عدسة العين»، كما يعزز وجود فيتامين A من حماية البصر، خاصة في ظروف الإضاءة الضعيفة.

يساعد على الشعور بالشبع

ويساعد تناول البيض، خاصة في وجبة الإفطار، على الإحساس بالشبع لفترة أطول خلال اليوم، مما يُسهم في تقليل كميات الطعام المتناولة لاحقًا، ويُعد البيض خيارًا مثاليًا لمن يرغبون في خسارة الوزن، دون التأثير على كتلتهم العضلية.

البيض والكبد

البيض يُعتبر من أفضل الأغذية لصحة الكبد، حيث يساعد الكولين الموجود فيه على تطهير الكبد من السموم، ودعم وظائفه الحيوية، الأمر الذي يجعل البيض غذاءً صديقًا للكبد.

وتعليقًا على ذلك، قال الدكتور عماد سلامة، أخصائي التغذية العلاجية إن البيض يصنّف باعتباره من أكثر الأطعمة الصحية فائدة على وجه الأرض، لما يحتويه من عناصر غذائية متكاملة، والبيضة الواحدة تحتوي على قدر كبير من الفيتامينات، وتكاد تعادل في قيمتها الغذائية دجاجة كاملة، لأنها في النهاية تتحول إلى دجاجة.

وأضاف «سلامة» في تصريحات لـ«الوطن» أن البروتين الموجود في البيض يُعد من أنقى أنواع البروتين، كما أن الدهون التي يحتويها تُساعد في تحسين الهرمونات، وتقلل من الكوليسترول الضار، وترفع من الكوليسترول النافع، مما يسهم في حماية القلب والشرايين.

وتابع أن الدراسات تشير إلى تناول بيضة واحدة يوميًا يساعد في رفع الكوليسترول النافع، ويُقلل من النوع الضار، وحتى إن رُفع الكوليسترول الضار، فإنه يكون من النوع A الذي لا يُسبب أي ضرر صحي، على عكس النوع B الذي يأتي من الزيوت النباتية والسكريات والدقيق.

وأكد أن البيض مفيد للكبد، ويساعد على تنظيفه، ويحتوي على اللوتين والزياكسانثين، وهما من أقوى مضادات الأكسدة التي تحمي أعصاب العين، أما فيما يتعلق بعدد البيضات المناسبة يوميًا، فالإنسان الطبيعي يمكنه تناول أربع بيضات يوميًا دون أي مشكلة، بينما يمكن لمن يعاني من حساسية تجاه الكوليسترول أن يكتفي ببيضتين فقط.