كتب: سامية الإبشيهي -
12:01 ص | الجمعة 11 أبريل 2025
في رحلة الحياة الجديدة التي تبدأ بنبض صغير داخل رحم أم، قد تتسلل حالة مرضية خفية تُنذر بمخاطر جسيمة على حياة الأم والجنين، إنها ليست فقط مجرد حالة طبية، بل معركة مع الوقت والخطر، فتسمم الحمل، أحد أكثر المضاعفات خطورة خلال فترة الحمل، والتي كثيراً ما يتم تجاهلها أو تأخير تشخيصها.
تسمم الحمل هو اضطراب صحي يصيب النساء الحوامل، وعادة ما يظهر في الثلث الأخير من الحمل بعد الأسبوع العشرين، ويتمثل في ارتفاع مفاجئ في ضغط الدم، مصحوب بوجود بروتين في البول، ويمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تهدد حياة الأم والجنين معًا.
وعلى الرغم من أن الاسم يوحي بحالة نادرة أو غير مألوفة، فإن الواقع الطبي يؤكد أن تسمم الحمل يصيب نسبة ليست قليلة من النساء الحوامل حول العالم، ويمثل أحد الأسباب الرئيسية لوفيات الأمهات أثناء الحمل أو الولادة.
رغم أن السبب الدقيق وراء تسمم الحمل لا يزال غير معروف بشكل قاطع، إلا أن هناك مجموعة من العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة، أبرزها:
وفي هذا السياق، تؤكد الدكتورة سارة محمد إخصائي النساء والتوليد والعقم، أن تسمم الحمل ليس حكرًا على فئة بعينها، ويمكن أن يُصيب نساء يتمتعن بصحة جيدة ظاهرياً، ولهذا فإن المتابعة الطبية الدقيقة طوال فترة الحمل أمر لا يمكن التهاون فيه.
أوضحت إخصائية النساء والتوليد، أن الكثير من الأعراض التي تصاحب تسمم الحمل قد تُفسَّر على أنها أعراض حمل طبيعية، وهو ما يؤخر التدخل الطبي، ومن بين أبرز الأعراض التي تستوجب القلق:
وحين تظهر هذه الأعراض مجتمعة أو منفردة، يجب التوجه الفوري للطبيب، لأن التأخير قد يُكلف الأم والجنين حياتهما.
يُشخَّص تسمم الحمل من خلال قياس ضغط الدم بانتظام، وتحليل البول للكشف عن وجود البروتين، وفي بعض الحالات تُجرى فحوص إضافية تشمل اختبارات الدم، ومراقبة وظائف الكلى والكبد، ومتابعة نمو الجنين بالموجات فوق الصوتية.
فالتشخيص المبكر هو المفتاح الأساسي للسيطرة على الحالة، حيث تُمكّن المراقبة الدقيقة من اتخاذ قرارات طبية فورية مثل بدء العلاج أو تحديد توقيت الولادة.
وأشارت إخصائية النساء والتوليد إلى أنه حين لا يُكتشف تسمم الحمل أو لا يُعالج بشكل مناسب، قد يؤدي إلى:
ولعلّ أبرز ما يخيف الأطباء، هو تطور الحالة إلى ما يُعرف بـ "تسمم الحمل الشديد"، والذي قد يفرض الولادة المبكرة كخيار وحيد لإنقاذ حياة الأم.
أكدت اخصائية النساء والتوليد أن العلاج يُحدد بناءً على درجة خطورة الحالة وعمر الحمل، ويشمل:
لا توجد طريقة مؤكدة لتجنّب تسمم الحمل كلياً، لكن يمكن تقليل خطر الإصابة به من خلال:
وتشير بعض الدراسات إلى أن تناول جرعات محددة من الإسبرين تحت إشراف طبي في الأسابيع الأولى من الحمل قد يقلل من احتمالية الإصابة لدى النساء الأكثر عرضة.