رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

صحة

5 أسئلة شائعة حول تسمم الحمل.. متى يجب القلق؟

كتب: سامية الإبشيهي -

12:01 ص | الجمعة 11 أبريل 2025

تسمم الحمل

في رحلة الحياة الجديدة التي تبدأ بنبض صغير داخل رحم أم، قد تتسلل حالة مرضية خفية تُنذر بمخاطر جسيمة على حياة الأم والجنين، إنها ليست فقط مجرد حالة طبية، بل معركة مع الوقت والخطر، فتسمم الحمل، أحد أكثر المضاعفات خطورة خلال فترة الحمل، والتي كثيراً ما يتم تجاهلها أو تأخير تشخيصها.

ما هو تسمم الحمل؟

تسمم الحمل هو اضطراب صحي يصيب النساء الحوامل، وعادة ما يظهر في الثلث الأخير من الحمل بعد الأسبوع العشرين، ويتمثل في ارتفاع مفاجئ في ضغط الدم، مصحوب بوجود بروتين في البول، ويمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تهدد حياة الأم والجنين معًا.

وعلى الرغم من أن الاسم يوحي بحالة نادرة أو غير مألوفة، فإن الواقع الطبي يؤكد أن تسمم الحمل يصيب نسبة ليست قليلة من النساء الحوامل حول العالم، ويمثل أحد الأسباب الرئيسية لوفيات الأمهات أثناء الحمل أو الولادة.

عوامل الخطر.. هل يمكن التنبؤ؟

رغم أن السبب الدقيق وراء تسمم الحمل لا يزال غير معروف بشكل قاطع، إلا أن هناك مجموعة من العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة، أبرزها:

  • الحمل لأول مرة
  • وجود تاريخ عائلي أو شخصي لتسمم الحمل
  • الإصابة بأمراض مزمنة كارتفاع ضغط الدم، أو السكري، أو أمراض الكلى
  • الحمل بتوأم أو أكثر
  • البدانة وزيادة الوزن
  • الحمل بعد سن الخامسة والثلاثين

وفي هذا السياق، تؤكد الدكتورة سارة محمد إخصائي النساء والتوليد والعقم، أن تسمم الحمل ليس حكرًا على فئة بعينها، ويمكن أن يُصيب نساء يتمتعن بصحة جيدة ظاهرياً، ولهذا فإن المتابعة الطبية الدقيقة طوال فترة الحمل أمر لا يمكن التهاون فيه.

متى يجب القلق؟

أوضحت إخصائية النساء والتوليد، أن الكثير من الأعراض التي تصاحب تسمم الحمل قد تُفسَّر على أنها أعراض حمل طبيعية، وهو ما يؤخر التدخل الطبي، ومن بين أبرز الأعراض التي تستوجب القلق:

  • صداع شديد لا يستجيب للمسكنات
  • تورم مفاجئ في الوجه أو الأطراف
  • تشوش في الرؤية أو رؤية ومضات ضوء
  • ألم في الجزء العلوي من البطن (خاصة تحت الضلوع)
  • زيادة مفاجئة في الوزن خلال فترة قصيرة
  • قلة كمية البول

وحين تظهر هذه الأعراض مجتمعة أو منفردة، يجب التوجه الفوري للطبيب، لأن التأخير قد يُكلف الأم والجنين حياتهما.

ما أهمية التشخيص الدقيق؟

يُشخَّص تسمم الحمل من خلال قياس ضغط الدم بانتظام، وتحليل البول للكشف عن وجود البروتين، وفي بعض الحالات تُجرى فحوص إضافية تشمل اختبارات الدم، ومراقبة وظائف الكلى والكبد، ومتابعة نمو الجنين بالموجات فوق الصوتية.

فالتشخيص المبكر هو المفتاح الأساسي للسيطرة على الحالة، حيث تُمكّن المراقبة الدقيقة من اتخاذ قرارات طبية فورية مثل بدء العلاج أو تحديد توقيت الولادة.

مضاعفات قد تكون قاتلة

وأشارت إخصائية النساء والتوليد إلى أنه حين لا يُكتشف تسمم الحمل أو لا يُعالج بشكل مناسب، قد يؤدي إلى:

  • نوبات تشنج تعرف باسم "الارتعاج"
  • انفصال المشيمة المبكر
  • فشل كلوي أو كبدي
  • تأخر نمو الجنين داخل الرحم
  • وفاة الجنين أو الأم في الحالات القصوى

ولعلّ أبرز ما يخيف الأطباء، هو تطور الحالة إلى ما يُعرف بـ "تسمم الحمل الشديد"، والذي قد يفرض الولادة المبكرة كخيار وحيد لإنقاذ حياة الأم.

توازن بين إنقاذ الأم واستكمال الحمل

أكدت اخصائية النساء والتوليد أن العلاج  يُحدد بناءً على درجة خطورة الحالة وعمر الحمل، ويشمل:

  • المراقبة الدقيقة لحالة الأم والجنين
  • الأدوية للسيطرة على ضغط الدم ومنع التشنجات
  • الولادة المبكرة إذا تجاوز الحمل الأسبوع 37 أو إذا كانت حالة الأم لا تحتمل الاستمرار
  • وفي بعض الأحيان، قد يُضطر الطبيب إلى إنهاء الحمل في وقت مبكر حتى لو لم يكتمل نمو الجنين، حرصاً على سلامة الأم.

هل يمكن الوقاية من تسمم الحمل؟

لا توجد طريقة مؤكدة لتجنّب تسمم الحمل كلياً، لكن يمكن تقليل خطر الإصابة به من خلال:

  • المتابعة الدورية مع الطبيب
  • الحفاظ على نظام غذائي صحي ومتوازن
  • السيطرة على الأمراض المزمنة
  • ممارسة الرياضة الخفيفة بإشراف طبي
  • تجنّب التوتر والضغوط النفسية

وتشير بعض الدراسات إلى أن تناول جرعات محددة من الإسبرين تحت إشراف طبي في الأسابيع الأولى من الحمل قد يقلل من احتمالية الإصابة لدى النساء الأكثر عرضة.