كتب: سامية الإبشيهي -
09:34 ص | الإثنين 07 أبريل 2025
مع حلول الربيع، تبرز الحاجة المُلحة لتغيير أنماط التغذية بما يتلاءم مع متطلبات الجسم في هذا الفصل الانتقالي، الذي يشهد تغيرات في درجات الحرارة وارتفاعًا في معدلات الحركة والنشاط البدني، وزيادة في انتشار مسببات الحساسية والعدوى التنفسية الموسمية، ويؤكد متخصصو التغذية العلاجية أنّ اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن خلال الربيع لا يقتصر فقط على الحفاظ على الوزن، بل يتعداه إلى تحسين الأداء العام للجسم، تعزيز جهاز المناعة، وتحقيق التوازن النفسي.
وفي هذا السياق، أشارت خبيرة التغذية العلاجية دكتورة شيماء خفاجي لـ«الوطن»، إلى أن فصل الربيع يُعدّ فرصة مثالية لإعادة هيكلة النظام الغذائي بعد فصل الشتاء، الذي غالبًا ما يتميز بتناول الأطعمة الثقيلة والمليئة بالسعرات الحرارية، وقالت إنّ الربيع هو موسم التجديد والنقاء، والجسم يتفاعل مع ذلك تلقائيًا عبر رغبة داخلية لتناول أطعمة أخف وأقرب للطبيعة، وهنا تأتي أهمية استغلال تلك الرغبة الفسيولوجية في دعم الصحة العامة.
وأضافت «خفاجي» أن الخضروات الورقية مثل الجرجير، السبانخ، والخس، غنية بالكلوروفيل والألياف الطبيعية، وتساعد في تنظيف الجسم من السموم، وتدعم صحة الجهاز الهضمي، كما أنها منخفضة السعرات الحرارية وتمنح الشعور بالشبع لفترات أطول، ما يسهم في خسارة الوزن بشكل آمن ومتدرج.
وتابعت أن الفاكهة الموسمية مثل الفراولة، الكنتالوب، البرتقال، والتفاح، ليست مجرد مصدر للفيتامينات، لكنها تعمل كعناصر مضادة للأكسدة وتساعد على تقوية الجهاز المناعي، خاصة أنها غنية بفيتامين C، الذي يعتبر من أقوى مضادات الالتهابات الطبيعية.
ومن النقاط الجوهرية التي شددت عليها خبيرة التغذية، هي أهمية تناول كميات كافية من الماء، لا تقل عن 8 أكواب يوميًا، خاصة مع زيادة النشاط البدني وارتفاع درجات الحرارة نسبيًا، كما أن المياه تساعد في توازن حرارة الجسم، والمحافظة على نضارة البشرة التي قد تتأثر بتغير الفصول، فضلا عن الوقاية من الجفاف الذي يؤدي إلى الشعور بالإرهاق والصداع وفقدان التركيز.
وأضافت أنه بجانب الماء، يمكن إدراج السوائل الدافئة مثل الشاي الأخضر أو منقوع النعناع أو الزنجبيل، لما لها من فوائد في تعزيز الهضم وتحسين الحالة المزاجية، وهي عناصر نفسية مرتبطة بصحة الغذاء.
ولفتت إلى وجود علاقة وثيقة بين ما يتناوله الإنسان من أطعمة وحالته النفسية، موضحة أن الربيع، على الرغم من كونه فصلًا مبهجًا في الظاهر، إلا أنه قد يصيب بعض الأشخاص بما يُعرف بـ«اكتئاب الربيع»، وقالت إن الغذاء الغني بأوميجا 3 مثل الأسماك، وبالماغنسيوم مثل الموز والمكسرات، يمكن أن يساعد على تحسين المزاج، كما أن الشوكولاتة الداكنة تحتوي على مركبات تُحفز إفراز السيروتونين، هرمون السعادة في المخ.
وأضافت أنه من الضروري الابتعاد عن الكافيين الزائد، والأطعمة المصنعة، والمشروبات الغازية، لأنها تُحدِث خللًا في توازن الهرمونات العصبية، وتؤثر سلبًا على جودة النوم، ما ينعكس على الحالة النفسية بشكل مباشر.
وقدّمت «خفاجي» مجموعة من النصائح العملية التي تساعد على الالتزام بنظام غذائي صحي في فصل الربيع، شملت ما يلي:
وأكدت خبيرة التغذية أن فصل الربيع لا يجب أن يكون فقط وقتًا للتنزه والخروج، بل يجب أن يُنظر إليه باعتباره «فرصة ذهبية» لإعادة ضبط نمط الحياة بالكامل، بدءًا من النظام الغذائي، مرورًا بالنشاط الحركي، وانتهاءً بالصحة النفسية.