كتب: سامية الإبشيهي -
03:20 ص | الإثنين 07 أبريل 2025
تُعتبر القهوة سريعة التحضير واحدة من المشروبات الأكثر شيوعًا في حياتنا اليومية، وبفضل سهولة تحضيرها وسرعتها، أصبحت الخيار الأول للكثيرين، إلا أن العديد من الشائعات تدور حول ما إذا كانت القهوة سريعة التحضير ضارة بالصحة أم لا.
تُعتبر القهوة سريعة التحضير من أسهل الطرق للحصول على جرعة من الكافيين، حيث يتم تحضيرها من حبوب البن التقليدية عبر تجفيفها تحت تأثير ضغط وحرارة، ثم تحويلها إلى بودرة أو حبيبات، ولكن كما هو الحال مع أي منتج غذائي، هناك الكثير من التساؤلات حول تأثيراتها السلبية على الصحة.
وإحدى المواد المثيرة للجدل في القهوة سريعة التحضير هي مادة «أكريلاميد» (Acrylamide)، التي تتكون عند تحميص القهوة على درجات حرارة مرتفعة، والأكريلاميد تعتبر مادة مسرطنة في حالة تناولها بكميات كبيرة، وهذا ما يُثير القلق، ورغم ذلك، لم تؤكد الدراسات بشكل قاطع أن الكمية الموجودة في القهوة سريعة التحضير كافية لتسبب ضررًا صحيًا حادًا، ولكن من المهم الحذر من الإفراط في تناولها.
على الرغم من أن القهوة سريعة التحضير قد تحتوي على بعض الإضافات الكيميائية مثل الملونات الصناعية والمبيضات الكيميائية، إلا أن المكون الأساسي لهذه القهوة يظل هو الكافيين، والكافيين له فوائد عديدة، مثل تحسين النشاط الذهني، وزيادة التركيز، كما يمكن أن يحسن الحالة المزاجية ويساهم في زيادة مستويات الطاقة.
كما أكدت خبيرة التغذية الروسية إيلينا سولوماتينا في حديثها لموقع Life.ru، أن تأثير القهوة سريعة التحضير مبالغ فيه، حيث أنها تحتفظ بالكثير من العناصر المفيدة مثل المعادن والزيوت، رغم فقدان بعض الخصائص العطرية التي تتميز بها القهوة العادية.
تحتوي بعض أنواع القهوة سريعة التحضير على مكونات إضافية مثل السكر وزيت النخيل، وهي من المكونات التي قد تؤثر على الصحة العامة في حال تناولها بكميات كبيرة، بالإضافة إلى ذلك، فإن بعض الأنواع الرخيصة من القهوة سريعة التحضير قد تحتوي على مواد كيميائية قد تكون ضارة إذا تم استهلاكها بشكل مستمر.
رغم المخاوف المرتبطة بالقهوة سريعة التحضير، إلا أنها تحتوي على العديد من الفوائد الصحية، فالكافيين الموجود في القهوة يعتبر منبهًا طبيعيًا يعمل على تحسين وظائف الدماغ، وزيادة اليقظة والتركيز، كما أن تناولها بانتظام قد يقلل من مخاطر الإصابة ببعض الأمراض المزمنة مثل مرض الزهايمر ومرض باركنسون، كما أن لها دورًا في تعزيز عملية الأيض وحرق الدهون.
وهناك دراسات علمية أظهرت أن تناول القهوة يساعد في تقليل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، حيث يعمل الكافيين على تحسين حساسية الجسم للأنسولين، علاوة على ذلك، قد تقلل القهوة من خطر الإصابة بالاكتئاب وتحسن الصحة العقلية بشكل عام.
في هذا السياق قالت الدكتورة شيماء خفاجي، أخصائية التغذية العلاجية، لـ«الوطن»، أن الكثيرون يعتبروا القهوة العادية أكثر صحة مقارنة بالقهوة سريعة التحضير بسبب محتواها الأعلى من الكافيين، ومع ذلك، فالقهوة سريعة التحضير توفر مزايا عدة، مثل سرعة التحضير والسعر المعقول، بالإضافة إلى ذلك، فهي تحتوي على نسبة أقل من الحموضة، مما يجعلها مناسبة للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في المعدة أو حساسيتهم تجاه الكافيين.
وفيما يتعلق بمادة الأكريلاميد، رغم أنها موجودة بنسبة أكبر في القهوة سريعة التحضير مقارنة بالقهوة العادية، إلا أن هذه المادة تكون موجودة بكميات أقل من الكميات التي تشكل خطرًا على الصحة، لذلك، أشارت خفاجي إلى أنه يُمكن تناولها باعتدال دون القلق من الأضرار الجسيمة.
أوصت أخصائية التغذية العلاجية، أنه ينبغي تناول القهوة سريعة التحضير باعتدال، حيث يُنصح بالاستهلاك اليومي بين 3 إلى 5 أكواب فقط لتجنب آثار الكافيين السلبية مثل القلق والأرق، كما يجب الحرص على اختيار الأنواع الجيدة من القهوة، والتي يتم إنتاجها باستخدام تقنيات تجفيف محترفة وأعلى جودة لتقليل وجود المواد الكيميائية الضارة.