رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

صحة

لماذا اعتدى «يوسف» على شقيقه «ياسين» في مسلسل لام شمسية؟ استشاري تكشف سبب الاضطراب النفسي

كتب: سامية الإبشيهي -

09:05 م | الأربعاء 26 مارس 2025

مسلسل لام شمسية

شهد مسلسل لام شمسية تطورًا دراميًا صادمًا عندما اكتشفت نيللي، التي تجسدها أمينة خليل، أن يوسف، ابن زوجها، قد أساء التصرف مع شقيقه الأصغر ياسين واعتدى عليه، كان هذا الاكتشاف بمثابة زلزال نفسي لها، خاصة بعد تأكدها من أن الأمر ليس مجرد تصرف عابر، بل امتداد لمشكلة أعمق.

في محاولة لفهم ما حدث، لجأت نيللي إلى زميلتها في المدرسة، حيث عبرت عن صدمتها الشديدة، وأوضحت لها صديقتها أن بعض التصرفات التي أثارت قلقها سابقًا لم تكن مجرد شكوك، بل مؤشرات واضحة على اضطراب نفسي يحتاج إلى تحليل ومعالجة. كما أشارت إلى احتمال أن يكون يوسف نفسه قد مرّ بتجربة قاسية في وقت سابق، مما انعكس على سلوكه الحالي.

ومع تطور الأحداث، واجهت نيللي ابنها الأصغر ياسين، الذي كشف لها عن تفاصيل ما كان يحدث بينه وبين يوسف، ما جعلها تدرك أن المشكلة أكبر مما كانت تتخيل.

لماذا اعتدى «يوسف» على شقيقه ياسين في لام شمسية؟

أوضحت الدكتورة صفاء حمودة، استشاري الطب النفسي، في حديث خاص لـ«الوطن»، أن مثل هذه الحالات تُعرف في علم النفس بظاهرة «إعادة تمثيل الصدمة»، حيث يميل بعض الأطفال الذين تعرضوا لتجارب صعبة في وقت سابق إلى تكرارها مع الآخرين، سواء عن وعي أو دون إدراك كامل لما يفعلونه، وأشارت إلى أن هناك العديد من العوامل التي قد تؤدي إلى هذا النوع من السلوك، من أبرزها:

  • التجارب السابقة وتأثيرها على السلوك

توضح الدكتورة أن الطفل الذي يتعرض لتجربة قاسية دون أن يحصل على دعم نفسي كافٍ قد يُظهر تغيرات سلوكية مفاجئة، مثل:

- ميول عدوانية تجاه الآخرين أو نفسه.

- عدم القدرة على التمييز بين التفاعل الطبيعي وغير الطبيعي.

- تقليد السلوكيات التي تعرض لها في السابق.

وأضافت أن بعض الأطفال قد يظنون أن ما تعرضوا له هو «سلوك طبيعي»، خاصة إذا لم يجدوا من يشرح لهم الفرق بين التفاعلات السليمة وغير السليمة.

  • العوامل النفسية والاجتماعية التي تؤثر على الطفل

بحسب الدكتورة صفاء، فإن الأطفال الذين ينشأون في بيئات غير مستقرة نفسيًا أو يتعرضون لإهمال عاطفي قد يكونون أكثر عرضة لاكتساب أنماط سلوكية غير سليمة، بسبب:

- غياب التواصل الأسرين فعندما لا يجد الطفل من يستمع إليه أو يوجهه بطريقة صحيحة.

- نقص الدعم النفسي، لأن الأطفال الذين لا يحصلون على احتواء عاطفي كافٍ يميلون إلى البحث عن طرق غير سليمة للتعبير عن مشاعرهم.

- التعرض لصدمات متكررة، مثل التعرض للعنف الأسري أو الإيذاء النفسي، مما قد يؤدي إلى ردود فعل غير متوقعة تجاه الآخرين.

  • تأثير العمر والتطور النفسي للطفل

تشير الأبحاث إلى أن عمر الطفل وقت وقوع أي تجربة صادمة يؤثر بشكل كبير على مدى استيعابه لها وطريقة استجابته لاحقًا، وتوضح الدكتورة صفاء أن:

- الأطفال الأصغر سنًا قد لا يفهمون طبيعة التجربة لكنهم قد يقلدون السلوك الذي تعرضوا له.

- الأطفال الأكبر سنًا يكونون أكثر وعيًا، لكن الصدمة قد تترك أثرًا نفسيًا أعمق لديهم.

كيف يمكن للأسرة مساعدة الطفل على تجاوز الصدمة؟

توصي منطمة «اليونيسيف» بعدة استراتيجيات لدعم الطفل، أهمها:

  • الاستماع الفعّال دون لوم أو تأنيب

يجب على الأهل إعطاء الطفل مساحة آمنة للحديث عما يشعر به دون الضغط عليه أو توبيخه.

  • تعزيز الشعور بالأمان

يحتاج الطفل إلى التأكد من أن ما حدث ليس خطأه، وأن هناك من يحميه ويوفر له الأمان النفسي.

  • استشارة أخصائي نفسي

التدخل المهني ضروري لمساعدة الطفل على التعامل مع الصدمة بطرق صحية دون أن تترك آثارًا سلبية على مستقبله.

  • توجيه الطفل بأسلوب مبسط

يجب تعليم الأطفال كيفية التمييز بين التفاعل الطبيعي وغير الطبيعي بطريقة تناسب أعمارهم، دون إثارة مخاوفهم أو إشعارهم بالذنب.