كتب: سامية الإبشيهي -
09:05 م | الأربعاء 26 مارس 2025
شهد مسلسل لام شمسية تطورًا دراميًا صادمًا عندما اكتشفت نيللي، التي تجسدها أمينة خليل، أن يوسف، ابن زوجها، قد أساء التصرف مع شقيقه الأصغر ياسين واعتدى عليه، كان هذا الاكتشاف بمثابة زلزال نفسي لها، خاصة بعد تأكدها من أن الأمر ليس مجرد تصرف عابر، بل امتداد لمشكلة أعمق.
في محاولة لفهم ما حدث، لجأت نيللي إلى زميلتها في المدرسة، حيث عبرت عن صدمتها الشديدة، وأوضحت لها صديقتها أن بعض التصرفات التي أثارت قلقها سابقًا لم تكن مجرد شكوك، بل مؤشرات واضحة على اضطراب نفسي يحتاج إلى تحليل ومعالجة. كما أشارت إلى احتمال أن يكون يوسف نفسه قد مرّ بتجربة قاسية في وقت سابق، مما انعكس على سلوكه الحالي.
ومع تطور الأحداث، واجهت نيللي ابنها الأصغر ياسين، الذي كشف لها عن تفاصيل ما كان يحدث بينه وبين يوسف، ما جعلها تدرك أن المشكلة أكبر مما كانت تتخيل.
أوضحت الدكتورة صفاء حمودة، استشاري الطب النفسي، في حديث خاص لـ«الوطن»، أن مثل هذه الحالات تُعرف في علم النفس بظاهرة «إعادة تمثيل الصدمة»، حيث يميل بعض الأطفال الذين تعرضوا لتجارب صعبة في وقت سابق إلى تكرارها مع الآخرين، سواء عن وعي أو دون إدراك كامل لما يفعلونه، وأشارت إلى أن هناك العديد من العوامل التي قد تؤدي إلى هذا النوع من السلوك، من أبرزها:
توضح الدكتورة أن الطفل الذي يتعرض لتجربة قاسية دون أن يحصل على دعم نفسي كافٍ قد يُظهر تغيرات سلوكية مفاجئة، مثل:
- ميول عدوانية تجاه الآخرين أو نفسه.
- عدم القدرة على التمييز بين التفاعل الطبيعي وغير الطبيعي.
- تقليد السلوكيات التي تعرض لها في السابق.
وأضافت أن بعض الأطفال قد يظنون أن ما تعرضوا له هو «سلوك طبيعي»، خاصة إذا لم يجدوا من يشرح لهم الفرق بين التفاعلات السليمة وغير السليمة.
بحسب الدكتورة صفاء، فإن الأطفال الذين ينشأون في بيئات غير مستقرة نفسيًا أو يتعرضون لإهمال عاطفي قد يكونون أكثر عرضة لاكتساب أنماط سلوكية غير سليمة، بسبب:
- غياب التواصل الأسرين فعندما لا يجد الطفل من يستمع إليه أو يوجهه بطريقة صحيحة.
- نقص الدعم النفسي، لأن الأطفال الذين لا يحصلون على احتواء عاطفي كافٍ يميلون إلى البحث عن طرق غير سليمة للتعبير عن مشاعرهم.
- التعرض لصدمات متكررة، مثل التعرض للعنف الأسري أو الإيذاء النفسي، مما قد يؤدي إلى ردود فعل غير متوقعة تجاه الآخرين.
تشير الأبحاث إلى أن عمر الطفل وقت وقوع أي تجربة صادمة يؤثر بشكل كبير على مدى استيعابه لها وطريقة استجابته لاحقًا، وتوضح الدكتورة صفاء أن:
- الأطفال الأصغر سنًا قد لا يفهمون طبيعة التجربة لكنهم قد يقلدون السلوك الذي تعرضوا له.
- الأطفال الأكبر سنًا يكونون أكثر وعيًا، لكن الصدمة قد تترك أثرًا نفسيًا أعمق لديهم.
توصي منطمة «اليونيسيف» بعدة استراتيجيات لدعم الطفل، أهمها:
يجب على الأهل إعطاء الطفل مساحة آمنة للحديث عما يشعر به دون الضغط عليه أو توبيخه.
يحتاج الطفل إلى التأكد من أن ما حدث ليس خطأه، وأن هناك من يحميه ويوفر له الأمان النفسي.
التدخل المهني ضروري لمساعدة الطفل على التعامل مع الصدمة بطرق صحية دون أن تترك آثارًا سلبية على مستقبله.
يجب تعليم الأطفال كيفية التمييز بين التفاعل الطبيعي وغير الطبيعي بطريقة تناسب أعمارهم، دون إثارة مخاوفهم أو إشعارهم بالذنب.