رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

صحة

مرض يسرا اللوزي في لام شمسية.. هل التوقف عن أدوية الاكتئاب فجأة خطر على الصحة؟

كتب: سامية الإبشيهي -

09:02 م | الثلاثاء 25 مارس 2025

لام شمسية

جسد مسلسل لام شمسية واحدة من أكثر القضايا الشائكة في الصحة النفسية، إذ سلط الضوء على العواقب الخطيرة للتوقف المفاجئ عن الأدوية النفسية، من خلال شخصية رباب، التي جسدتها يسرا اللوزي، فهل يمكن أن يكون الانسحاب العشوائي من العلاج النفسي خطرًا على الحياة؟

وركز المسلسل على المخاطر الصحية والنفسية الناتجة عن عدم الالتزام بالإشراف الطبي، ليحمل رسالة تحذيرية لكل من يستهين بآثار الانسحاب المفاجئ من الأدوية النفسية.

أعراض انسحاب الأدوية النفسية ومخاطرها

ويعاني بعض المرضى الذين يتوقفون عن تناول الأدوية النفسية فجأة من أعراض انسحابية تؤثر على حياتهم اليومية، وأوضحت منظمة الصحة العالمية أن هذه الأعراض يمكن أن تتراوح بين الصداع البسيط والدوخة وصولًا إلى اضطرابات خطيرة، مثل الاكتئاب الحاد والانفعالات العنيفة.

ووفقًا لتقارير موقع Mind، فإن وضع خطة علاجية للإيقاف التدريجي يساعد في تجنب المضاعفات، كما تزداد احتمالية ظهور الأعراض لدى الأشخاص الذين استخدموا مضادات الاكتئاب لفترات طويلة، ما يستلزم استشارة طبية متخصصة قبل التوقف عن استخدامها.

متى تحدث الأعراض الانسحابية؟ وهل يمكن تجنبها؟

أكدت مراجعة بحثية نشرتها مجلة «لانسيت» للطب النفسي أن حوالي 17% من المرضى يعانون من أعراض انسحابية عند التوقف عن مضادات الاكتئاب، وقد تختلف حدة الأعراض وفقًا لنوع الدواء المستخدم، كما أظهرت دراسة ألمانية من جامعتي برلين وكولونيا أنّ بعض المرضى يواجهون تأثيرات شديدة تشمل نوبات القلق والاكتئاب المتزايد، خاصة عند إيقاف العلاج فجأة.

الأعراض الجسدية والنفسية للانسحاب

تشمل الأعراض الجسدية:

الصداع وآلام العضلات

التعرق المفرط

اضطراب نبضات القلب

الشعور بالدوار والغثيان

اضطرابات النوم والكوابيس

أما الأعراض النفسية فتشمل:

التهيج والانفعال المفرط

القلق الحاد ونوبات الهلع

تقلبات المزاج

وفي بعض الحالات، قد تظهر أفكار انتحارية أو نوبات اكتئاب حادة

خطط العلاج والتعامل مع الانسحاب

وفي هذا الصدد، قال الدكتور وحيد مصطفى، استشاري الطب النفسي، لـ«الوطن»، إنّ التعامل مع أعراض الانسحاب يتطلب خطة تدريجية تشمل:

تقليل الجرعة تدريجيًا تحت إشراف طبي

ممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق

الحفاظ على نمط حياة صحي يشمل النوم الكافي والتغذية المتوازنة

ممارسة النشاط البدني لدعم الصحة النفسية

 استشارة طبيب نفسي عند ظهور أعراض شديدة

وأكد الدكتور كريستوفر بيثغ، أستاذ الطب النفسي بجامعة كولونيا، أن التوقف المفاجئ عن مضادات الاكتئاب قد يؤدي إلى تفاقم القلق والاكتئاب، مشددًا على أهمية المتابعة الطبية المستمرة، كما أوضح الدكتور بول كيدويل، استشاري الطب النفسي، أن الإشراف الطبي يمكن أن يمنع الأعراض غير المرغوبة ويساعد المرضى على التوقف عن العلاج بأمان.

أهمية الإشراف الطبي في تقليل الأعراض الانسحابية

يعد التوقف عن الأدوية النفسية خطوة حساسة تتطلب إشرافًا طبيًا دقيقًا، إذ يمكن أن يؤدي الانسحاب المفاجئ إلى آثار خطيرة على الصحة النفسية والجسدية، ومن الضروري أن يلتزم المرضى بتوصيات الأطباء لتجنب أي مضاعفات، مما يساعدهم في الحفاظ على استقرارهم النفسي أثناء تقليل جرعات الدواء.

وفي هذا السياق، أكدت الدكتورة صفاء حمودة، استشارية الطب النفسي، أنّ استعادة التوازن النفسي بعد التوقف عن الأدوية النفسية ليست ثابتة بل تتفاوت من شخص لآخر بناءً على عدة عوامل، منها:

نوع الدواء

المدة الزمنية لاستخدامه

الحالة النفسية العامة للمريض

وأوضحت أن بعض الأشخاص قد يحتاجون لأسابيع قليلة فقط ليشعروا بتحسن، بينما قد تستغرق عملية التكيف مع التوقف عن الدواء عدة أشهر لدى آخرين، خاصة إذا كان التوقف مفاجئًا أو بدون متابعة طبية دقيقة.

وأشارت إلى أن التدرج في تقليل الجرعة، وفقًا لخطة علاجية يحددها الطبيب، هو أفضل طريقة لتجنب أي أعراض انسحابية قد تؤثر على الصحة النفسية والجسدية.

وأضافت الدكتورة صفاء أن اللجوء إلى الطبيب عند ظهور أي اضطرابات بعد التوقف عن الدواء أمر بالغ الأهمية، حيث يمكن أن تظهر بعض الأعراض مثل:

القلق الزائد

اضطرابات النوم

تقلبات المزاج

أعراض اكتئابية شديدة

نمط الحياة الصحي ودوره في دعم الصحة النفسية

وشددت الدكتورة صفاء على أهمية اتباع نمط حياة صحي يشمل:

ممارسة الرياضة

التغذية المتوازنة

تقنيات الاسترخاء

كل ذلك لدعم الصحة النفسية خلال هذه المرحلة.

واختتمت حديثها بالإشارة إلى أنّ المرض النفسي ليس مجرد حالة عابرة يمكن تجاوزها بسهولة، بل هو مثل أي مرض عضوي يحتاج إلى متابعة وخطة علاجية محكمة، وأي خطوة نحو تقليل الأدوية يجب أن تتم تحت إشراف طبي متخصص لضمان سلامة المريض.