كتب: سامية الإبشيهي -
05:41 م | الثلاثاء 25 مارس 2025
الرنجة من أكثر الأطعمة البحرية استهلاكًا في العالم، حيث تحظى بشعبية كبيرة بين عشاق الأسماك المدخنة، وعلى الرغم من ارتباط تناولها بالمناسبات التقليدية، مثل أعياد الربيع في بعض الدول، إلا أن فوائدها تتعدى مجرد كونها وجبة شهية، إذ تحتوي على عناصر غذائية مهمة تسهم في تحسين الصحة العامة، وتتميز الرنجة بمحتواها العالي من البروتين، أحماض أوميجا 3، الفيتامينات، والمعادن، ما يجعلها مفيدة لصحة القلب، وتعزيز وظائف الدماغ، ودعم المناعة، كما أن تناولها بشكل متوازن يمكن أن يساعد في فقدان الوزن وتقوية العظام، وهو ما يجعلها خيارًا غذائيًا مثاليًا عند إدراجها في نظام غذائي صحي ومتوازن.
يتميز البروتين الموجود في الرنجة بسهولة امتصاصه وهضمه، ما يجعله خيارًا مثاليًا لدعم صحة العضلات وتعزيز النمو، بالإضافة إلى ذلك، فهو يحتوي على جميع الأحماض الأمينية الأساسية التي يحتاجها الجسم للحفاظ على الوظائف الحيوية المختلفة.
كما أن هذه الأسماك غنية بأحماض أوميجا 3 الدهنية مثل حمض إيكوسابنتاينويك (EPA) وحمض الدوكوساهيكسينويك (DHA)، اللذين أثبتت الدراسات دورهما في تعزيز صحة الجهاز العصبي، خاصة لدى الأطفال والرضع، إذ يساهمان في تطوير وظائف الدماغ وتحسين الإدراك.
لا تقتصر فوائد الرنجة على الأحماض الدهنية والبروتينات فحسب، بل إنها تحتوي أيضًا على فيتامين أ، الذي يدعم صحة الجلد والأغشية المخاطية، ويساهم في تحسين الرؤية، كما تعد مصدرًا ممتازًا لفيتامين د، حيث يوفر كل 100 جرام منها حوالي 42% من الاحتياج اليومي الموصى به، ما يساعد في تحسين امتصاص الكالسيوم وتقوية العظام.
إلى جانب ذلك، تعتبر الرنجة كنزًا من المعادن الضرورية مثل الكالسيوم، الفوسفور، والمغنيسيوم، التي تُساعد في دعم صحة العظام، كما تحتوي على كميات جيدة من السيلينيوم واليود، وهما عنصران أساسيان لدعم المناعة وتنظيم وظائف الغدة الدرقية.
بفضل احتوائها على نسب عالية من أحماض أوميجا 3، تُساعد الرنجة في خفض مستويات الكوليسترول الضار، وتحسين تدفق الدم، ما يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وأثبتت الأبحاث أن تناول الأسماك الدهنية مثل الرنجة بانتظام يقلل من احتمالات الإصابة باضطرابات القلب، ويعزز صحة الشرايين.
أما بالنسبة للدماغ، فإن أحماض DHA وEPA تساهم في تحسين الذاكرة وتعزيز الوظائف الإدراكية، ما يجعلها ضرورية للطلاب وكبار السن على حد سواء، كما أظهرت بعض الدراسات أن الاستهلاك المنتظم للأوميجا 3 قد يساعد في الوقاية من الأمراض التنكسية العصبية مثل الزهايمر والخرف.
تعد الرنجة خيارًا مثاليًا لتعزيز جهاز المناعة نظرًا لاحتوائها على مضادات الأكسدة مثل السيلينيوم، الذي يعمل على تقليل الالتهابات وزيادة قدرة الجسم على مقاومة الأمراض، وبالإضافة إلى ذلك، فإن فيتامين ب12 الموجود في الرنجة يساهم في تحسين الحالة المزاجية، حيث يساعد في إنتاج السيروتونين، المعروف بهرمون السعادة، ما يجعل تناول الرنجة خيارًا مفيدًا لمن يعانون من التوتر والقلق.
على الرغم من فوائدها العديدة، إلا أن الإفراط في تناول الرنجة قد يؤدي إلى بعض المشاكل الصحية، خصوصًا بسبب احتوائها على نسب مرتفعة من الصوديوم، ما قد يؤثر سلبًا على مرضى ضغط الدم؛ لذا يُنصح بتناولها باعتدال، مع تجنب إضافة الملح إليها، ودمجها مع أطعمة غنية بالبوتاسيوم لموازنة تأثير الأملاح في الجسم.
وفي هذا السياق، أوضحت الدكتورة شيماء خفاجي، أخصائية التغذية العلاجية، لـ«الوطن»، أن الرنجة تُعتبر من أفضل المصادر الطبيعية لأحماض أوميجا 3، إذ تساهم بشكل فعال في دعم صحة القلب والدماغ، لكنها شدد على ضرورة تناولها بكميات معتدلة.
وأشارت أخصائية التغذية إلى أن الرنجة تحتوي على فيتامين د بكمية كبيرة، ما يجعلها خيارًا مثاليًا للحفاظ على صحة العظام وتقليل خطر الإصابة بهشاشتها، خاصة عند كبار السن.