الهربس هو أحد الفيروسات الشائعة التي تٌصيب ملايين الأشخاص حول العالم، وينقسم إلى نوعين رئيسيين، «الفموي»، الذي يسبب تقرحات في الفم، والجسم، وعلى الرغم من أن المرض قد يظل كامنًا لفترات طويلة دون أعراض، إلا أنه قد يتسبب في مشكلات صحية خطيرة لدى بعض الفئات، خاصة عند ضعف المناعة.
متى يتحول الهربس إلى خطر صحي حقيقي؟ طبيب يحذر من المضاعفات الخطيرة
ينقسم الهربس إلى نوعين رئيسيين، الهربس البسيط «HSV»، الذي يضم النوع الأول «HSV-1» المسؤول عن تقرحات الفم والشفاه، والنوع الثاني «HSV-2» المسؤول بشكل رئيسي عن الهربس الخاص بالأعضاء الحساسة، وعلى الرغم من أن العدوى قد تكون خفيفة أو غير ملحوظة في بعض الحالات، إلا أنها قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة، خاصة لدى الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة، حيث قد تتسبب في التهاب السحايا أو انتقال العدوى إلى الأطفال حديثي الولادة، إلى جانب زيادة خطر الإصابة بعدوى أخرى، مثل فيروس نقص المناعة البشرية «HIV».

مضاعفات الهربس
قال الدكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، إن مضاعفات الهربس، قد تشمل:
- التهاب السحايا الفيروسي، وهو من المضاعفات النادرة لكنه خطير، حيث يُؤثر على الأغشية المُحيطة بالدماغ والحبل الشوكي، مُسببًا أعراضًا مثل الصداع الشديد، الحمى، وتصلب الرقبة.
- عدوى حديثي الولادة، حيث يمكن أن ينتقل الفيروس من الأم المصابة إلى الطفل أثناء الولادة، مما قد يُؤدي إلى مُشكلات صحية خطيرة قد تصل إلى التهاب الدماغ، صعوبات في التنفس، أو حتى الوفاة في بعض الحالات.
- التهاب القرنية، فقد ينتقل الفيروس إلى العين، مما يُؤدي إلى التهاب القرنية الهربسي الذي قد يسبب إحمرار العين، ألم شديد، تشوش الرؤية، وفي الحالات الشديدة قد يؤدي إلى فقدان البصر.
- تكرار العدوى، إذ أوضح دكتور بدران أن بعض الأشخاص يعانون من نوبات متكررة من العدوى، خاصة عند ضعف جهاز المناعة، مما يٌؤثر على جودة حياتهم.
- زيادة خطر الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية «HIV».

أعراض الهربس
وأشار دكتور بدران إلى أن الأعراض تختلف باختلاف نوع الفيروس والمنطقة المصابة، لكنها غالبًا تشمل:
الهربس الفموي (HSV-1)
- حيث يظهر على شكل بثور أو تقرحات مؤلمة على الشفاه أو حول الفم.
- إحساس بالحكة أو الحرقان في المنطقة المصابة قبل ظهور القرح.
- تورم الغدد الليمفاوية في الرقبة.
- الحمى والشعور بالتعب في بعض الحالات.
الهربس (HSV-2)
- آلام وحكة حول الأعضاء الحساسة بالجسم.
- ظهور بثور أو تقرحات قد تنفجر وتتحول إلى جروح مؤلمة.
- صعوبة في التبول بسبب الألم والتهاب الأنسجة المصابة.
- أعراض شبيهة بالإنفلونزا، مثل الحمى، آلام العضلات، والصداع.
وأكد عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، أن بعض المصابين قد لا تظهر عليهم أعراض واضحة، مما يزيد من فرص نقل الفيروس للآخرين دون علمهم.

طرق انتقال العدوى
وأوضح دكتور بدران أن الهربس ينتقل بعدة طرق، أبرزها:
- التلامس المباشر مع القروح أو البثور المصابة.
- الاتصال الجسدي.
- ملامسة اللعاب أو الأدوات الشخصية، مثل مشاركة أواني الطعام أو المناشف.
- انتقال الفيروس من الأم إلى الجنين أثناء الولادة.
- العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة وتكرار العدوى
أضاف دكتور مجدي بدران أن هناك عوامل قد تؤدي إلى تفاقم المرض وزيادة تكرار العدوى، من بينها:
- ضعف الجهاز المناعي، مثل مرضى السكري أو الذين يتلقون علاجات مناعية.
- التوتر والضغط النفسي، الذي يؤثر على مقاومة الجسم للفيروس.
- التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة، خاصة في حالة الهربس الفموي.
- الإجهاد البدني وقلة النوم.

طرق الوقاية والعلاج
وأكد بدران أن الهربس لا يوجد له علاج نهائي حتى الآن، ولكن يمكن التحكم فيه وتقليل نوبات العدوى باستخدام:
- الأدوية المضادة للفيروسات التي تساعد في تقليل مدة الأعراض والحد من تكرار العدوى.
- تجنب التلامس المباشر مع المصابين، وعدم مشاركة الأدوات الشخصية.
- تعزيز المناعة من خلال التغذية الصحية وممارسة الرياضة.
واختتم دكتور بدران تصريحاته بالتأكيد على أهمية التوعية بطرق انتقال المرض والوقاية منه، مشددًا على أن اتباع الإجراءات الصحية السليمة يمكن أن يقلل من خطر العدوى وانتشارها بين الأفراد.