كتب: هاجر عمر -
08:11 م | الأحد 05 نوفمبر 2023
أصوات الصواريخ ومدافع الدبابات في غزة لم تمنعها من التفكير في الاحتفال بعيد ميلادها، حيث جلست ريما الأخرس فوق سريرها تنظر إلى سقف منزلها تتخيل نفسها بفستان جديد وتوسط عائلتها التي تنشد لها أغاني عيد الميلاد، وأمامها كيكة كبيرة تضع عليها 11 شمعة، ليهتز السقف فجأة فوق رأسها بفعل قصف صاروخي استهدف منزل أسرتها محولا حلمها الصغير إلى كابوس.
أفاقت «ريما» بالمستشفى لتجد نفسها وحيدة، بعدما فقدت عائلتها تحت القصف في غزة، تذكرت آخر مرة شاهدتهم قبل أن تتوجه لسريرها، كانوا يؤدون صلاة المغرب وأطفال المنزل يتشاركون اللعب، قبل أن تستهدفهم قوات الاحتلال بالصواريخ لتهدم منزلهم مع 10 منازل أخرى بالمنطقة السكنية، ليكون أول عيد ميلاد لها دون أمها وبعض أفراد أسرتها.
تحكي ريما: «اسمي ريما الأخرس عمري 11 سنة، أنا أهلي كنا هيكا بشكل طبيعي وعادي موجودين في عمارة كاملة لإيلنا، كنا في البيت عادي زي أي يوم، وفجأة هيك المغربيات أهلي كانوا بيصلوا والأطفال بتلعب هيك، وكنت قاعدة على السرير لقيت الدار كلها بتنهد علينا، مش بس دارنا الوحيدة لا فوق الـ 10 دور راحت وانهارت.. راحت العائلة وراحت الدور».
«أمي راحت وعائلتي كلها راحت» بصوت يغمره البكاء والنحيب تروي ريما، وتحكي أنه لم يظل لها أحد بعد استشهاد معظم أفراد عائلتها، وأعربت عن امتنانها وشكرها للمولاي -عز وجل- لبقاء أخيها وأختها ووالدها على قيد الحياة، «بشكر الله أنه ضلت أختي وضل أخويا وضل بابا».
تحول حلم الاحتفال بعيد الميلاد لذكرى أليمة حفرت تفاصيلها في ذهن ريما «أول عيد ميلاد لإيلي دون عيلتي.. عيلتي كلها راحت ما ضل حدا».. معربة عن ألمها لما تعرضت له عائلتها في ظل تصاعد حرب غزة واستهداف قوات الاحتلال لأهالي غزة، «احنا أطفال شو ذنبنا طيب».