صرخات الأطفال تدوي في الطرقات، جثامين الشهداء داخل الأكفان البيضاء وتحت الركام باتت هي المشهد الأبرز، خلال عمليات القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، تبعها حملات من التنديد والتضامن والدعم لدى أهالي فلسطين، وهو ما فعلته شيرين البارودي، التي قدمت الدعم بتخصيص جزء من ربحها من اللوحات التي رسمتها تبرعًا لغزة، بالمشاركة مع أحد الجاليرهات الشهيرة، ضمن المعونات التى يتم إرسالها من مصر إلى فلسطين.

لوحات تشكيلية لدعم فلسطين

شكل دائري خشبي مزين بألوان أكريلك كانت وسيلة الفنانة التشكيلية «شيرين» للتبرع لأهالي غزة والتضامن معهم، لتعبر عن دعمها للقضية الفلسطينية وشجبها لما ترتكبه قوات الاحتلال الإسرائيلي من جرائم في حق الشعب الفلسطيني، بل تعدت ذلك للقيام بدور فعال برسم اللوحات التي تعبر عن الألم، وفي الوقت ذاته تمدهم بالدعم.

صرخة وألم وفقد.. فلسطين على خط  النار

جاءت لوحتها الأولى بعنوان «البحث عن الحياة»، وجسدت خلالها معاناة الأم الفلسطينية وهي تبحث عن أطفالها، ولكن تظهر يديها فارغة في دلالة على فقدانهم، فتتجمد الحياة ويصبح الصمت يملىء الوجود، ولوحة بعنوان «الصرخة»، جاءت تعبيرا عن حالة الغضب التي تسود العالم العربى لأحداث غزة وتمثل استغاثة للإنسانية، وجاءت لوحاتها الأخرى لفتاه تحمل بيدها خريطة للوطن، لتعبر عن ما يحدث من انتهاك لحقوق الإنسان وسرقة الوطن، فالخريطة بيديها مجردة لوطنها إشارة للهدم والفقد، ولكنها تحتضنها بين يديها لقيمة الوطن.

لوحة بعنوان «البحث عن الحياة»

كما عبرت في بورترية آخر عن فتاه تسبح في اللون الرمادي، دلالة عن الحرب والدمار، وما تخلفه الحروب على الارض من ألم ومعاناة، فضلًا عن تعبيرها بلوحة لأمرأة مقهورة حزينة على بلدتها وعالمها الملىء بالقسوة، وعدم القدرة على العيش وسط الألم، لتكلل لوحة بعنوان يومًا ما سنقول للمحتل وداعا لنبدأ البناء من جديد، ليكون ذلك في إطار العائد لصالح أهل غزة.

عائد اللوحات الفنية

في حب منها وفخر كونها فنانة مصرية وعربية وأفريقية، تريد شيرين المشاركة بجزء بسيط لأهلنا في غزة، مؤكدة أن كل عائدات اللوحاات سيوجه كاملًا لفلسطين، وعبرت في حديثها، لـ«الوطن»: «جرائم معصرنهاش وأوجاع مريت علينا، حبيت أساهم بجزء بسيط إني احمل عنهم الألم»، على أن يكون هذا شاملًا كل الأموال التي تطرح من الجاليري.