رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

بعد لعبة الشهيد.. سر وصول أطفال غزة لهذه الصلابة النفسية والاستهزاء بالموت

كتب: تامر نادر -

08:36 م | الأحد 22 أكتوبر 2023

أطفال غزة يمارسون لعبة الشهيد

«الشهيد حبيب الله».. كلمات بسيطة رددها مجموعة من أطفال غزة خلال ظهورهم في مقطع فيديو وهم يلهون ويمارسون إحدى الألعاب الطفولية التي بدت أنها مُفضلة لديهم، وأطلقوا عليها اسم «لعبة الشهيد»، وهي عبارة عن تجمعهم وحملهم لأحد الأطفال وكأنهم يزفونه إلى مثواه الأخير بالضحكات وليس البكاء.. فما سر وصول أطفال غزة إلى هذه المرحلة النفسية، وما تأثيرها عليهم.

«لعبة الشهيد».. وسيلة أطفال غزة للترفيه عن أنفسهم

وظهر مجموعة من أطفال غزة في مقطع فيديو وهم يحملون صديقًا لهم وكأنهم ذاهبون لتشييع جثمانه إلى مثواه الأخير، وسط هتاف وترديد عبارة «الشهيد حبيب الله»، وبمجرد أن سألهم أحد الأشخاص عما يفعلونه واسم هذه اللعبة، أجابوه وابتسامتهم الطفولية لا تزال على وجههم: «بنلعب الشهيد».

وشرحت الدكتورة إيمان الريس، استشارية الصحة النفسية، خلال حديثها لـ«هن»، أن ما وصل إليه أطفال غزة من صلابة نفسية وإيمان واستهزاء بالموت جاء نتيجة لسببين، الأول ما يُعرف بـ«برمجة عقل الطفل»، وتتمثل في كثرة حديث الأهالي مع أطفالهم عن الشهداء ومكانتهم في الجنة وكونهم أحباب الله، ما يجعل الأطفال كلما تقدموا في العمر يزداد تقديرهم للاستشهاد والشهداء: «الطفل بيبقى خلاص دماغه اتبرمجت إنه مش خايف من الموت وحابب الاستشهاد وعارف إنه هيكون حبيب الله لو استشهد».

سر الصلابة النفسية لأطفال غزة

وتمثل السبب الثاني في وصول أطفال غزة إلى هذه المرحلة من الصلابة النفسية وعدم مهابة الموت في اعتيادهم على هذا الأمر منذ ولادتهم، فهم دائمًا في حالة قلق واضطراب ويزفون شهيدًا جديدًا كل يوم، وربما كل دقيقة مثلما يحدث حاليًا نتيجة مواصلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وأن ذلك يجعلهم يعتادون الأمر بعدما يتخطون أولى مراحل الصدمة وهي الإنكار: «بقى خلاص عندهم حالة تقُّبل ورضا وبقوا خلاص بيبدأوا يمارسوا حياتهم الطبيعية»، وفقًا لـ«الريس».

وشددت استشارية الصحة النفسية، في نهاية حديثها، على أهمية عدم السماح لأطفالنا بمشاهدة ما يحدث في فلسطين سواء من خلال الصور أو مقاطع الفيديو، محذرة من أن ذلك قد يسبب لهم الإصابة بالاكتئاب أو التعرُّض لـ كوابيس مزعجة، فضلًا عن إمكانية دخولهم في حالة خوف أو غضب غير مبرر: «أطفال غزة لهم طبيعة وتكوين خاص، ربنا يكون في عونهم دايمًا متعودين على القلق والاضطراء والمشاكل، علشان كده بقت أمور شبه عادية بالنسبة لهم».