رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

«ألعاب وسط الخراب لا يعرفها غيرهم».. كيف يعيش أطفال غزة تحت القصف؟

كتب:  إسراء طارق أبوسعدة -

03:58 م | الأحد 22 أكتوبر 2023

أطفال غزة بمستشفى الشفاء

مجازر وغارات شنها الاحتلال الإسرائيلي على مختلف قطاع غزة، لم يقض فيها فقط على الأطفال والمدارس، وإنما كانت الأطفال هي هدفه الأول، فمشاهد الموت التي شاهدوها بأعينهم كان لها الأثر الكبير على حالتهم النفسية، وبدا ذلك واضحا في مقطع فيديو انتشر على نطاق واسع، إذ ظهرت عدد من الفتيات الصغيرة وهن يمسكن بأختهن الأصغر، ويرددن كلمة: «الشهيد حبيب الله»، والابتسامة لا تفارق شفتاهن، ليعيدوا تذكير العالم ببرائتهن المسروقة، وذلك بعدما نزحوا مع أسرهم إلى مستشفى الشفاء بعد قصفهم بيوتهم.

تلعب الأطفال حول العالم بالدمي أو الألعاب المختلفة، إلا أن أطفال فلسطين أجبرتهم الظروف على أن يتخذوا من لعبة «الشهيد حبيب الله»، لعبة تناسب الأجواء القاسية التي يتواجدون فيها يوميا، إذ مثلت مجموعة من الفتيات الصغيرة مشهدا اعتدن على رؤيته كل يوم، بينما يودعن أحد أفراد عائلاتهن أو أصدقائهن الصغار، وهو ما قادهن إلى التفكير بتلك الطريقة عندما وضعن أختهن في غطاء، وبدأن يهتفن عبارة «الشهيد حبيب الله»، وهو المقطع التي تفاعل معه رواد مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير، ولقى تعاطفًا من الجميع، وعبر معظم الأشخاص عن مشاعرهم الحزينة في التعليقات نتيجة تعرض أطفال فلسطين لمثل هذا العنف من قِبل الاحتلال الإسرائيلي الذي قتل طفولتهن في سن مبكرة.

المصور «محمد» يكشف كواليس مقطع الفيديو

الفلسطيني محمد حازم المصري، مصور الفيديو، تحدث لـ«الوطن» عن تفاصيل الفيديو المتداول للفتيات الفلسطينيات، الذي أذاب القلوب رغم ابتسامتهن التي لم تفارقهن، موضحًا أن تلك الصغيرات كانت مع أسرهم ضمن النازحين من منازلهم نتيجة القصف الأخير لقوات الاحتلال الإسرائيلي:«هذه البنات الصغيرة كانت متواجدة داخل مستشفى الشفاء في غزة، مع الأهالي النازحين بعدما قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلهم، ولم يعد لديهم مكان يذهبوا إليه، وأصبحت الأطفال مشردة من بيوتهم».

فتيات غزة يبتكرن لعبة «الشهيد حبيب الله»

وذكر «محمد» الفلسطيني لـ«الوطن»: «كنت في طريقي بالصدفة لتصوير قصة صحفية بمستشفى الشفاء، ولقيت البنات في طريقي إلى قسم الأطفال والولادة، وشفتهم شايلين أختهم الصغيرة ويزفوها كأنها شهيدة، وهو مشهد لفت نظري جدا لأنه محزن، فالأطفال من حقها تعيش بأمان في منازلهم، إلا إن الاحتلال لم يعطهم حتى هذه الفرصة».

أعمارههن لم تتجاوز الـ5 سنوات، ولكن المشاهد المتتالية من القصف والموت، جعلتهن يغيرن الألعاب التي اعتادوا عليها، ليمرنوا أنفسهن على لحظات الاستشهاد، بحسب ما ذكره «محمد»: «البنات عمرهم ما بين الثلاث والأربع سنوات، وكانوا بيلعبوا لعبة جديدة من مخيلتهم اسمها الشهيد حبيب الله، وهو ما يعتبر رد فعل من الأطفال الأبرياء للأحوال التي يعيشوها يوميًا».

وانتشر عبر منصات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو، يوضح المأسآة التي يعيشها صغار غزة بين حصار القوات الإسرائيلية، فبدلا من أن يمسكوا بالألعاب ليستمتعوا بها ويلعبوا في الحدائق والأماكن الخضراء، لم يكن لديهم سوى ممر صغير على جانبيه شهداء ومصابين، وآخرون يحاربون الموت ببعض العلاجات الطبية البسيطة.