كتب: تامر نادر -
01:05 ص | السبت 23 سبتمبر 2023
مع التقدم التكنولوجي الرهيب، الذي يشهده العالم حاليًا، زاد استخدام الأطفال والمراهقين للأجهزة الذكية، ما يدفعهم إلى السهر وحرمان أجسادهم من الحصول على القسط الكافي من النوم؛ لذا يمكن الإشارة إلى تأثير السهر على مناعة الطفل ونموه، وعدد ساعات النوم التي يحتاج إليها الطفل يوميًا.
وأوضح الدكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، أن السهر من أبرز العادات الخاطئة التي يقع فيها الأطفال وتؤثر بالسلب على نموهم وأجهزتهم المناعية، ما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بأمراض العرص عند تقدمهم في السن، وهي ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والسكري.
وأضاف «بدران»، خلال حديثه لـ«الوطن»، أن النوم فترة مثالية لإعادة شحن مناعة الأطفال، وتعزيز نموهم، والاحتفاظ بالمعلومات التي تعلموها طوال اليوم، وأنه خلال مرحلة النوم العميق يتم استعادة طاقة الجسم ويقوم الجهاز المناعي بمحاولة إصلاح أي خلل في أنسجة الجسم، كما يتم إطلاق هرمونات مهمة لنمو الدماغ.
ومن المشاكل الصحية الأخرى، التي تصيب الأطفال بسبب قلة النوم هي السمنة؛ وذلك عن طريق انخفاض نسبة هرمون «الليبتين» الذي يفيد في عملية تنظيم تناول الطعام واستهلاك الطاقة، وارتفاع نسبة إفراز هرمون «الجريلين» وهو هرمون الجوع الفاتح للشهية، بحسب «بدران»، مشيرا إلى أنه كلما زادت السعرات الحرارية للطعام زادت جاذبيته للدماغ المحروم من النوم.
وأظهرت دراسة بريطانية تتبعت أكثر من 8 آلاف طفل منذ الولادة، أن أولئك الذين ينامون أقل من 10 ساعات ونصف الساعة في الليلة في سن الثالثة لديهم خطر أعلى بنسبة 45٪ للإصابة بالسمنة في سن السابعة، مقارنة بالأطفال الذين ينامون أكثر من 12 ساعة في الليلة، كما وجدت دراسة أمريكية أُجريت على 915 طفلًا، أن الأطفال الذين ينامون بمعدل أقل من 12 ساعة يوميًا لديهم ضعف احتمالات الإصابة بالسمنة في سن الثالثة، مقارنة بمن ينامون لمدة 12 ساعة أو أكثر.
وهناك عدة أسباب مرتبطة بعدم تمكن الطفل من الحصول على النوم الكافي خلال ساعات الليل، منها نوعية الأطعمة التي يأكلها الطفل؛ إذ إن تناول الأطعمة والمشروبات ذي النوعية الرديئة والكربوهيدرات عالية المعالجة، مثل المكرونة والحلويات والطاقة أو المشروبات السكرية يرتبط بنوعية النوم السيئة، وأيضًا يرتبط النوم السيء بتناول الوجبات السريعة، والأطعمة الغنية بالسكر أو الكربوهيدرات والمنخفضة الألياف.
ولمساعدة الأطفال في الحصول على النوم الجيد، نصح «بدران» بتناول الأطعمة التي تحتوي على الحمض الأميني التريبتوفان؛ إذ يعزز من تصنيع السيروتونين والميلاتونين، وبالتالي زيادة الرغبة في النوم، كما تعتبر البقول من أرخص مصادر التريبتوفان، لذا ينصح بتقديمها للأطفال.
وعن عدد ساعات النوم التي يحتاجها الأبناء، فقد أوضح عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، أن أنماط النوم والسلوكيات تتغير عند الأطفال منذ الولادة وحتى البلوغ، وذلك كالتالي:
- الأطفال حديثي الولادة حتى العمر سنة سنة يحتاجون 16 ساعة يوميًا.
- الأطفال من عمر سنة إلى سنتين يحتاجون من 11 ساعة إلى 14 ساعة.
- الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة من 3 إلى 5 سنوات يحتاجون من 10 إلى 13 ساعة.
- الأطفال من عمر 6 إلى 13 سنة يحتاجون من 9 إلى 11 ساعة.
- المراهقون من 14 إلى 17 سنة يحتاجون من 8 إلى 10 ساعات.