حين يراها تلمع عيناه كأنه قابل محبوبته للمرة الأولى وتعكس كلماته مدى حبه لعكازه الوحيد بعد الستين؛ طالت العشرة ولكن لم يصبه الملل، إنه «عم عاطف إبراهيم»، 63 عامًا وزوجته إستير غبريال، اللذان تُظهر صورهما المبهجة التي نشرتها صفحة «البرشا» كم الحب بينهما وتروي سطور حكايتهما وكواليسها.

عشرة عمره وعكازه

بصوتٍ رقيق يملؤه الدفء يروي الرجل الستيني كواليس اللقاء الأول في حديثه لـ«هن»، قائلا:«مكنش عندي نية إني اتجوز بس هي أول ما شوفتها خدت قراري، وبعد ما أبويا مات أمي قالتلي تعالى نروح نشوفها، وكنت خايف لأني قصير القامة بس هي حبتني ووقفت جمبي».

كان رافضًا للزواج حتى رآها تمسكت به وتعلق بها، كانت إستير بحسب حديثه نعم الزوجة التي لم تتركة وحيدًا طوال الثلاثين عامًا من زواجهما، لم يملك فيها أرضًا يزرعها لكنه يعمل فلاحًا في أراضٍ مستأجرة، يتحمل مشقة الحياة من أجلها وتخرج هي للعمل حين يمرض، ويستمر حديثه عنها قائلًا: «هي الأصيلة اللي وقفت جمبي لما عرفنا إننا مش هنخلف، هي محترمة وطيبة حبنا حب رباني».

أطفال الجيران مثل أولادنا

كانت أمنية الزوجين هي أن يرزقا بطفل يربيانه، لكنهم للأمر، وأصبح اطفال الجيران في مثابة ابنائهم، ففي بيتهم البسيط بالمنيا مركز ملوي كان صغار القرية من الجيران هم عوض عن الأطفال:«عشت مقطوع من شجرة لا أم ولا أب ولا أخوات بس ولاد جيراني زي ولادي».

مر الزوجان بالكثير من المواقف الصعبة التي لم تضعف وثيقة الحب والزواج والتي تثبت مرارًا دور الزوجة الأصيلة التي يقول عنها: «مرينا بمواقف صعبة كتير مرضي بحساسية في رجلي وتعبي وزوجتي واقفه جنبي وسانداني، هي عكازي وبتشتغل في الأرض لما أتعب، مرت سنين كتيرة وهي متغيرتش بل بقت أحسن وأحلى، مختلفتش عن أول مرة شوفتها لسه بترعاني وبتمنى من ربنا يحرسنا ويرعانا ويسد عنا ديونا».