كتب: فادية إيهاب -
09:21 ص | الأحد 10 سبتمبر 2023
عمر طويل بين جدران منزلها المتهالك الذي ولدت داخله قبل 60 عاما، وحفرت في كل ركن به ذكريات عديدة مع أسرتها وجيرانها، مع الوقت رحل الجميع تحت التراب وأصبحت وحيدة لا أنيس ولا جليس؛ ليمر الوقت ويشتد عليها المرض لكن الحياة كافأتها بـ«جارة» أو رفيقة كما أطلقت عليها، تعمل على رعايتها ومساعدتها في كل ما يخص احتياجاتها الشخصية بعدما فقدت القدرة على الحركة.
علاقة نادرة ربطت بين عائشة محمد، وجارتها السيدة الأربعينية «سامية»، فالأولى لم يصبح لها في الدنيا أي أقارب بعدما رحلوا جميعا ولم ترزق بأبناء؛ لتجد الرعاية من جارتها «سامية» التي تبنتها وجعلتها مثل والدتها لمدة 13 عاما دون كلل أو مقابل، تعد لها الطعام وتشتري طلباتها وتذهب بها إلى الأطباء بعدما عانت من قرح فراش نتيجة الإصابة بمرض السكري.
«سامية»، القاطنة بمحافظة الشرقية، تحكي أن عائلة جارتها الحاجة «عائشة» كانت تستأجر شقة في منزلها أبا عن جد، حتى رحل الجميع ولم يتبق سواها: «الحاجة عائشة دلوقتي زي والدتي اتبينت حالتها ملهاش حد واتعلقت بيها ومقدرش أكل لقمة من غيرها».
تسعى «سامية» في تلبية احتياجات جارتها المُسنة؛ فتقوم بإفطارها يوميا، وتؤكد على علاجها قبل الذهاب لعملها، وعند عودتها تطل عليها مسرعة في إعداد الغذاء من أجلها، وفي حال تأخرها أو سفرها تؤكد على ابنها «إسلام» عدم تركها.
وترفض «سامية» الحصول على الإيجار، بجانب دفعها كل المستحقات المالية من كهرباء ومياه، حسب رواية الحاجة عائشة، التي تشعر بامتنان شديد ناحية جارتها الشابة: «كتر خيرها بجد بتعاملني زي أمها دي حتى هي اللي بتدفع الكهرباء، وبتنزل ليا من الأكل اللي بتعمله في بيتها».