رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

مقولة شهيرة غيرت حياة «أسماء».. دعمت ابنها مريض السكر وحصلت على الدكتوراه

كتب: منة الصياد -

04:00 م | الثلاثاء 08 أغسطس 2023

الطفل جاسر

لحظة توقفت حياتها عندها قبل 6 أعوام، لم تعرف حينها أنها ستكون الأشد ضيقًا عليها، لكنها ستنجح في اجتيازها عن جدارة، بعد أن اكتشفت أسماء شوقي، إصابة طفلها «جاسر» الذي كان يبلغ حينها من العمر 9 أعوام، بالسكري عقب ظهور مجموعة من الأعراض المتلاحقة عليه، لكنها بعد فترة وجيزة من الصدمة، قررت تحويل حياتها وطفلها إلى الأفضل.

صدمة اكتشاف المرض 

أعراض عديدة ظهرت على الطفل جاسر معتز، كانت بمثابة جرس إنذار لوالدته بأنه يعاني من مرض السكري، بدأت بانخفاض وزنه الملحوظ، والتبول كثيرًا مع الشعور الشديد بالعطش، والصداع، وقلة الشهية، لكن بعد إجراءه عملية الزائدة الدودية، وتعرض الجرح لتكوين الصديد، كانت الأزمة التي أكدت للأم شكوكها، حسب حديثها لـ«هن»، وسرعان ما خضع الطفل لإجراء تحليل السكري، لتتفاجأ الأم بأنه مرتفع للغاية، «ومن هنا بدأت رحلتنا مع السكري».

صدمة بالغة أصابت الأم، فهي ترى ابنها أصبح مصابًا بواحد من الأمراض المزمنة منذ سنوات عمره الأولى، «أول مشكلة قابلتني هي إزاي أتخطى الصدمة وأتجاوز كلام الأطباء، على الرغم إنه واقعي بس كان صعب عليا استيعابه في بداية الصدمة، وأن الأكل هيكون ليه بحسابات ومعادلات، لتجنب تعرضه للغيبوبة أو الهبوط أو الارتفاع، كل ده بالنسبالي كان طلاسم، وعقلي مش قادر يستوعبه». 

الخروج من المعاناة بإنجاز جديد 

«المعدة بيت الداء والحمية رأس الدواء» المقولة الشهيرة للحارث بن كلدة طبيب العرب، كانت بمثابة شعاع النور الذي ألهم الأم للخروج من تلك الأزمة سريعًا، وعدم الاستسلام لها، إذ سارعت في البحث عن نوعية الأطعمة التي يجب أن يتناولها طفلها مريض السكري، ومدى تأثيرها على سكر الدم، وبدأت في أولى خطواتها تجاه مساندة ابنها في رحلته العلاجية المستمرة. 

وبعد مرور فترة وجيزة نجحت «أسماء» في توفير بدائل صحية عديدة قليلة الكربوهيدرات لطفلها، إذ قدمت جميع أنواع المخبوزات والحلوى بشكل صحي لا يرفع سكر الدم، وبعد نجاح تلك الخطوة مع طفلها، بدأت خطوتها الأكبر، وهي تنفيذ مشروعًا خاصًا بتقديم تلك الأصناف للأطفال من أصحاب المعاناة ذاتها، «قدرت أقدم المشروع والأطفال قدروا من خلاله يطلبوا كل اللى نفسهم فيه بدون حرمان، وأكون معاهم في جميع المناسبات، وأقدم زي تورت لأعياد الميلاد أو حلاوة المولد أو كعك العيد، وجميع أنواع المخبوزات، والعيش المناسب اللي يتحط في اللانش بوكس فترة الدراسة».

الحصول على دكتوراه في التغذية العلاجية

رغم تخرجها في كلية الخدمة الاجتماعية، إلا أن إصابة طفلها بالسكري كانت سببًا في أن تستكمل رحلتها التعليمية، لكن بمجال آخر، لم تتوقع يومًا أنها ستنال شهادة الدكتوراه فيه، وهو التغذية العلاجية، حتى تتمكن «أسماء» من دعم مشروعها العلاجي، من أجل أطفال مرضى السكري.

«بعد إصابة ابني قررت أعمل دبلومة تغذية علاجية، وبعدها عملت ماجستير في نفس التخصص، وصولا للدكتوراه المهنية من جامعة بنسلفانيا فى بريطانيا، وترجمتها واعتمدتها من جامعة عين شمس»، حسب أسماء شوقي.

لم يكن هذا النجاح الباهر آخر طموح الأم الصبورة، إذ أنها تحلم بعد إتمام تلك الشهادة الدراسية، أن تفتتح مطعما خاصا، تقدم خلاله كل المأكولات المناسبة لأصحاب الأمراض المزمنة والمناعية.