كتب: آية أشرف -
09:34 ص | السبت 05 أغسطس 2023
منذ أكثر من 15 عامًا، كان حلم نورا السيد أحمد عبد العال، من مركز أبو كبير بمحافظة الشرقية، هو الالتحاق بكلية الهندسة، مرت السنوات وظلت الفتاة تحصد الدرجات العالية دون أن تحضر مجموعة خاصة أو درسا خصوصيا، لا تعرف سوى مجهودها الذاتي وكتاب الوزارة، حتى خطت بقدميها السنة الثانية من الثانوية العامة.
الالتحاق بشعبة الرياضة كان هو حلم الفتاة، لكنه لم يتحقق بعدما أجبرتها أسرتها على الالتحاق بشعبة العلوم، لتبقى كنظيراتها من بنات قريتها: «كنت شاطرة جدًا في الرياضة، فجأة بابا قرر مدخلش علمي رياضة وأدخل علوم، أجبروني في ثانوية عامة أدخل علمي علوم علشان زمايلي كانوا علمي علوم وهما كانوا بيكرهوا الرياضيات، وفي النهاية جبت 78%».
حلم الالتحاق بكلية الهندسة، قضى عليه الأب بعدما أجبرها على دخول شعبة لا تفضلها مُطلقًا، لتجد نفسها في النهاية بكلية الآداب جامعة الزقازيق: «دخلت الكلية وأنا مش حباها وبقيت أذاكر وأروح على الامتحانات، وكنت بعيط كتير إني محققتش حلمي، لحد ما قررت أرجع له».
خطوة مثلت تحديا كبيرا، أقدمت عليها الفتاة، بعدما قررت الالتحاق بدبلوم صنايع عام 2017 بالتوازي مع الكلية، بحسب حديثها لـ«هُن»: «بقيت امتحن أولى دبلوم مع تانية كلية وتانية دبلوم مع تالتة كلية وهكذا، ولو فيه مواد في نفس اليوم، كنت بدخلها دور تاني في الدبلوم لحد 2020، كنت بذاكر سنة رابعة كلية آداب إنجليزي وفي الوقت نفسه تالتة دبلوم صنايع».
لم تكتف الفتاة بدراسة الدبلوم على أمل المعادلة مع كلية الآداب، لكنها درست أيضا منهج الثانوية العامة الشعبة الرياضية: «كمان كنت بذاكر منهج ثانوية عامة علمي رياضة كله لوحدي بدون دروس علشان ظروف أهلي المادية، ودخلت الدبلوم وجبت 88% علشان أعرف أدخل معادلة هندسة»
2020، كان العام الأخير بكلية الآداب الشعبة الإنجليزية، بالتوازي مع العام الثالث من الدبلوم، لكن جرت الأمور بعكس ما خططت لها: «مانجحتش في المعادلة، ووقتها أجلت 3 مواد من رابعة كلية اللي باقين عشان اتخرج، ودخلت أولى معهد فني صناعي، لأنها كانت آخر فرصة للهندسة».
لم تتوقف «نورا» عن حلمها وشغفها، إذ تخرجت في 2021 في كلية الآداب واجتازت معادلة الهندسة، مع اجتياز العام الأول من معهد صناعي: «سحبت ملفي من المعهد اللي بشهادة الدبلوم ودخلت هندسة بدون تنسيق في نفس سنة التخرج من الكلية».
تحدي كبير وطاقة لا تفنى، ودراسة 24 ساعة، كُللت بدخولها هندسة الزقازيق في النهاية: «والدي مكانش يعرف إني دخلت دبلوم ولا رحت معهد ولا عملت معادلة، مكانش يعرف إن بنته بتذاكر في الأوضة، ومعرفش إلا يوم النتيجة».
حلم أخير يتبقى لـ نورا من أجل استكمال دراستها لا يزال يراودها: «نفسي أخد منحة دراسية علشان أقدر أدرس كل العلوم الهندسية مش قسم واحد».