رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

«حنان» توزع مياه مثلجة مجانا على المارة بموقف السلام.. موجة خير ضد الحر (صور)

كتب: روان مسعد -

11:05 ص | الجمعة 28 يوليو 2023

حنان حمد

احتلت الشمس منتصف السماء فاشتد الحر على المارة والركاب والسائقين موقف ميكروباصات السلام، حيث يجتمع الناس من كل صوب ليسافروا إلى مختلف الوجهات، مكان عُرف بضجيجه وزحامه الشديد، وكذلك بساطة من يمر به يوميا، هنا قررت حنان حمد، أن تكون هي يد الغوث و«سُقيا الماء»، لتخفف عن الناس تلك الحرارة الشديدة.

منذ نحو 7 سنوات فتحت السيدة التي تمتلك محلا لبيع الملابس، مشروع مطبخ الخير، لتطبخ عن طريقه الوجبات ويشارك معها من استطاع، وتوزع وجبات الخير دائما بشكل دوري خاصة في شهر رمضان المبارك، ولأن الخير يورث فإن ابنها فارس الذي يدرس في الصف الثاني الثانوي يحب الخير وهو أول من يشجعها على توزيع الوجبات على الناس، فكان يخصص ساعتين من وقت مذاكرته قبل الإفطار في رمضان لتوزيع الوجبات على الناس، وهو أيضا أول من شجعها على توزيع المياه.

المياه لنجدة المارة من الحر

بمجرد أن اشتد حر شهر يوليو، قررت حنان مع ابنها أن تكون صدقاتهما بشكل مختلف، أغلقت محلها التجاري، وألغى فارس تدريبه، ونزلا سويا إلى الشارع في تمام الـ12 ظهرا بينما يشتد الحر على الجميع، اشتروا ألواح ثلج وزجاجات مياه كثيرة العدد، وبدأوا في عمل الخير.

تقول حنان في تصريحات خاصة لـ هن: «طلعنا موقف العاشر في السلام عشان هناك في ناس مسافرة فقررنا نوزع عليهم ماية ساقعة عشان الجو محتاج ماية ساقعة، مش محتاج أكل ولا عصير هو ماية وبس»، في هذا التوقيت تحديدا كانت حرارة الشمس قاسية حتى على حنان وولدها وصديقهم الذي قرر أن يوزع ويستخدم عربيته هو الآخر في الخير.

كان بديل سيارة الصديق تأجير تروكسيل لتكسير الثلج عليه، ووضع زجاجات المياه كي لا تفقد برودتها، ولكن صديقهم أحمد حلمي أراد هو الآخر أن يستفيد بالخير الذي لم يعد يتوقف بينهم، «كان عايز يستفيد من الثواب بدل ما نجيب تروسيكل ونكسر عليه، قال هنستخدم عربيتي وكان واقف بيوزع معانا امبارح»، ظل الثلاثي قرابة الساعتين في الشمس لتوزيع المياه، «طلعنا على الدائري الأول وبعدين قلنا نروح موقف المواصلات عشان الناس المسافرة وبعدين موقف الأتوبيس العام».

الابتسامات تهون شقاء المشوار

في طريق العودة اشتد الحر على فاعلي الخير، فلم يعودوا يتحملون الشمس القاسية أو حرارتها، وكل هذا التعب هان مع ردود أفعال الناس من توزيع زجاجات مياه مثلجة عليهم، تقول حنان: «كفاية الابتسامات اللي شفتها دي كانت حاجة بسطتني جدا جدا، الناس بتاخد إزازة الماية بسعادة وفرحة مش مصدقين».

الخير هنا يعم على الجميع، فهو ليس للمحتاجين فقط: «واحدة ست كبيرة قالتلي والنبي ماية ساقعة معدنية دي يا بنتي؟، ده غير باقي الناس الي بتيجي جري ملهوفة على زجاجة ساقعة ومش مصدقين أن الخير بيتعمل بالطريقة دي، أنا كان كل همي اعمل صدقات للناس في المطلق»، وهو ما جعل حنان تصل إلى بيتها والسعادة تغمر قلبها.

الكلمات الدالة