رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

«ليال» عادت للحركة والبصر بعد فقدانهما.. قصة ملهمة بعد مرض نادر

كتب: آية أشرف -

07:41 ص | الخميس 20 يوليو 2023

ليال

بين ليلة وضحاها، أصبحت الطفلة ليال رمضان على فراش المرض، فيروس نادر بالمخ، أصاب الطفلة البريئة صاحبة العامين حينها، جعلها تذهب في غيبوبة لم تفق منها إلا عقب 3 أشهر وهي فاقدة للحركة والبصر معًا، لا تعلم ماذا يدور حولها، وكيف تحولت لحظات استكشافها للحياة لعودة للظلام، بل وفقدان حركة تمامًا، لتبدأ رحلة علاح قاسية لا تزال مستمرة حتى اليوم، رغم مرور 8 سنوات على الواقعة.

فيروس نادر أصاب الطفلة وهي في عمر العامين، بحسب حديث والدتها دينا جمال، إذ عادت بالذكرى لـ 8 سنوات مضت تسرد ما حدث لطفلتها بسبب مرض نادر: «ليال لما اتولدت مكانش في مشكلة لكن بعد سنتين جالها فيروس في المخ ودخلت في غيبوبة 3 شهور بعدها فقدت الحركة والنظر، مكناش فاهمين في ايه لكن بعدها عرفنا إصابتها بالشلل الدماغي». 

أشهر من المحاولات، على أمل معرفة العلاج والبدء فيه، لتستعيد الطفلة نظرها التي تفقدته مؤقتًا تحت تأثير الغيبوبة والفيروس، وفقًا لما ذكرته والدتها لـ «هُن»: «الحمد لله بعد 6 شهور بصرها رجع، لكن طبعًا مكانش فيه حركة، وده بسبب المرض، اللي اتسبب في أوقات صعبة كتيرة جدًا عليها».

عجز تام عن الحركة، وألم مُضاعف، كاد يفطر قلب الأم على طفلتها وهي لا حول لها ولا قوة: «مكنتش بتقدر تقعد ولا تشد نفسها ولا تتقلب وكان الحل في عملية نادرة وصعبة بالنخاع الشوكي».

البدء في الخضوع للعملية أصبح هو هدف أسرة «ليال» التي ظلت سنوات من بين البحث عن أفضل طريقة علاج، وبين العلاج الطبيعي للتأهيل للعملية، فضلًا عن اجراءات السفر لتنفيذها: «عرفنا إن فيه اتنين خبراء في العالم بيعملوا عمليات الناع الشوكي دي لعلاج الشلل الدماغي، وفعلًا دورنا وسافرنا لندن للبروفيسور كريستن اكوالينا خبير جراحات المخ والاعصاب والعمود الفقري والخبير الرائد فى مجال جراحات فك الشد لأطفال الشلل الدماغي، وقعدنا هناك شهر ونص من التأهيل للعملية وده بعد 6 شهور هنا بحاول اخلص الأوراق والاجراءات».

ساعات صعبة وخوف داخل العمليات 

دقات القلب تتعالى، والخوف يسود المكان، وليال الطفلة الصغيرة تخضع لواحدة من أدق العمليات وأصعبها في سن مبكرة: «قبل العملية عشنا في علاج طبيعي مكثف عشان تتحرك بمشاية أمامية، لحد ما دخلت العمليات وتقدر تعمل عملية الـ SDR، كان قرار كبير لأنها في النخاع الشوكي، ولكن مرت بحمد الله».

لم تكن النتيجة واضحة في البداية، فظلت الطفلة في ألم لمدة 15 يوما، قبل أن تتحسن حالتها: «ليالي لما عملت العملية كانت 6 سنين، وكانت تقدر تعبر عن حالتها، ووقتها مكانتش أحسن حاجة أول أسبوعين بعد العملية، لحد ما بدأنا نلاحظ التطور والنتيجة».

معجزة في حالة ليال

تجد الأم عقب 3 سنوات من خضوع ابنتها للعملية، والالتزام بالعلاج الطبيعي، إن ماحدث لها معجزة: «بقت تمشي بعكاز، أو تسند نفسها لوحدها، بتمشي فوق الـ160 خطوة، وبتتقلب وهي نايمة براحتها وده كله مكانش موجود قبل كدة».

امتنان للطبيب بعد 3 سنوات 

رسالة شكر وامتنان وجهتها «ليال» بعد زيارتها للطبيب المعالج في أول زيارة لها لمصر منذ أيام، عقب مرور 3 أعوام من العملية، في لقاء مليء بالانبهار، بحسب ما ذكرت عاملة بأحد المستشفيات الكبرى، بعد استقبال البروفيسور المعالج للمرة الأولى: «لما عرفنا إن في طفلة مصرية اتعالجت معاه في لندن، وكانت أول طفلة مصرية تسافر تتعالج معاه من الشلل الدماغي، استدعيناها ولما جت تشكر البروفيسور وتوريه تطور حالتها الصحية انبهر جدًا وبقت نموذج لغيرها، لانها حالة نادرة وهي الحالة 200 في العالم».

بقت موديل لبراندات عالمية 

لم تقف قصة ليال الملهمة عن العلاج، وتطور حالتها الصحية، بل أصبحت «موديل» للكثير من العلامات التجارية العالمية، الموجهة للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة في مصر وانجلترا، بحسب والدتها.