رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

رسائل إلى آبائنا في عيد الأب من أحلام مستغانمي: «فراقك يكسر الظهر»

كتب: أمنية شريف -

03:35 ص | الخميس 22 يونيو 2023

أحلام مستغانمي ووالدها

تولد الابنة وأبوها صاحب المشهد الأول والعشق في حياتها، وفي معية الصبا تدرك أنه الحبيب الأول والسند، لا سابقه آخر ولا يليه شيء، وفي دورة الحياة قد تشاء الأقدار وتفقده، ويظل قلبها في حبه يتزايد، هكذا كان حال الكاتبة والروائية أحلام مستغانمي ومتابعيها، الذين قدموا رسائل في حب وفقد الأب، مع الاحتفال بعيد الأب لينعوا فيها فقيد القلب بمشاعر ممزوجة بالحب والدموع والألم، وتشارك من اعتصر قلبهم ألمًا.

رسالة أحلام مستغانمي إلى والدها 

عبرت بكل حب وألم على الحياة دونه في عيد الأب: «الآن وقد فهمتُ أكثر ممَّا تمنّيت يومًا أن أفهم أسألُك، لماذا فعلت بي كلَّ هذا؟ أكان العالم على أيامك مختلفًا، فتركت لي القِيَم إرثًا، معتقِدًا أنَّ الحياة لا تستقيم من دونها؟، ها هي الحياة، على اعوجاجها وقلَّة مروءتها، تبدو اليوم مستقيمةً. تأقلم النَّاس مع كلِّ ما هو فاقدٌ للحياء، الجميع يفعل ويقول ما يشاء، وعليك أن تقول رأيك في ما تعتقد أو ترى همسًا، ذلك لأنَّ الصوت الخافت للحقِّ أصبح أعلى درجات البطولة، كم كان يوفتوشينكو على حقٍّ حين قال: «سيذكر أحفادنا بشعور من الخجل المرّ، ذلك الزمن العجيب الذي كان الشرف البسيط فيه يسمّى شجاعة»، حاولت لأجلك أن أرفع النبرة، ولكنَّ شجاعتي خفتت مع الوقت، لفرط ما اشتعلتُ بحماقة شمعة احترقتْ وهي تضيء كتابًا يُمسكه أعمى، يوجعني يا أبي أنَّك لن ترى ما ذاب مني، وسال على ورق».

الحبيب الأول

الاحتفال بعيد الأب قد يضرب بعرض الحائط من قلبه يعتصر ألمًا على فراق أبيه، هكذا كان الحال بلسان متابعيها: «رأيتُ رجلاً يشبهُ أبي فظننتهُ هو، ثم تذكرت أنه مات ولن يعود أبدًا، ماذا بعد رحيلك يا أبي، البعد عنك يا أبي لا يطاق، لا شيء في هذه الحياة أشدُّ مرارةً وانكسارًا وألمًا من فقدان الأب، أن تفقد أباك يعني أن تفقد الإنسان الوحيد الذي يعرفك أكثر من نفسك، إن كلُ فراقٍ يهونُ ويُحتمل إلا فراقُ الأب، فإنه يكسرُ الظهر وألمٌ لا يطاقُ مهما تظاهرنا بغير ذلك».

ألم الفراق

وتنعي قلبها برحيله ومكانته الذي تركها فتتزايد ألمًا، «رحل والدي وتمر السنوات، رحل أبي وخلق بداخلي فراغاً وحزناً لا يسد فقدانُ الأب هو الشعور أن تفقد الحياة وأنت على قيد الحياة، فقدان الأب هو الدرس الوحيد لتعليم الإنسان كيف ينظر للأشياء بحجمها الضئيل، فليس بعد فقدانهِ ما يستحق الوقوف عنده كالمسافر بلا وطن، أن تفقد أباك ليس معناه اليتم فقط، بل يعرف من يتعامل معك أنك وحيد أمامه، وربما أمام طموحك الشخص الفاقد لأبيه يتألم كثيرًا، فحبوا أباكم في صمت إننا نتألم».

هل الفراق منتقم؟

«أبي البعد عنك كسر قوتي فقد جعلتني أخضع للبكاء كثيرا بعد وفاتك، قد جرحتني جرحًا لا دواء له فقد يهزني أي شيء وأي أحد يفارق والده أبكي حزنًا عليه، لأني أدركت ما هو الفراق فقد أتعبني الشوق وذبحني الفراق فقد فقدت وفارقت ولكن، ليس كفراقك فهو فراقٌ يعجزُ الفصحاءُ، والشعراءُ، والكتّابُ أن يعبّروا عنه، كل شيءٍ يتعوض إلا فراقك فهو لا يتعوض وهو فراقٌ لا ينتهي فسيظل يقهرني هذا الفراق طول حياتي فكأنه ينتقم مني دون أن أفعل شيئًا، فأنا ضحيةٌ للفراقِ الذي لا علاج له فهو كسرني وأتعبني وعذبني».

واستكملت الرسالة ألمًا: «اشتقت لرجلٍ رحل أهداني اسمه أمسك بيدي خوفًا علي، وأحسن تربيتي، وغرس حب الخير في قلبي، فقدان الأب هو إحساسٌ لا يعرفه إلا من ذاقَ طعمه، فلو كنت أملك أن أهديك قلبي لنزعته من صدري وقدمته إليك يوم وفاتك ولو كنت أملك أن أهديك عمري لسجلت أيامي باسمك ولكن لا أملك الا أن أقول إنا لله وانا اليه لراجعون، اليوم في عيد الاب أتذكر يوم وفاتك، رحلت يا أبي ورحل معك زمنٌ جميلٌ لن يعود، اللهم إنني لا أعترض على حكمك، ولكن الشوق غلبني، ولا طاقة لي بتحمله، اللهم أرزقه الجنة وصبرنا على فراقك».

حبًا ووفاءً

وأضافت أخرى: «في عيد الأب، كتبت ما جادَ به خاطري حبًا ووفاء لمن علمني أصول التربية والصدق وحب الخير، رحمة الله عليك يا أبي، على رفّ الحياة يا أبي تركت أيامًا محملة بالصور بالأصوات بالأشخاص كأشياء مبعثرة تعبّر عن تفاصيل لا أرغب في نسيانها على مرّ الزمن كنت أذهب إليك دائمًا حين تُكسر خواطري، لكنك لم تخبرني أين أذهب حين أحزن من أبتي حبك تصوّف يشهده الله عبادة تقوى وهداية رغم رحيلك الأبدي».

وتتزايد فخرًا بوسام الحب المنقوش، في عيد الأب: «في سري وفي علني أقولها وتُرافقها غصة وحنين في قلبي ولا شيء ينسيني لوعة الفقد ليس تنويهًا، بل وفاء لمن كان قدوتي في الحياة الدنيا وها أنا اليوم باقية على العهد»، «لم يبق غيرك يا أبي ليضمني ما كنتُ لولا الوحي ذاتَ غيابِ، ذاك اليتيم يقصُّ ما ألهمتَهُ منذُ الرحيلِ ببوحهِ الخلابِ، لم يبق غيرك كم تغيبُ ملامحٌ ويظلُّ وجهكَ في الهوى عرّابي أنتَ الذي للشمسِ قد وجَّهتني فشددتُ من أحلى الحروفِ رِكَابي».

الكلمات الدالة