كتب: سمر صالح -
11:01 ص | الأربعاء 14 يونيو 2023
الارتفاع الشديد في درجات الحرارة والعاصفة الترابية التي تشهدها البلاد الأيام الحالية، لم تمنع «مروة الدالي» من التواجد مبكرا أمام لجان امتحانات الثانوية العامة في منطقتها «البدرشين»، لتوزيع زجاجات مياه باردة على الأمهات، وتخفيف حدة التوتر وسط ارتفاع حرارة الجو عليهن، شعورا منها بالتجربة الصعبة، حسب قولها.
على الرصيف الآخر المواجه لباب المدرسة، مشاهد من القلق والتوتر ظهرت على وجوه أمهات طلاب الثانوية العامة في الدقائق القليلة التي تسبق موعد الامتحان، اتخذن من الرصيف ملاذا للاطمئنان على أولادهن، جلسن يلقين عليهم نظرات من بعيد، بينهم بابا كبيرا أحكم قبضته حارس المدرسة إيذانا بالصعود إلى الفصول ودخول اللجان، هنا ظهرت مروة بابتسامة خفيفة على وجهها ومعها زجاجات الماء البارد التي زينتها بشرائط ملونة فتبدلت تعبيرات وجه الأمهات بتلك اللفتة الإنسانية.
«أنا أكتر شخص مبحبش التوتر والقلق وحبيت أشارك الأمهات مشاعرهم في امتحانات أولادهم في الثانوية العامة عشان حاسه بيهم»، تقول في بداية حديثها لـ«الوطن» عن مبادرتها التي يساعدها في تنفيذها ابنتها وعدد من الفتيات المتطوعات معها في الجمعية الخيرية الخاصة بها.
حكايات جانبية دارت بين الأمهات أمام أبواب اللجان في منطقة البدرشين، حيث تعيش صاحبة المبادرة، لكل منهن رواية خاصة وطريقة استعدت بها لماراثون الثانوية، رفضن الانصراف رغم مناشدات رجال الأمن المكلفين بتأمين لجان الثانوية العامة، «كل أم كان باين عليها التوتر ورغم إني معرفش أي واحدة منهم كنت بحاول أطمنهم وابتسم في وشهم»، بحسب تعبير مروة.
«الابتسامة اللي شوفتها على وشوش الأمهات والدعوات الحلوة ليا شجعتني أكرر التجربة دي كل امتحان»، هكذا قررت مروة صاحبة المبادرة، تكرار هذه التجربة مرة أخرى، بعد النتائج الإيجابية التي لاحظتها على الأمهات، ورغبة منها في تحفيف مشاعر القلق والتوتر وأيضا حرارة الجو المرتفعة.