حلم ربما ظلت تسعى لتحقيقه وتتمنى الوصول لمرادها، لم تمنعها أنوثتها ورقتها من الدخول في مجال صعب كان حكرًا على الرجال، حتى قررت ارتداء ملابس الحدادة المليئة بالشحوم، والتي ربما لا تتناسب مع الأيدي الناعمة، لكنها صممت على تشرب الصنعة والمهنة على أصولها، في الوقت ذاته التي تواصل خلاله تطوير ذاتها علميًا في المهنة التي قررت خوضها، هي الشابة التونسية إكرام الدباش، أول حدادة في تونس.

تفاصيل تغيير حياة إكرام الدباش أول حدادة تونسية

عام مضى على انتشار قصة وحكاية الشابة التونسية إكرام الدباش، أول حدادة تونسية، والتي تواصلت معها «الوطن»، آنذاك وتحدثت عن تفاصيل خوضها مهنة الحدادة ومنافسة الرجال، ثم عادت من جديد في تقديم الإنجازات وإثبات ذاتها والتطوير في مهنتها، والتي روت كواليسها قائلةً: «أعيش في ولاية سليانة وعمري أصبح 22 عاما، استطعت التفوق على ذاتي وعلى المحيطين بي من خلال الدراسة في معهد خاص بالحدادة وحصلت على شهادة معتمدة في فنون المهنة، في لحام بالقوس الكهربائي باستخدام المعدن المغلف».

تطوير الذات في مهنة الحدادة

الشابة التونسية تحدث عن تطوير ذاتها الدائم رغم العمل الشاق التي تقوم به داخل ورضة الحدادة الخاصة بها، قائلةً: «بعد تعب وتحدي الكل والظروف، وصلت وحققت أهم خطوة في حياتي، شفت الفرحة في عينين الناس اللي يحبوني واللي شجعوني واللي كانولي السند في كامل مسيرتي سواء العملية والدراسية».

رغم الصعوبات التي واجهت إكرام الدباش، إلا أنها قررت التغلب عليها وإثبات ذاتها للجميع، مضيفةً: «بدأت الكثير من الفتيات والسيدات في العمل في مهن مختلفة لمساعدة ذاتهن والتطوير وإثبات قدرتهن على تحدي الصعاب، كما نلت شهرة كبيرة داخل الوطن العربي ليس مقتصرًا على تونس فقط».

كرم بعد سخرية ورفض

من بين 5 أشقاء ذكور قررت الشابة العشرينية إكرام الدباش، امتهان مهنة والدها لمساعدته داخل ورشته حتى أصبحت اليد اليمنى له ورفيقة دربه حتى فتحت ورشتها الخاصة بها: «شربت المهنة على إيده وأعيش في منطقة ريفية، وعانيت من الرفض والسخرية من المحيطين بي بسبب عملي في ورشة الحدادة من وأنا عمري 16 عام».