كتب: غادة شعبان -
02:28 ص | الأربعاء 26 أبريل 2023
قبل 4 أعوام انتقل زوجها للرفيق الأعلى، وترك لها طفلين، لتجد نفسها أمام اختبار وحِمل كبير ربما لا تقوى على مواجهته، بين أسرة زوج تتدخل في خصوصياتها وتتحكم في حياتها، وبين أبواب المجلس الحسبي كونها لديها قُصر في عمر الزهور، لتعيش السيدة الأربعينية «مريم.م»، من محافظة القاهرة مرارة الفقد والشقاء، والنزاع على حق أطفالها بعدما سلبها الجد والأشقاء بالقوة.
«إحنا متجوزين في بيت عيلة وأهل زوجي لما هو أتفى جريوا على الورث»، عبارة بدأت من خلالها السيدة الأربعينية، الحديث لـ«الوطن»، عن المعاناة التي عاشت بها بعد وفاة زوجها، والصراعات التي وجدتها من أسرته، مضيفةً: «أول حاجة جري عليها الجد من تاني يوم الدفنة يخلص الورق ويطلع إعلان الوراثة وإثبات أنه الوصي على الأولاد وممتلكاتهم، بالرغم إن مكنش عندنا ممتلكات كتير بس كنا عايشين مرتاحين ماديا وجوزي كان شغال أعمال حرة بيورد شغل لمحلات الكهرباء».
واصلت الزوجة والأم المكلومة على حالها، الحديث عن العقوبات التي واجهتها مع أهل زوجها المتوفى، مضيفةً: «بعد موت جوزي كل همي محدش يمشينا أو يتعرض لنا من بعده ومكنتش مركزة من حزني على جوزي بس اتفاجئت أن الجد والعم رقم 2 خلصوا كل حاجة وبيتعامل في المجلس الحسبي وبيقولوا لي من هنا ورايح لا دخول ولا خروج ليكي انتي وعيالك إلا بإذن الحاج، وهاتي مفتاح العربية عشان نخلص مشاوير الورق المطلوب، خدوها ومفيش قرش كان في بيتنا أصرف على أكل العيال حتى وأنزل اضايف اللي بيعزوا و نأكل تحت من باقي الناس».
بعد انتهاء تلقي مراسم العزاء، بدأت المعاناة الكبرى التي عاشتها الزوجة، التي أصبح أطفالها تحت الوصاية قانونيًا للجد، متابعةً: «بعد الناس ما مشيت قالوا لي أمشي شوفيلك مكان تاني ولو عايزة تسيبي العيال سيبيهم لنان المهم تمشي انتي مش عايزينك، ولما عرفوا من الموظفة هناك اني روحت مرة المجلس الحسبي، أسأل الجد الوصي سجل ايه من حاجة ولادي، اللي بالمناسبة بيعاملوا الأم معاملة مش كويسة زي ما حصل مع منى زكي في مسلسل تحت الوصاية، كإنه الواقع اللي عايشاه بالظبط».
حاولت الأم الأرملة الاستنجاد بأسرتها حتى تستطع الخروج بسلام من بيت زوجها بعد وفاته، متابعةً: « اتصلت بوالدتي خرجتني بالعافية بالولاد، وهما خدوا كل حاجة الشقة ودهبي و عربية جوزي وفلوسه في السوق، معرفش إيه اللي اتسجل في المجلس الحسبي لأنهم هناك مبيتعاونوش مع الأم».
«انتي مش ذو صفة»، عبارة مؤلمة ربما وقعت على قلب الأم التي ولدت وربت وسهرت على أطفالها، لكن بمجرد وفاة الأب تُجرد من حقوقها كأم، مضيفةً: « الموظفة قالت لي حضرتك مش ذو صفة بالنسبة لنا احنا مش الحضانة بتاعتهم احنا المجلس الحسبي، وأي تفاصيل عايزة تعرفيها تسألي الجد المسؤول عنهم».
