كتب: أمنية شريف -
12:27 ص | الإثنين 20 مارس 2023
في كلمات تصف علاقة الحب الوطيدة بين الأم والابن، جاءت كلمات الشاعر عمرو حسن التي نظمها في قصيدة شعرية لوالدته، عقب بعض الخلافات في أمور بسيطة بينهما، فدائما الخلافات في الحب واردة، لكن تظل غلاوة الأم تعلو فوق كل شيء، ونظم الكلمات ليراضيها، وقرر مشاركة الجميع حب الأم لمعرفة فضلها وحتى ترضى عنه.
ظهر عمرو حسن من خلال مقطع فيديو على موقع التواصل الاجتماعي، «فيس بوك» معبرًا عن تقديمه قصيدة إلى أمه؛ لأنه خجول أن يحاكيها مباشرةً، قائلا: «بتصل بيكِ مش بتردي كلمتك 9 مرات، عشان أقولك أنك أغلى وأجمل إنسان عندي في الدنيا ومهما حصل بينا خلاف، ده بيحصل عادي وبيتكرر، وبكلمك عشان متزعليش مني وتعديها لي وعشان أنا مش عاوز الزعل يطول بينا وعايز أراضيكِ، وفي كلمتين متحاشين عاوز أقولهم في التليفون بس أنت مردتيش فهسجلهم لك في قصيدة ويارب تسمعيها وتحبيها رمضان داخل علينا فمينعفش، تبقي زعلانة مني وزعلان منك لأن معنديش أهم منك في الدنيا».
كان نفسي أكتب ليكِ قصيدة، ومتكونش كلام يشبه غيره، ولا تبقى كلام جاهز متعاد، متكونش عن الصحيان بدري، ولا عن واحدة بتربي ولاد، ولا عن أحزان ولا شيله هم، وتكون عنك بالذات أنتِ، مش صالحة لأي كلام عن أم هكتب لك، مثلًا عن وقت ما كان بينا خلاف، عن حزني عشان مرة سألتك وردك كان عادي وجاف، كنت ساعتها بحسك قاسية كنت ساعتها بحسك ناسية، كنت بشوف الشيء من برة، وأتغاضى عن المفروض يتشاف، إحساس إني مخدتش منك كل إللي طالبته إن يكون بيعرفني إزاي أني اناني وأستاهل كل إللي حصلي، تلاتين سنة وأنا عايش غفلان على البركة إللي بتمشي في ضلي، وأهو عيشت العمر وقضيته، وحضرت ما فيه ملقتش في يوم حد عملي إللي عملتيه حسيت بالخوف إللي أنتِ زمان عشتيه وخوفتيه.
إزاي تقسي على ابنك عشان عاوزة تنجيه مفهمتش سير موسى مع الخضر فضايقني الحيط إللي هدمتيه، صوتي الطالع ضل علامك وسلامي ده في الأصل سلامك، طالع منك نسخة كربون في ردود أفعالك وكلامك، أوقات ريحتك كانت سندي لما العالم خدني في وشه، ودعاكي سلاحي بدون ما أعرف قدام الناس لما يغشوا، ولولا وجودك لولا صلاتك في الليل لله، كان ممكن ربنا يجعلني تملي في معاناة، إذا كان ربنا كمل سترة وبسط لي السير على أشواكي فالفضل يرجع لارادته، بعد ما وصله في ليلة دعاكي.
خاني التوفيق وحسبت ما بيني وبينه عمار فكرت أني لوحدي بروح له، ولقيت إني بروح له معاكي لسعة إيديك مرة من الزيت، حسك في البيت وشقاكي عشان تلضمي إبرة، كونك هادية كونك راضية كونك بادية كونك صابرة معرفتك بدواخل الأشخاص بالعين والإحساس والخبرة كرمك، وأنتِ بتحرمي نفسك لما الأيام بتكون ناشفة والجهد عشان تبقي في لحظة مدرسة وجنينة ومستشفى، طبطبة الإيد بالشوق على الضمة حسابات الشهر، دفا حضنك أوقات الضمة جزمتك إللي أتنحلت في السعي لحمي كتافي منها ياما.
إزاي أزعل منك يا جميل وإزاي أبعد عنك أو شيل وإزاي ألقى أم بديلة، هو أنتِ اختارتي يكون لي بديل أنا باخد على خاطري شوية مش لأجل أنا جامد ولا شاطر أنا باخد على خاطري، لأنك طول عمرك جابرة لي خواطر إنما أزعل وأعتب على مين الباقي مجرد بني آدميين، ومعزتهم لو مجتمعين متجيش ربع معزتي ليكِ، وأنا شحط لأهو وليا مقامي متعكز على دمي الحامي وإيدي الطايلة، إنما عيل ساعة ما بخاف إن أنتِ تكوني في يوم شايلة اطلع ما اطلع واوصل لو فين هفضل مش قادر أسد الدين، ووجودك بس بدون أفعال دعم وتعويض.
أنتِ مكنتيش بس الوالدة كنتِ الوالدين يا حبيبة قلبي يا نور عيني وتاج راسي يا إللي إن قضيت عمري أعمل ناس تفضلي ناسي، تفضلي أهلي وستري وضلي، والشيء الحلو إللي فاضلي الست إللي بتبقى تملي أحبابي وضهري وحراسي جيت اكتب ليكِ قصيدة اليوم وفاكرني بقيت شاعر قوال الشعر طلع خجلان منك دور ملقاش في كلام يتقال أنا هكتب جملة اكتفي بيها، وأشوف أنها شاملة ولامة الحاجة إللي أتشرف بيها إن أنا ابنك فعلًا ياما.
وعقب الشاعر عمرو حسن: «في العادي مبكتبش شيء مباشر وشخصي أو أعلن عن ده، لأن دايمًا الأمور الشخصية بعتبرها خاصه جدًا، بس المرة دي أول مره أكتب قصيدة ليها في عيد الأم، وأبعت لها رسالة مباشرة، ربنا يخليها ليا ويحافظ عليها ويبارك في صحتها، وتفضل ست الكل ماليه الدنيا علينا».
