كتب: آية أشرف -
08:03 م | الخميس 16 مارس 2023
داخل مساكن مدينة بورفؤاد، بمحافظة بورسعيد، سطرت حكاية «عيوشة حسن سليمان العسيلي»، 76 عامًا، الأم المثالية الأولى على الجمهورية من ذوي الهمم، جسدت معاني الصبر والتحمل والمسؤولية، في تربية بناتها بعد انفصالها عن زوجها منذ 30 عامًا لتعيش معهن كـ«أب وأم»، قبل أن تفقد بصرها في النهاية بسبب العمل، لتسلم رايتها لابنتيها.
لم تتوقع عيوشة، أنها ستتحول من زوجة ترعى طفلتيها لأب وأم بعدما انفصل عنها زوجها، لتجد مصيرها داخل أحد المصانع لتعبئة الشاي والسكر، بحسب حديث ابنتها «منى» لـ «هُن»: «ماما لما انفصلت بقت تقوم بالدورين، وقتها قررت تشتغل في مصنع تعبئة الشاي والسكر، سنين شغالة وتعبانة فيه عشان توفر لينا المعيشة الكويسة».
دوام صباحي ومسائي، باتت الأم المثالية ببورسعيد تعمل فيه بمصنع تعبئة الشاي والسكر، حتى اشتد عليها مرض السكر، لتكرر طلب معاش مبكر والاتجاه للمشغولات اليدوية: «تعبت جدًا وطلبت تطلع معاش مبكر، بس مبطلتش شغل وقررت تشتغل في المشغولات اليدوية، لكن القدر والتعب أفقدها بصرها في النهاية».
فقدان البصر لم يكن نهاية المطاف، لتقرر السيدة السبعينية استكمال مهامها كـ أم وربة منزل، حتى تكمل رسالتها: «الحمد لله ماما علمتنا وكبرتنا، أنا الكبيرة مهندسة، وأختي الأصغر مدرسة لغة عربية واحنا اللي بقينا مسؤولين عن المصاريف وبنساعدها يمكن نرد أي حاجة من اللي عملتها»
فرحة تغمر منزل السيدة عيوشة، بعد إدراج اسمها وسط المكرمين، وفقًا لوصف ابنتها: «قدمنا ليها لأن نفسها تتكرم ونفسنا الناس تعرف حكايتها ولما فعلا اختاروها فرحانين ومش مصدقين»