رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

الرائدة الريفية الأولى على الجمهورية: فقدت 3 أبناء بعد معاناة سنوات مع الضمور

كتب: روان مسعد -

04:38 م | الخميس 16 مارس 2023

زكية صابر الأم المثالية الأولى من الرئدات الريفيات

بعد 59 عاما من المعاناة، و17 عاما من الطلاق، تكللت حياة زكية محمد صابر أحمد من مركز فارسكور بدمياط، أخيرا بتكريم كرائدة ريفية أولى على مستوى الجمهورية، ضمن احتفاليات الأم المثالية، كواحدة من أفضل الأمهات المصريات اللاتي استطعن تحمل الصعاب، حتى وصلن بأبنائهن إلى بر الأمان، إذ تولت «الجدة زكية» رعاية حفيدها المصاب بمرض ضمور العضلات.

ما قصة الأم زكية؟

أعربت زكية، عبر «هن»، عن فرحتها الشديدة باختيارها الأم المثالية الأولى من الرئدات الريفيات على مستوى الجمهورية، فقد نشأت ضمن أسرة كبيرة العدد ترتيبها كان التاسع بين أخواتها الـ12، تركت الأسرة سريعا لتتزوج في عمر 18 عاما، بعد شقاء مع والدها في زراعة الأرض.

بعد زواجها رزقت بـ3 أبناء ذكور وابنة، ورغم أن الابنة جاءت معافاة، إلا أن الذكور الثلاثة أصيبوا بمرض ضمور العضلات، وقد اكتشفت زكية هذا الأمر بعدما سافرت مع زوجها للعمل في الخارج، وتحسين دخل الأسرة وأنجبت ابنها الأول، ثم عادت وافتتح زوجها ورشة لصيانة السيارات، وبعدها رزقها الله بباقي الأبناء.

لاحظت الأم سمات المرض على الابن الأول، وبعد عرضه على الأطباء، اكتشفت إصابته بضمور العضلات، ثم فوجئت من أطباء علم الوراثة، أن كل الأبناء الذكور مصابين بنفس المرض، والابنة حامل للعامل الوراثي، ورحلة شقائها بدأت بمحاولة دمج الأبناء في حضانات المعافين، وبدأت عملها كرائدة، ريفية إلا أن الأبناء تعرضوا للتنمر والسخرية، بسبب ضآلة حجمهم، وساءت الحالة النفسية لهم، لكنها ظلت تحاول نشر الوعي بدمج ذوي الإعاقة.

كانت الحياة صعبة، لكن إهمال الزوج وتركه لأسرته وزواجه من أخرى، جعل الحياة أكثر صعوبة، فقد طلقت «زكية» بعد زواج دام 24 عاما، وتركها بمفردها تعافر منذ 17 عاما، مع أولادها المصابين جميها بضمور العضلات، وعاشت تجربة الموت الأليمة 3 مرات مع أبنائها الذكور الثلاثة، فقد توفي الابن الأكبر وهو في عمر 17 عاما، وتوفي الابن الثاني في عمر 22 عاما، وأصيب الابن الثالث بمرض السرطان، وتدهورت حالته وتوفي في عمر 23 عاما.

كيف تراعي الحاجة زكية حفيدها؟

بعيدا عن ألم فقدان أبنائها الذكور الثلاثة، تمكنت الحاجة زكية، من تجهيز ابنتها وزوجتها، لكن لأنها تحمل العامل الوراثي للإصابة بضمور العضلات، فأنجبت طفلا مصابا بنفس مرض أبناء الجدة، وعاشت نفس المصير من جديد، حيث طلق الزوج ابنتها، وتركها بعدما أنجبت طفل مريض، وبدأت «زكية» من البداية مع الحفيد المريض، لتراعيه هو وأمه، ويعيشون حاليا معها.

تواظب الجدة على رعاية حفيدها رغم حالتها الصحية الخطيرة، إذ أجرت عملية قلب مفتوح، وأصيبت بتآكل في المفاصل، وتقوم برعاية ابنتها وحفيدها المريض رغم مرضها.