«ولا تنسوا الفضل بينكم»، تجلّي النص القرآني أبكى الرجل الأربعيني محمد نشأت، بعد أن عاش تفسيره وقت المحنة الأشد التي طالته بعجز في ذراعه الأيمن، الذي يعتمد عليه كليًا، في حادث مؤسفة، ولم ينقذه من يأسه سوى طليقته وأسرتها، الذين ظلوا بجواره ينفقون من صحتهم وجهدهم، من أجل أن ينقذوا حياته، بعدما تخلى عنه الجميع.

قصة إصابة محمد الخطيرة

لم يصدق الرجل الأربعيني، حاله وهو يرى طليقته وأهلها أمامه يتبرعون بدمائهم لإنقاذ حياته، التي ظن في لحظة أنها انتهت إثر إصابته أثناء عمله على ماكينة «العجن» داخل مخبز في محافظة الإسكندرية، حيث ترك محل إقامته في قرية الشبانات بمحافظة الشرقية، حتى يعمل هناك، فأثناء إنهماكه في عمله على تشغيل الماكينة، في أحد أيام شهر يونيو الماضي، تفاجأ بالتفاف السير حول يده، ونتج عن الحادث تركيبه لشريحتين و20 مسمارا طبيا، لكنه ترك عجزا في ذراعه وكتفه الأيمن، أفقده القدرة على تحريكه.

تخلى عنه الجميع إلا طليقته وأهلها

صاحب المخبز كان أول من تخلى عن الرجل الأربعيني، مكتفيًا بتوصيله إلى أحد المستشفيات في محافظة الإسكندرية، ثم تركه وغادر، ومن بعده لم يجد أحد من أهله، إذ أن أبويه منفصلين من الأساس، لكنه تفاجأ بطليقته وأسرتها بمجرد علمهم بما حدث له: «محدش وقف جنبي غير طليقتي َوأخواتها، وتبرعوا لي بالدم، وربنا يباركلهم، عملت عملية في ذراعي، زأهل طليقتي اتبرعولي بـ5 أكياس دم».

بعد الحادث عاد «محمد» إلى الزقازيق، ولم يساعده أحد من أهله، حتى وفر له أحد الأهالي بالقرية غرفة للإقامة بها