رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

من «إيزيس وأوزوريس» إلى «الجميلة والقزم».. في مصر القديمة «الحب وحده يكفي»

كتب: غادة شعبان -

09:54 م | الأربعاء 15 فبراير 2023

إيزيس وأوزوريس

إيزيس وأوزوريس.. الملكة نفرتاري ورمسيس الثاني.. القزم سنب وزوجته سنت يوتس.. أختاتون ونفرتيتي.. توت عنخ أمون وزوجته عنخ أسن أمون.. رع حتب ونفرت وأمنحوتب وتي»، علاقات رومانسية وقصص حُب عرفها الفراعنة قبل 7 آلاف عام، ربما خُلدت من خلال الزخارف التي وجدت على جدران المعابد والمقابر والمنحوتات والنقوش، التي أظهرت ولع الأحبة والتي سجلها التاريخ الفرعوني ومحاولات كل طرف في إظهار حبه وتعلقه بالآخر، والتي ربما نعرف كواليس البعض منها والتي تعتبر مثالا حيا لمسميات العلاقات في العصر الحديث، ولعل من أشهرهم قصة «إيزيس وأوزوريس»، التي بكى لكواليسها الملايين لتضرب مثالا للحب والتضحية، والزوجة الجميلة «سنت يوتس» والقزم قصير القامة «سنب».

استفاض الدكتور عماد مهدي، الخبير الأثري وعضو اتحاد الأثريين، في الحديث عن أشهر قصص الحب التي عرفها التاريخ لأجدادنا الفراعنة، وبدأ الحديث عن قصة الوفاء والأمل بين القزم قصير القامة «سنب» وزوجته «سنت يوتس» الذي عاش في الأسرة الخامسة، وكان يعمل موظفا كبيرا، وتمتع بألقاب اجتماعية ودينية وشرفية، حيث جسدت تلك القصة صورة مثالية للعشاق وتمثل أسمى معاني الحب والعلاقة الطيبة بين الزوجين في مصر القديمة، خاصة أن الزوجة الجميلة كانت امرأة ناضجة جميلة، بينما كان هو قصير القامة.

ربما لم نجد سطورا في برديات أو نقوش على الجدران، سطرت قصة حب الثنائي لكن اكتفى بعمل تمثال يجمع بينهما يتحدث عن أفضل من أقلام الأدباء في وصف تلك المشاعر الفياضة التي جمعت بينهم قلبهم، والذي تجلى فيه روح المحبة والعطف التي تسود الأسرة المصرية، فكانت الزوجة تجلس بجواره تلف ذراعها حوله في رقة ولطف ومودة ومحبة، تعبيرا عن حبها وإخلاصها له، رغم العجز الذي كان يعاني منه والعيب الخلقي، وكان عُلج عجز الزوج من خلال استغلال المساحة أسفل ساقه القصيرة لعدم إبراز معاناته ووضع صور لأبنائهما في تناغم فني رائع لوصف صورة الأسرة المصرية.

الجميلة «نفرت» وزوجها «رع حتب»، كان الثنائي من أعظم التماثيل التي عُثر عليها في الأسرة الرابعة، كما ضربا نموذجا رائعا لزينة المرأة، إذ كان تمثالها ملفت للانتباه من شدة البراعة والجمال، بشرتها كانت تميل للون الأصفر، حيث ظهرت جالسة مرتدية رداء أبيض حابك طويل، مع صدرية واسعة وباروكة للشعر مثبتة فوق رأسها بأكليل مزين بوحدات نباتية ذات زخارف، بينما يرتدي هو حول رقبته قلادة تعويذة تأخذ شكل القلب لكي تحمي قلبه.

حكايات «إيزيس و أوزوريس»، ربما تعتبر مرجعا للعشاق في العصر الحديث، لا تخلو قصة حُب ولهيب شوقها من ذلك الثنائي، رغم كونها من أكثر القصص المأساوية التي عرفها التاريخ، التي جمعت المحبوبة أشلاءه التي قطعت إلى 42 جزءا، بعد وفاته وبكت عليه لتكن دموعها نهر النيل، بعد قتله على يد أخيه لتولي عرش مصر من بعده، لتضرب الأرض سعيا وبحثا للوصول إلى جثته حتى نجحت محاولاتها وعُثر عليه في «جبيل».