رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

«هشام» و«صابرين» قصة حب تحدت الظروف.. ساندها في مرضها وفرقهما الموت

كتب: أمنية شريف -

01:09 م | الثلاثاء 14 فبراير 2023

«هشام وصابرين» ثنائي الحب

داخل حديقة الأورمان في منطقة الجيزة، كان اللقاء الأول الذي سطر قصة حب بطلاها «هشام» و«صابرين»، لا تختلف كثيرًا عن قصص الحب التي عرفناها على مر الزمان، عنوانها الوفاء والأمل، توجت بالزواج الذي استمر أكثر من 37 عامًا، والتفاني كان أكثر ما سيطر على قلب الثنائي، حتى اللحظات الأخيرة للزوج على قيد الحياة، لتظل الزوجة تحيي ذكراه كل شهر بالصدقات والدعوات لفقيد قلبها وعمرها.

قصة حب جمعت الثنائي 

ربما تجاوزت هذه القصة كل قصص الحب، إذ أنها مليئة بالتقاني والإخلاص بين زوجين ظلا معًا لمدة 37 عامًا، بدأت عندما قابل هشام الفتاة الصغيرة ذات الضفائر المجدولة، في تاريخ الخامس عشر من شهر أبريل عام 1984، داخل حديقة الأورمان، وفق حديث «صابرين» لـ«هن»: «أول ما شوفته في الجنينة طلبت منه مياه واستأذنت اشرب، فرحب وأعطى لي كولمان المياه كله».

صدفة وقدر 

ولأن الحب هو الشاطئ الذي نحيا لأجل أن نصل إليه، ولأن الله يسبب الأسباب، تداولت الأيام ويشاء القدر أن يكون اللقاء الثاني أمام مصنع الخياطة الخاص بخال «هشام»، بجانب بيت صابرين في منطقة إمبابة، وفي أحد الأيام، وهو يتردد على المصنع رأى «صابرين»، فظل بجانب المصنع لأيام وليالي، ثم تقدم لها، ووافقت عليه، وظلوا في فترة الخطوبة لمدة 4 سنوات، ليتزوجا عام 1988م، ويظلا معًا في قصة حب جمعتهما إلى أن فارقت روحه الحياة.

مواقف وحب بين «هشام» و«صابرين»

تحدثت «صابرين» مصحوبة بالشجن والحزن، عن المواقف التي جمعتهما، وعبرت: «أنا مريضة بمرض السرطان، وفي فترة مرضي كان جالس بجانبي كل الوقت، كان يحول لحظات حزني وخوفي لفرح، محستش يوم بوجع بسببه، كل جلسات الكيماوي كان بيحضرها معايا وهو ماسك إيدي»، ولشدة الحب بينهما، كان كل ما يراهم يلحظ الشبه الكبير بينهم من لون العينين إلى تقاسيم الوجه.

«كرسي فاضي»، مكانه دايمًا موجود ومحفور في البيت وفي قلبي»، أذرفت دموع «صبرين»، وهي تحكي عن زوجها، إذ أنه في كل المواقف كان بجانبها، فعند مرضها بمرض السكري أيضًا، كان يشوي لها الطعام ويجلس بجانبها حتى تتناول الطعام الصحي الذي وصفه الطبيب، وكان يقول لها: «على الحلوة والمُرة نحن معًا»، فكان يواسيها كل يوم، وبجدار ثابت كانا يقابلان السرطان معًا.

وفاة ووفاء بين«هشام» و«صابرين»

الحب والإعجاب بصفات المحبوب تجعلنا نريد أن نصحح نقاط ضعفنا، وبداخل صابرين كانت تصحح نقطة ضعفها في البحث عن الكمال، ولكنها وجدته بداخل زوجها «هشام»، الذي لم يزعجه يومًا استئصال صدرها، وكان يعاملها كما لو كانت طفلة، إذ كان يقول لها الأشعار والكلمات، مثل «كل شيء بملامحك محفور بداخلي، الشيء الذي بيننا أعمق من كل سر»، وقالت: «كل المواقف وكل حاجة فيك كانت جميلة، مفيش رجل عمل زيك، كنت عاززنا وكنت الحلو اللي لينا، كل شهر لازم اطلع لك صدقات، وأحكي عنك لكل الناس، هفضل فكراك ومكانك موجود، الفراق صعب بس أنا صابرة زي ما علمتني»، وجهت هذه الكلمات في رسالة إلى زوجها هشام، الذي توفى بسبب حساسية على الصدر، إثر وجود خراج على الرئة.