أداء أصيل ومتفرد فرض نفسه وانتشر ليصل إلى بقاع الوطن العربي، حيث تفردت كوكب الشرق أم كلثوم بصدق الكلمة وجمال التعبير من خلال توليفة فنية جعلتها تكرس حياتها لفنها بالكامل، وما كان يشغل أم كلثوم إلا الغناء بصوت يصل للقلوب بدأت ترسمه منذ أولى خطواتها للوصول إلى ذروة المجد الغنائي، ولكن حياتها خارج الفن لم يتحدث عنها الكثير، وذلك الوجه الذي يجب أن يُلقى عليه الضوء في ذكرى ميلادها اليوم الذي يوافق 31 ديسمبر من كل عام.

رأي أم كلثوم في الحب 

أم كلثوم في لقاء لها مع نجوى إبراهيم خلال برنامج «صورة من الأرشيف» سألتها: «كل الناس سمعوكي وأنتِ بتغني أغنية وعزة نفسي مانعاني فهل الحب بيخضع لعزة النفس؟»، فردت أم كلثوم: «طبعًا إن لم يكن للمحب عزة نفس ميتحبش، فعزة النفس ترتبط بالحب دومًا، فأن تحب معناه أن تسمو بنفسك» وبذلك تألقت دومًا أم كلثوم بشموخها وكلماتها وقوة أدائها الراقي.

حكاية زواج أم كلثوم

تزوجت أم كلثوم في عمر 56 عامًا، إذ نشرت جريدة الأهرام بتاريخ 17 سبتمبر سنة 1954 نبأ عقد قرآنها بالدكتور حسن سيد الحفناوي الأستاذ المساعد بكلية طب قصر العيني، وجاء كالتالي: «أخيرًا لبت نداء قلبها وفتحت فيه نافذة لاستقبال الزواج وهي التي عاشت طوال عمرها تهمس بأنغام السعادة في آذان العشاق، في هذا اليوم تم عقد قرآن مطربة الشرق الأنسة أم كلثوم بالدكتور حسن الحفناوي الفنان وصديق الفنانين فهو إلى جانب شهرته في دنيا الطب فهو من أشد هواة الطرب والشعر، لقد مر الزواج دون احتفال، ولكن الملايين الذين يعشقونها سوف يقيمون في القلب حفلًا سعيدًا».

حديث زوج أم كلثوم عنها وحبه لها

وبحسب كتاب «5 شارع أبو الفدا» تأليف «صالح فكري» طالب كلية الهندسة الذي قابل أم كلثوم في لقاءات عديدة لعمل دراسة لتحليل صوتها، الذي يحكي عن ذكريات وأحاديث نادرة مع أم كلثوم، ذكر أن كان زواج أم كلثوم زواجًا حسنًا فاتفقا فيه أن تستمر في أداء رسالتها نحو الفن، فأم كلثوم والغناء وجهان لعملة واحدة، ويقول عن حسن الحفناوي: «قابلته في الحقيقة ذات مرة فكان يجلس بجواري في إحدى حفلاتها التي غنت فيها (أنت الحُب)، وفي نهاية الأغنية نظر لي وقال: «دي مش أغنية دي سيمفونية»، وسألني عن اسمي وماذا أعمل فقلت له، فقال «أنا افتكرت هي كلمتني عنك وعن دراستك، فقلت له «هل هي تقول لك كل شيء؟»، قال: «هي صديقتي وتحكي لي على الأشياء التي تسرها»، سألته عن علاقته بها، فقال بفخر باللغة الانجليزية: «She is a friend of mine».

 حب أم كلثوم للأطفال

وعن حديثها عن حبها للأطفال قال لها المهندس «صالح»، «أنني لاحظت من صور كثيرة تنشرها الجرائد والمجلات أنه يتضح حبك للأطفال وحنانك عليهم»، فردت قائلة «الأطفال أحباب الله فيهم براءة وأرى فيهم المستقبل، نعم كنت أحب أن يكون لي ولد أو بنت أو الاثنين ولكن الظروف لم تسمح وليس كل ما يتمناه الإنسان يتحقق، والإنسان لابد أن يرضى بقضاء الله تعالى»، وأضافت «وبعدين يا صالح إن كل أغنية أغنيها تكون مثل طفلة بالنسبة لي أراعيها وأحاول أربيها في ذهني حتى تكبر وتحلو في أُذن ونظر جمهوري الذي أقدره وأحترمه بقدر حبه لي»، وعن أكثر شخص كانت تحبه لها قالت له: «أمي طبعًا ولا تسألني من يليها».