بين الغابات الخضراء والشلالات التي تنهمر من قلب الجبال، نشأ الطفل فرانسسيكو فيرا ليجد الطبيعة تحيط به، كأنها الجنة بتنوعها البيولوجي من نباتات وحيوانات من جميع الأشكال، وهذا التنوع من حوله خلق لديه الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة والمناخ، ليصبح بعد ذلك أصغر ناشط بيئي ينادي بمناخ أفضل للإنسان والحيوان والنبات في كل مكان وزمان، ويكون مؤتمر قمة المناخ Cop 27 منبرًا له، محاولًا أن يوصل للعالم رسالته بالنيابة عن أطفال العالم، كما عبّر عن سعادته بحضور القمة المنعقدة في مدينة شرم الشيخ خلال حديثه لـ«الوطن».

فرانسيسكو: تنظيم مصر لجناح الشباب والأطفال كان رائع

«تنظيم رائع ومناقشات فعالة»، ذلك أقل ما يوصف به تنظيم مصر لقمة المناخ Cop 27 في مدينة شرم الشيخ، تلك القمة بفعالياتها لم تدهش الكبار من زعماء العالم فحسب، وإنما كان لها تأثير في قلوب الصغار من الشباب والأطفال المشاركين، قال «فرانسيسكو»: «أنا سعيد للغاية بالمشاركة في قمة المناخ في مصر، وأسلط الضوء على تنظيم جناح الأطفال والشباب، الذي أحبه لأنه حقيقة تاريخية لأنها المرة الأولى التي أشاهد فيها ذلك في حياتي»

وعن دوره في قمة المناخ،  قال «فرانسيسكو»: «كان دوري في قمة المناخ يتلخص في رفع صوت الأطفال، خاصة من جنوب العالم، وإبرازه بوصفي مستشارا للأطفال للجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، وذلك لأن أزمة المناخ تشكل أزمة تهدد إمكانية الحصول على حاضر ومستقبل لائقين، وتؤثر على الأطفال والشباب بقدر أعظم من العنف، كما أنها تؤثر على التنوع البيولوجي حول العالم، كما أعرض فيه  كتابي حول تغير المناخ باللغة العربية، والذي أسعى إلى أن يكون أداة تعليمية مناخية وبيئية مهمة وضرورية في هذا السياق».

فرانسسيكو: التنوع البيوجي في بلدي خلق عندي الوعي البيئي

من إحدى المدن الأمريكية التي تتمتع بطبيعة ساحرة تحتوي بداخلها على مجموعة كبيرة من الحيوانات والأزهار والطيور المختلفة لتصبح الولاية الأمريكية الأكثر تنوعًا بيولوجيًا في العالم، جاء المراهق فرانسسيكو فيرا، 13 عاما، والذي يعد أصغر ناشط بيئي في الأمم المتحدة ليخاطب العالم في Cop 27 المقامة في شرم الشيخ حاليًا للحد من الانبعاثات الكربونية والملوثات البيئية للحفاظ على مناخ أفضل لجميع الكائنات الحية، بدأ فرانسيسكو فيرا دوره في تعزيز أهمية البيئة والحفاظ على المناخ مبكرًا، إذ صدر كتاب له عن الوعي البيئي في عمر الـ9 سنوات، وذلك بعدما أدرك تهديد التغيرات المناخية على الطبيعة التي يحبها.

وبالنسبة لتأثير الطبيعة على «فرانسيسكو» قال: «اكتشفت مدى إلحاح أزمة المناخ لأن بلدي ، كولومبيا ، هو ثاني أكثر دول العالم تنوعًا بيولوجيًا ، وقد جعلني اقترابي من هذا الجمال الطبيعي مدركًا للحفاظ عليها ... أنت فقط تحب ما تعرفه وتدافع عما تعرفه، الحب هو ما يحدد نشاطي للكوكب» ليبدأ نشاطه البيئي في سن صغير، لينشر الوعي بين الأهل والأصدقاء خلال الرسوم والكتب، بالإضافة إلى الحركة التي يرأسها تحت أسم «Guardians for Life»، وهي حركة من الشباب والفتيات الذين اجتمعوا لاتخاذ إجراءات حاسمة تجاه التغيرات المناخية، أسسها في عام 2009 وتضم أكثر من 500 طفل في كولومبيا وأمريكا اللاتينية.