فتاة جميلة في منتصف العشرينات أو ربما أكبر بقليل تقف ويبدو على ملامحها الحزن والانكسار ممسكةً بعدة أوراق واحدة تلو الأخرى كتب عليهم المصور معاناتها وغيرها من المطلقات باختصار شديد، في لقطات لا تتعدى الـ20 صورة، أظهر فيها المصور محمد عاطف أهم مشاكل الطلاق الذي تعاني منه السيدات في المجتمع من ظلم النفقة ونظرة الناس للمطلقة، فلم يعد مبدأ الطلاق بالمعروف والإحسان منتشراً، فبعد انتشار الأخلاق السيئة أصبح السائد في تلك المعاملات الإنسانية هو العنف والانتقام الذي على أثره امتلأت محاكم الأسرة بالضحايا.

محمد عاطف: فكرة السيشن جاتلي من معاناة الستات بعد الطلاق

في السنوات الأخيرة وبعد زيادة نسبة الطلاق بدأت مشاكل ما بعد الطلاق تظهر تدريجيا إلى العلن، واهمها معاناة الزوجة التي تصبح ضحية المجتمع ونظراته السيئة وأيضا الظروف المادية والنفقة التي يستغلها بعض الأزواج للضغط على الزوجة والانتقام منها كما ظهر في إحدى اللقطات التي صورها المصور محمد عاطف، الذي قال لـ «هن»: «الفكرة جاتلي لأن معظم المجتمع بقي مطلقين تقريبا في كل بيت أو العيلة والصحاب، والمشكلة الأكبر بنسبة 90% من الآثار السلبية تتحملها الست من التربية للنوادي الرياضية والمستشفى والعلاج والأكل والشرب واللبس ومشاكلهم في المدارس وكل مكان وسوء الحياة المادية اللي بتعاني منها الست أكثر من الرجل خصوصا لو مطلقة فالموضوع صعب جدا عليها».

الهدف من فكرة السيشن

لم تكن النية من السيشن سوى إعادة الثقة للسيدات اللاتي تعرضن لانهيار تام بعد الطلاق في أنفسهن مرة أخرى، والنجاح من جديد مثلما فعلت الطبيبة التي استعان بها المصور وظهرت في آخر جلسة التصوير في عيادتها لتثبت نجاحها، قال «عاطف»: «بالإضافة لمعاناة الست فهناك بعض الأفكار السيئة عن المطلقة وأنها مطمع كل ده مع تقصير الأب بيهدد حياتها، كل دا ذكرته في السيشن على أمل أن لو شافه أب بيعمل كده يأنب نفسه، واتفقت مع إحدى الطبيبات اللي رحبت بالفكرة واختارت الكلام وحطيته في كوتس على ورقة، هدفه بردو تشجيع الست تقف على رجلها من تاني لو في نفس الظروف».