رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

«هبة» تتخلص من الاكتئاب بتعليم الرسم للأطفال: «بقى عندي هدف»

كتب: آية الله الجافي -

10:53 م | الأربعاء 10 أغسطس 2022

هبة الله عادل

فرشة الألوان، ورسومات الأطفال المبهجة كانا لهما مفعول السحر على حياة  العشرينية هبة الله عادل، التي عانت من الاكتئاب الشديد لفترات طويلة، إذ لعبت الصدفة دورًا كبير في استغلال موهبتها في الرسم ليتغير مسارها من عيادات الأطباء النفسيين إلى أكاديميات الرسم لتعليم الأطفال، لتتحول آلامها إلى ضحكات متعالية مع الأطفال. 

بداية الدخول في دوامة الاكتئاب

تخرجت هبة الله من كلية الخدمة الاجتماعية، جامعة حلوان، لتبدأ رحلتها في البحث عن وظيفة ملائمة لها، إلا أنها لم توفق في ذلك، ونتيجة لجلوسها وحيدة في المنزل لساعات طويلة وتعرضها لسوء المعاملة من الأهل، دخلت في دوامة اكتئاب طويلة، حاولت أن تخرج منها باللجوء إلى الأطباء النفسيين، وتناول أدوية الاكتئاب، ولكن لم يتغير شيء في نفسيتها بل زاد الأمر سوءًا: «كنت بقعد لوحدي كتير جدًا وده أثر في نفسيتي وجبلي اكتئاب».

دائمًا ما كانت تشعر «هبة» أنها تعيش بلا هدف محدد، بما كان يزيد من انخراطها في الاكتئاب والحزن، وكان السبيل الوحيد في التعبير عن نفسها وآلامها هو الرسم، وكانت تعبر رسوماتها دائمًا عن القلق والخوف الذي تشعر به: «رسمي فيه نوع من الوجع والاستغاثة».

وفي  يوم قررت أن ترسم لوحة وتضعها على «ستوري واتساب، حتى يراها أصدقاؤها: «صورت اللوحة وحطتها استوري ودي كانت بداية خروجي من حالة الحزن إللي سيطرت عليا، حيث عرضت عليها مديرة حضانة ابنتها أن تعمل كمدربة رسم للأطفال في الحضانة لإعجابها الشديد بلوحتها».  

ابتكار منهج لتعليم الرسم للأطفال 

«في البداية كنت مترددة وخايفة من الفشل»، ولكنها قررت بعد تفكير طويل أن تبحث عن مناهج الرسم التي تدرس للأطفال، حتى تمكنت من وضع 3 مناهج لـ3 مستويات تتوافق مع مختلف الأعمار والقدرات: «خلال بحثي على النت عرفت أن كورسات الرسم بتكون غالية مثلًا بـ300 جنيه في الشهر»، فاتفقت مع مديرة الحضانة أن تجعل الكورس مدعما بعمل خصم 50% لكل الأطفال، لتبدأ بتدريب 7 أطفال في الحضانة.

التخلص من الاكتئاب

مع بداية أول حصة تدريبية للأطفال شعرت أن قلبها يمتلأ بالسعادة والطاقة التي افتقدتهم لسنوات عديدة، وكانت تزيد سعادتها عندما ترى تقدم الأطفال في الرسم بما عكس قدرتها على توصيل المعلومة بسلاسة للأطفال، وفق تعبيرها، بما جعل عدد الأطفال في تزايد دائم، لتحقق بذلك نجاح ملحوظ مع الأطفال في وقت قصير، وتوالت بعد ذلك عروض العمل عليها من أكاديميات أخرى لتعليم الأطفال الرسم: «هبدأ في خلال أيام تدريب جديد لفنانين صغيرين جداد».

حلم تأسيس أكاديمية للرسم 

الاندماج مع رسومات الأطفال وتعبيرهم البريء عن أنفسهم في لوحات الرسم ساعد «هبة» على تحول عبوس وجهها إلى ضحكات متعالية وآمال كثيرة، لتستطيع بعد سنوات من المعاناة أن تتخلص من الاكتئاب، ويحل محله شعور الونس والسرور: «بفرح أول لما الكلاس يخلص والأطفال يجروا عليا يحضنوني.. باخد الدعم من مشاعرهم الصادقة».

وتحلم «هبة» أن تؤسس أكاديمية خاصة بها لتعليم الأطفال الرسم لتملأ جدرانها بلوحات الأطفال: «بدأت أحس بالحياة أخيرًا ويكون ليا حلم وهدف».