كتب: غادة شعبان -
12:34 ص | الإثنين 18 يوليو 2022
داخل أحد العقارات في الطابع الرابع، عُثر على سيدة في بداية الستينات من عمرها فارقت الحياة وهي تجلس على أريكتها، متوفاة بعد أكثر من عامين بعد أن أنهكتها الوحدة وذاقت مرارة الاكتئاب، فلا اتصال ولا زيارة تؤنسها في ليالِ العجز والسن المتقدمة، لم يلتفت أحد لرحيلها مثلما لم ينتبه أحد لمعاناتها من وحدتها بعد أن هاجرت والدتها عام 1954 للعمل كمدبرة منزل في لندن، هكذا هي النهاية المؤلمة للسيدة المنسية شيلا سيليوان التي لم يحضر عزاءها سوى شخصين فقط.
البريطانية شيلا سيليوان عانت من الوحدة والاكتئاب لسنوات، حتى شعر بها في إحدى الليالي أحد جيرانها الذي عاش تحت شقتها، إذ سمع صوت خطوات فظن أن هناك أحدًا في الشقة وحينما هرع للطرق عليها لم تستجب، ما جعله يتصل بالشرطة حتى عُثر عليها على أريكتها متوفاة منذ عامين ونصف، ولا يزال التحقيق جاريًا لمرفة سر تلك الخطوات وهل كانت هناك جريمة وراء الوفاة أم لا.
اكتشف جار السيدة الستينية، الذي يُدعى ديفيد جونز، إنها كانت تعاني من الوحدة والإهمال، فضلا عن محاولة الكشف عن كيف توفيت وكيف يمكن أن تمر وفاتها دون أن يلحظها أحد، وعُثر على الصورة الوحيدة التي بقيت من آثار الراحلة وهي صورة جواز سفرها، كما أن أقاربها في جنوب إفريقيا الذين لم تلتق بهم أبدًا، لم يبدوا اهتمامًا كبيرًا بشأن وفاتها، وتم إحياء ذكراها في جنازتين، حضر اثنان فقط من المعزين الأول جارها والثاني هو شقيقها فيكتور قاتل مدان كانت بعيدة عنه، وبقيا بجانبها حتى انتهت مراسم الدفن والعزاء.