رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

غادة عامر من أفضل 5 مهندسات بأفريقيا و20 امرأة في العالم: قِصتي ملهمة «حوار»

كتب: غادة شعبان -

06:53 ص | الأربعاء 06 يوليو 2022

الدكتورة غادة عامر

أثبتت كفاءتها في مجال العلوم والهندسة، تقلدت العديد من المناصب داخل مصر وخارجها، حصلت على العديد من التكريمات، ذاع صيتها عالميا، تسعى للتطور الدائم، ترى أنها لا تزال تحتاج للعلم والتطوير من ذاتها رغم ما وصلت إليه، هي الدكتورة غادة عامر، أستاذ هندسة القوى والآلات الكهربائية في كلية الهندسة في جامعة بنها، نائب رئيس المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا، والمصنفة ضمن 500 شخصية الأكثر تأثيرا من قبل المركز الملكي الإسلامي للدراسات الإستراتيجية، لعام 2017، وصنفت من قبل مجلة «مسلم ساينس» في المملكة المتحدة ضمن قائمة أهم 20 امرأة في العالم الأكثر نفوذا وتأثيرا في العالم الإسلامي.

«الوطن» أجرت حوارا مع الدكتورة غادة عامر، للحديث عن حياتها الشخصية، وروتينها كأم وربة منزل، وعن الحياة العملية والمناصب التي تقلدتها والنجاحات التي حققتها، وإلى نص الحوار:

- ماذا عن حياة الدكتورة غادة عامر وما هي التدرجات الوظيفية والعلمية التي حصلتِ عليها وما هي التكريمات التي حصلتِ عليها سابقا؟

أعمل كأستاذ هندسة القوى والآلات الكهربائية في كلية الهندسة في جامعة بنها، منذ عام 2016، ومدرب تنفيذي وحكم في المجلة العلمية التابعة لـ معهد البحوث في الإدارة والهندسة في المملكة المتحدة منذ عام 2016، أول أستاذ خريجي كلية الهندسة بجامعة بنها، وأول رئيس قسم دورتي كسيدة وكخريجة الهندسة، وأول وكيل من خريجي الكلية، المناصب مسؤولية كبيرة بالنسبة لي، إذ تحمل على عاتقي الكثير من الأعباء كعدم ظلمة أي شخص، مع التحلي بالقوة وعدم الخوف، فضلا عن القدرة على إثبات القرارات بالقراءة والدراسة الصحيحة، أحاول جاهدةً على إثبات ذاتي طوال الوقت، حصلت على عدة تكريمات من جامعة بنها، كما لقبتُ بالأم المثالية للأنشطة الطلابية للبحث والتميز العلمي، وأفضل باحثة من جامعة فيلادلفيا.

- بعيدا عن الهندسة والتكنولوجيا والعلم، ما هي هوايات الدكتورة غادة عامر، وهل هناك رياضة بعينها تفضلين ممارستها؟

لديَّ الكثير من الهوايات، بخلاف الهندسة، أهوى لعبة الشطرنج، وحصلتُ  فيها على بطولات على مستوى الخليج، بجانب هواية السفر، للتعرف على ثقافات البلاد الأخرى، لو معايا فلوس محبش أحطها في عقارات ولا ذهب، أفضل السفر وخاصة الأماكن التي تحكي الثقافات والمتاحف والآثار، فضلا عن القراءة ومغرمة بالتكنولوجيا.

- بطبيعة الحال فإن المرأة بشكل عام بعيدا عن المناصب هي زوجة وأم، فكيف تنظمين حياتك الشخصية مع العملية، وما هو روتينك اليومي منذ بدايته لنهايته، وكيف يتم التوازن بين العمل والمنزل؟

أسعى دائما لتنظيم وقتي، بين العمل والمنزل، من خلال عمل خطة والعمل على تطبيقها في حياتي، البداية من خلال تقسيم اليوم حسب الأولويات، الأهم فالمهم، في حاجات مش بالضروري نعملها زي التواصل الاجتماعي، أو الاتصال التليفوني لمتابعة أخبار الغير، الصبح بدري بصحى أصلي الفجر، وبخطط لليوم بالدقيقة، وساعات بيزعل الناس مني، بقول من الساعة كذا هعمل كذا للوقت كذا، العادة بقسم اليوم بالدقيقة، بروح شغلي وبعدين برجع البيت اقعد مع ولادي، ووقت لمتابعة استفسارات الناس على السوشيال ميديا الخاص بمجالي، في الراحات الأسبوعية، بمنع الاتصالات بعد الساعة 9 مساء.

- الدكتورة غادة عامر، أم لأربع أبناء، كيف تحققين المعادلة الصعبة في التربية وفي العمل وما هي التحديات التي واجهتك وكيف تغلبتِ عليها؟

أسرتي وأولادي، الركن الثابت في الحياة، فهم أصدقاء، قريبون لي جدا، نتشاور فيما بيننا في مجال الأبحاث الخاص بي، وبالتالي انتقل شغفي لهم وأصبحوا مهتمين بالمجال العلمي، يرافقوني في المؤتمرات، وأي مؤتمر أشارك به كمنظمة، يشاركون معي كمتطوعين، لمعرفة لقاءات العلماء والقامة، والتعرف على روتين حياتهم والأماكن التي يترددون عليها، وسر نجاحهم بعيدا عن الماديات، كنت في مرحلة طفولتهم أقوم باصطحابهم معي، إلى الجامعة، من طنطا للقاهرة، بصحبة مربية ليهم، وعند العودة للمنزل، نتحدث عما قمنا به في يومنا، لدي 4 أولاد، بينهم توأم، اصطحبتهم إلى إنجلترا، إذ كُنت أعمل هناك بأحد المعامل، كنت أتحدث معهم عن طريقة إدارة حياتنا، وكيفية تقسيم  النقود، وكيف نصبح أشخاصا اقتصاديين، ونشتري السلع الاقتصادية.

- متى تكونين الأم الصديقة والحازمة، وما هي النصائح التي تحرصين على تقديمها لهم، هل هناك أحد من الأبناء سيُكمل مسيرة الدكتورة غادة عامر؟

بكون حازمة لسن معين، فترة المرحلة الإعدادية، وبعدها ببدأ في تكوين صداقة معاهم، بتوقف عند نقاط القوة، وهي عدم إعلاء صوتهم على الكبار، عدم التعامل بالعنف مع المحيطين، حتى شراء الألعاب كان وفق ضوابط، وتبعا للمبلغ المحدد له، بخلاف اتباع نظام المكافأة حال إنجاز مهام ما، أو التفوق على الآخرين في الدراسة، مبقدمش نصائح بعد الإعدادية، بحاول أكون المثل والقدوة، اكتشفت أن العند بيزيد من حدة الموقف، مثلا فيما يخص الصلاة، بصلي قدامهم وبالتالي بلاقيهم ييقلدوني، كنت بحاول أخليهم يتفرجوا على أفلام خيال علمي، عمري ما قارنتهم بحد ولا قارنت نفسي بحد، بنفكر في نفسنا بنشوف خدنا كورسات إيه واتعلمنا إيه، بنتناقش على طاولة الغداء، عن التكنولوجيا والتطورات الجديدة في العالم، ده جعل الموضوع عندنا أسهل، بتعامل مع التغير الزمني بيني وبينهم، بتقبل وبتفهم أفكارهم، بنتناقش فيها، خاصة المعلومات عبر السوشيال ميديا.

ومين اللي هيكمل مسيرتي، اعتقد ابني الكبير محمد، هو معيد، أحمد قرر الانطلاق أكثر في القطاع الخاص، هو هندسة، ولادي التوأم في ثانوية عامة السنة دي، بيحبوا مجال التكنولوجيا، والحاسبات والمعلومات والهندسة، بحاول أعرفهم على الوظائف المستقبلية التي لا تحتاج إلى وسائط.

- كيف تجدين التحاقك للعمل بأكاديمية ناصر العسكرية في كلية الدفاع الوطني، ما الذي أضافه لكِ هذا الأمر؟

تجربة أكاديمية ناصر، تعتبر جائزة ومنحة كبيرة وعطية من عند الله، لدخولي بها حتى حصولي على درجة الزمالة، والإشراف على الأبحاث والتدريس بها، أعتبره فضلا كبيرا من الله، إذ نور بصيرتي، جعلني أوجه الأبحاث التي أقوم بها لخدمة المجتمع، أعمل مع قيادة سياسية بكل المقاييس تجعل الشخص يشعر بالقوة، بمنطلق ما يراه بعينه، الأكاديمية غيّرت فكري تماما، وجعلتني أشعر بانتمائي جدا للوطن العظيم، الذي يمتلك قيادات هائلة ومتميزة.

- تم اختيارك من بين أفضل 5 مهندسات في القارة الأفريقية، فكيف تم هذا الاختيار خاصة بعد اختيارك ضمن أهم 20 امرأة على مستوى العالم في مجال العلوم لعام 2021؟

الاختيار ضمن القصص الملهمة لمهندسات في أفريقيا، كان بناءً على عمداء الهندسة في الولايات المتحدة الأمريكية ودعم التكنولوجيا والأمم المتحدة، الذين قرروا عمل إحصائية عن السيدات اللواتي انفردن في قاراتهن رغم الظروف المختلفة واللواتي أثبتن أنفسهن دوليا، وتم اختياري باعتبار قصتي ملهمة كوني واجهت تحديات، فضلا عن المناصب التي تقلدتها، ذلك من خلال بند من الأسئلة عن محور حياتي، وبعدها خضعت لعمل مقابلة شخصية، حتى تم اختياري ضمن 5 أفضل مهندسات في القارة الأفريقية، لقصة ملهمة، وفيما يخص اختياري ضمن أهم 20 امرأة على مستوى العالم في مجال العلوم لعام 2021، جاء نتيجة عملي مع المؤسسة العربية لتكنولوجيا المتطوعين لعام 2014، وكنا نعمل على تقديم مشاريع لخدمة المجتمعات الفقيرة بالتعاون مع مركز بحثي موجود في الولايات المتحدة الأمريكية، بدأت العمل على تكنولوجيا الفقراء ودعم المرأة وتدريب الباحثين على ريادة الأعمال والابتكار، وتمكنت من الحصول على تمويل بمبلغ ضخم.

- ماهو رد فعلك على فكرة استعراض سيرتك الذاتية بمنهج الصف الرابع الابتدائي، وما هي الأحلام والطموحات التي تسعين لتحقيقها؟

الاستعراض تم في أحد الكتب الخارجية للصف الرابع الابتدائي، وكانت مفاجأة كبيرة بالنسبة لي، حينها تأكدت أن البعض أصبح ملما بي ويعرف من أكون، وفي ذلك الوقت شعرت بأن تلك الخطوة مرعبة، إذ أصبحت كل خطواتي يمكن أن تؤثر في الآخرين.

- وقع عليكِ الاختيار لتكوني ضمن أحد أعضاء لجنة تحكيم جوائز«رولكس» للابتكار بسويسرا، ماذا عن هذا التكريم؟

تحكيم جوائز رولكس، كان جميلا ورائعًا، إذ وصلني إيميل، بأنه تم اختياري لها كمتطوعة، تحمست جدا لتلك الخطوة واعتبرتها بمثابة وقت مدفوع للتدريب، والتزم بها كما لو تكون وظيفة، بعدها قاموا بإرسال الأبحاث والأفكار الابتكارية لتحكيمها، وبعدها تلقيت دعوة بحضورها في سويسرا، يتم الاختيار ما بين 10 أشخاص على مستوى العالم، من بينهم الحاصلون على جائزة نوبل، وجودي في هذا المكان ووسط الباحثين، إضافة كبيرة لي، وأثبت ذاتي ثم انتقلت إلى شيكاغو في الحفل النهائي، وهناك التقيت بعلماء ورائد فضاء ورئيس المحطة الكندية، وعالم حصل على جائزة نوبل في الفيزياء، ومصور ناشيونال چيوغرافيك، الذي يقوم بالتصوير تحت المياه، بالإضافة لدكتورة في مجال علوم وتكنولوچيا الفضاء.

كيف تجدين البحث العلمي في مصر، وما الذي ينقصه؟

البحث العلمي في مصر يحتاج إلى زيادة، رغم الطفرة التي حدثت في الفترة الماضية، لكن نحتاج زيادة توعية للمجتمع بشأن أهمية الباحثين والبحث العلمي، فضلا عن تمكن الباحثين من لغة المجتمع والناس، ومدى الفائدة التي تعود عليه من تلك الأبحاث، نحتاج إلى زيادة في الصرف على البحث العلمي، حتى نتحول لقوة اقتصادية تكنولوجية كبيرة.

- بعد حدوث طفرة السوشيال ميديا والتكنولوجيا الكبيرة التي تجتاح العالم، ما هي سُبل الحماية من مخاطر التكنولوجيا؟

إحنا داخلين على تقنية الميتافيرس، وهي أخطر ما تم سابقا، الحماية هي الوعي المجتمعي، من الهجمات السيبرانية المجتمعية، التي هي عبارة عن أجهزة تقوم بدراسة البشر وتقوم بمهاجمتهم وتوجيههم، لذا يجب الانتباه جيدا داخل الأسرة وكمجتمع مدني وخاص وحكومة ودولة، بالمسؤولية على كل فرد منهم.

- ما هي النصائح التي تودين تقديمها للنشء والمهندسات حديثات التخرج اللواتي يعتبرونكِ قدوتهن ومثلهن الأعلى في المجال؟

النصائح للنشء وحديثي التخرج، لا بد من التعلم باستمرار والتطور الذي يتم أسرع ما يمكن من خلال بيئة العمل، التنافس في طرح التكنولوجيا أصبح سريعا جدا، البيت والأولاد في المقام الأول، في الآخر إحنا أمهات ودي أسعد حاجة في الدنيا، فضلا عن تغيير الأفكار السائدة في المجتمع، العمل من أجل خدمة الآخرين وليس إثبات الذات فقط.