رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

أول محجبة في البرلمان الأسترالي لـ«الوطن»: أصبحت مسؤولة عن توضيح رؤية الحجاب للمجتمع

كتب: عبدالله مجدي -

05:43 م | الأربعاء 29 يونيو 2022

فاطمة بايمان أول نائبة محجبة في البرلمان الأسترالي

عاشت ظروفا لا توصف، بدأت حياتها من الصفر كما يقولون، استنجدت بالجميع دون معين، لاقت الويلات في بلادها ومسقط رأسها حتى تركتها رغما عنها، لملمت مع أسرتها شتات نفسها وهاجرت تاركة أرض الأجداد والوطن والسكينة دون أن تنظر خلفها رغم اعتصار قلبها من الحزن، رمت الألم خلفها وقررت أن تصنع لنفسها وضعا وتاريخا مختلفا، تعلمت وتثقفت وخاضت غمار السياسة حتى أصبحت فاطمة بايمان أول نائبة محجبة في البرلمان الأسترالي، لتسطر نجاحا استثنائيا في مسيرتها الجديدة.

فاطمة بايمان البالغة من العمر 27 عاما، تروي في حديثها لـ«الوطن»، مسيرتها من بلاد الإفغان وحتى مقعدها الذي خصص لأول نائبة محجبة في البرلمان الأسترالي، ففي سن الخامسة من عمرها فرت «الصغيرة فاطمة» رفقة أسرتها فررا من حركة طالبان التي كان تضطهد أسرتها، فجدها كان عضوا بالبرلمان هناك، لتعبر أسرتها الحدود صوب باكستان، ومنها أبحر إلى أستراليا، ليستقر هناك مع عائلته ليجتمع شملها العائلة المكونة من 6 أفراد والذي تكبرهم «فاطمة».

في مدينة «لبيرث» عاصمة ولاية أستراليا الغربية، والمدينة الأكثر اكتظاظا بالسكان فيها، استقرت أسرة «فاطمة» لتبدأ حياة جديدة شاقة إلى حد بعيد، فعمل والدها في عدد من الوظائف لتوفير نفقات الأسرة، «المهن التي عمل فيها والدي كانت صعبة منها حارس أمن، وسائق سيارة أجرة، والمطابخ أحيانا أخرى»، وافتتحت والدها مشروعا صغيرا خاصا بتعليم مهارات القيادة، لمساعدة رب الأسرة على المعيشة وتوفير نفقات الأبناء، وفي تلك الفترة كانت تتلقى تعليمها بمدرسة المدينة.

التطوع في إحدى الجمعيات الخيرية

في سن صغير بدأت أول نائبة محجبة في البرلمان الأسترالي حياتها السياسية، خلال فترة المدرسة الثانوية، بالتطوع في إحدى الجمعيات الخيرية لجمع التبرعات لمساعدة المحتاجين في المدينة ومساعدتهم في توفير حياة ملائمة لهم، ثم بعدها انضمت إلى مركز «إدموند رايس» للمساعدة في تطوير مهارات قادة المجتمع الشباب، «في عام 2017 عملت بشكل وثيق مع شرطة غرب أستراليا لمساعدتهم على فهم العوائق التي يواجهها الشباب والمجتمعات المتنوعة ثقافيًا بشكل أفضل».

الاهتمام بالعمل السياسي

عام 2018 عام لم تنساه من حياتها، ففيه تلقت صدمة كبيرة لن تمحي من ذاكرتها «في هذا العام توفي والدي بسبب مرض اللوكيميا، وكان ذلك الحدث سببا في تغيير حياتي كثيرا، قررت أن أجتهد وأعمل أكثر بجد ليكون سعيدا بي»، فاهتمت أكثر بالعمل السياسي، وانضمت إلى اتحاد العمال، وناضلت كثيرا من أجل العمال لكي يكسبوا مزيدا من الحقوق والامتيازات «أشعر بالعمال لأني رأيت في والدي معاناتهم الذي كان يسعى جاهد لتغطية نفقات حياتنا».

فرحة الفوز بالانتخابات 

فرحة كبيرة لا توصف عاشتها «فاطمة»، بخبر فوزها في الانتخابات، فهي تصف معركة الانتخابات أنها كانت ليست بالسهلة، لكن ثقة الناخبين كانت العامل الحاسم، «بتواجدي في البرلمان أصبحت مسؤولة عن توضيح رؤية الحجاب للمجتمع والبرلمان، وسأثبت للأسر الأسترالية أنني مثلهم»، وستعمل من خلال منصبها البرلماني على تشجيع انضمام نواب من ثقافات وأديان وأطياف مختلفة إلى البرلمان الأسترالي، وتطوير التعليم المبكر، والعمل على قضايا تتعلق بالتغير المناخي.