ثُقل شديد في الكلام، ورعشة ظهرت واضحة في نبرة صوتها، تحاول أن تتمالك قواها لتسرد ما حدث لها، في محاولات منها لاسترداد حقها، لتخرج الكلمات من بين شفتيها بصعوبة: «أنا اتضربت واتشتمت وحصلي مشاكل صحية بسبب جنيه وربع».

بهذه الكلمات التي تغلبها الحسرة على ما وصلت له، تحدثت «و.علاء الدين» 28 عامًا، من سكان السيدة عائشة عن ما حدث لها في 18 مايو الماضي، على يد أحد سائقي الأجرة التي اعتادت استخدامها يومياً من المقطم لمنزلها عقب الانتهاء من دوام عملها بأحد مستشفيات المقطم.

لقطات مصورة توثق الاعتداء

ربما اندلعت الشرارة من ساحات مواقع التواصل الاجتماعي، بعد تداول رواد السوشيال ميديا مقطع فيديو مصور يرصد تعدي سائق ميكروباص على فتاة بالضرب مع توجيه الشتائم والألفاظ الخارجة، أمام المارة، بعد صفعها على وجهها، لتنتشر تلك اللقطات المصورة على نطاق واسع، مطالبين بضرورة محاسبة السائق. 

الفتاة: بسبب جنيه وربع أنا اتضربت واتشتمت 

بكاء وخوف تحدثت بهما الفتاة، وهي زوجة وأم، لـ «هُن» عن تفاصيل الواقعة، مؤكدة أنها اعتادت استخدام عربات الأجرة «ميكروباص» يوميًا من المقطم إلى السيدة، بأجرة 3 جنيهات وربع، قبل أن تُصادف هذا السائق: «كنت مروحة من الشغل وركبت العربية، وبدي للسواق الأجرة، راح قالي الأجرة 4 جنيه، فقولتله لأ هي 3 وربع، رد قالي مش عاجبك انزلي وأنا مش همشي بالعربية وأنتِ فيها، قولتله ماشي ولما نزلت قفلت باب العربية، فقالي بتقفليه وترزعيه كده ليه يابت، وبدأ يوجه ليا أفظع الألفاظ».

متابعة: « لسة بقوله أنت بتقول إيه، لقيت قلم نزل على وشي، محستش بنفسي، وجري عليا تاني، وراح ضربني على ضهري، ووقعت على الأرض، واستمر في الضرب، حاولت استنجد بسيدة كانت راكبة معانا بصتلي وسكتت وعرفت إنها مراته».

ارتجاج في المخ وثقل في اللسان

ساعات داخل المستشفى قضتها الفتاة، بعد أن ساعدها بعض الأشخاص في الذهاب إليها، لتكتشف نتيجة ما تعرضت له من ضرب مبرح: «حصلي ارتجاج في المخ، وصعوبة في الكلام وتقل في اللسان، غير صعوبة في الرؤية، عيني الشمال مبقتش أشوف بيها إلا بصعوبة»، وفقًا لما ذكرته وأشار له التقرير الطبي.

واختتمت «و.ع» حديثها: «عملت محضر بقسم المقطم، ولا زال في نيابة زينهم، ومفيش أي حاجة حصلت لحد دلوقتي، وأنا كل اللي عاوزاه حقي يرجعلي من السائق».